أجمل الناس وجهاً !
من منا لا يريد أن يكون جميلاً ؟ ؟ !
ومن منا لا يريد أن يصبح و يمسى صاحب وجهاً مشرقاً منيراً ؟ ؟
إنهم عشاق قيام الليل . . . .
قيل للحسن البصرى : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً ؟ قال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره .
و كما هو معروف أن الحسن البصرى كان إذا رآة الناس تعبدوا للّة اسبوعاً كاملاً عبادة بخشوع لما لوجهة من جمال و هيبة و سمت الصالحين .
ثم انظر الى سيدنا عمر بن الخطاب الذى كان تحت عينة خطان أسودان من الدموع . . . كان يقوم الليل و يوقظ أهلة و يقول : { و أمر اهلك بالصلاة و اصطبر عليها } . . . قام من الليل يوماً فقرأ آية فسقط مغشياً علية أتعلم ما هذة الآية . . . ؟ يقول اللّة عزّ وجلّ {إن عذاب ربك لواقع * ما لة من دافع } وظلوا يعودونة شهراً لا يعرفون ما بة .
و هذا ابن مسعود كانت إذا هدأت العيون يسمع لة دوياً كدوى النحل و هو يصلى ليلاً .
اما أنس بن مالك فكان يقسم الليل ثلاثاً . . . أنس يصلى الثلث الاول ثم يوقظ زوجتة فتصلى الثلث الثانى ثم توقظ الزوجة إبنتها لتقيم الثلث الثالث ! ! يقولون : فلما توفيت الزوجة قسم الليل بينة و بين إبنتة . . . ثم توفى أنس فحرصت إبنتة أن تصلى الليل كلة .
مساكين نحن . . . اين بيوتنا من هذة البيوت المؤمنة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و يقول احد الصالحين : أنة أتى إلى فراشة فوضع يدة على ا لفراش و أخذ يمرر يدة علية و يقول : إنك لين وإن فى الجنة ما هو الين . . . فيقوم فيصلى حتى آذان الفجر . . . ولة الحق فى ذلك فإن فى الجنة ما هو الين فكيف يقبل بأقل من ذلك ؟
ويقول سيدنا الحسن بن على : إذا لم تقدر على قيام الليل و على صيام النهار فإنك محروم و قد كثرت ذنوبك . هذا هو المعنى الحقيقى . . إنك محروم . . محروم أنت يا من لم تستطع القيام . . محروم أنت يا من لم تستطع الصيام . . محروم أنت يا من لم تعرف ربك .
أما حسن البصرى فكان لة جارية فباعها لإناس و جاء عليها أول ليل عندهم فقامت و قالت : يا أهل الدار الصلاة الصلاة . . فقالوا : أطلع الفجر ؟ فقالت : افلا تصلون إلا الصلوات الخمسة ؟ فقالوا : نعم . . . فرجعت إلى سيدها الاول – الحسن البصرى – و قالت : مولاى ردنى لقد بعتنى لقوم لا يصلون إلا الصلوات الخمسة .
كأنك تقرأ قصة خيالية لا تمت للواقع ! فلقد اصبح واقعنا مرير فياترى لو كانت هذة الجارية موجودة الان فماذا كانت ستقول ؟ ؟ ؟
وإليك قول أحد التابعين : رآيت فى منامى إمرأة جميلة قلت لها : من أنت ؟ قالت : اخطبنى من سيدى . فقلت لها : و ما مهرك ؟ قالت : طول القيام .
اللهم أعنا على هذا المهر..فيا أخى الفاضل إستعد للمهر من الان فهى ليست حورية واحدة إنها حور عين ينتظرن الخطاب . فهل انت من خطابهن ؟
يقول الفضيل بن عياض : إذا غربت الشمس فرحت بالظلام كى ينام الناس فأخلو باللّة عزّ و جلّ .
شعور عظيم لا يخرج إلا من قلب رجل عاش هذا الشعور و ما أحلاها من لحظات ليخلوا كل حبيب بحبيبة .
دخل رجل على أاحد التابعين فوجدة يبكى فقال: ما يبكيك ؟ أوجع يؤلمك ؟ قال أشد . فقال الرجل : نعى إليك بعض أهلك ؟ قال : أشد . فقال : أفقدت أموالك ؟ قال : أشد . قال : وما أشد من ذلك ؟ قال نمت البارحة و نسيت أن أقوم الليل .
سبحانك ربى . . حقاً لم تستو قلوبنا بعد .
وهذا حسان بن ثابت يناجى ربه فى ظلمة الليل يقول : ببابك لم أغادره ولن أسعى إلى غيرك سأنسج بالرضى ثوبى واشرف أننى عبدك وأهتف فى جبين الصبح حيث يقال : من ربك ؟ إلهى خالق الأكوان لا أسعى إلى غيرك الهى فالق الإصباح أشرف أننى عبدك.
كلمات خرجت من قلب صادق .......فاخترقت قلوبنا جميعاً
اليس كذلك ؟
آراك تقرأها مرة أخرى فلم تقض نهمك منها !! هيا احفظها واجعلها مناجاتك فى السحر.
وإليك هذه الكلمات التى تفك القيد فقد آن الاوان ، هيا تجرأ وناج الله بلغتك وبفهمك وبأسلوبك، لا تنتق الكلمات بقدر ما تنتقى الأحاسيس، فالعبرة ليست بالعبارة انما العبرة بالعبرات.
يقول مالك بن دينار .. فى هذأة الليل : إلهى أنت وحدك الذى يعلم ساكن الجنة من ساكن النار ، فأى الرجلين أنا أمن ساكن الجنة أم من سكان النار ؟
هيا ولا تجعل بينك وبين الله حاجز فالباب مفتوح وما عليك إلا أن تطرقه فمن طرق الباب يوشك أن يفتح له.
أراك مستيقظاً تقول : أن الباب مفتوح فكيف نطرقه؟ إنها ملاحظة جيدة، فهيا إلى العمل والتطبيق وتشهبه بمالك !!
وكان سليمان الدارى ينادى فى ظلمة الليل ويقول :- وقبل أن تعرف ماذا كان يقول أرجوك مرة أخرى أن تجدد نيتك وإيمانك وتعيد شحن بطارية القلب من جديد ستقرأ الآن مناجاة ستهزك من الداخل هزاً شديداً بل ستجعلك تبكى وتبكى
يقول : لأن سالتنى يا رب عن ذنبى يوم القيامة ، لأسالنك عن رحمتك، ولأن سألتنى يا رب عن تقصيرى لسألنك عن عفوك، ولأن سألتنى يا رب عن غفلتى لأسألنك عن رحمتك وعفوك، ولأن قذفتنى فى النار لأخبرن أهل النار أنى أحبك.
أحياناً يكون الصمت وسكن الدموع أبلغ الردود !!
الهى لتخبر أهل النار أنا نحبك .. أنا نحبك ..
يا رب عدنا إليك .. رجعنا إليك .. أنبنا إليك.
يا رب أنا نحبك.
وانظر إلى حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان يتهيأ القيام الليل فكان يدعو الله قبل القيام بهذا الدعاء : " اللهم ربنا لك الحمد أنت قيوم السماوات والارض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد أنت مالك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ، ووعدك الحق ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق ، الهم لك أسلمت وبك امنت ، وعليك توكلت وإليك أنبت ، وبك خاصمت وإليك حاكمت ، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منى ، انت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا انت ".
أشعر بك تقول : إن هذه هى أول خطوة من خطوات قيام الليل .. نعم أخى الحبيب .. هيا خذ الأمر بقوة ولتكن البداية ..
من معينات القيام
أولا : لا تكثر من الطعام والشراب .
ثانيا : لا تجهد نفسك بالنهار .
ثالثا : لا تعص الله .
رابعا : عليكم بالتدريج :
وهذه نقطة هامة لا تقل أهمية عما سبقها فلا تأخذها الحماسة الوقتية وتقول : سأقيم الليل كله من اليوم !! ولكن فلتكن حماستك متوازنة ومنضبطة ولتكن واعيا لمداخل الشيطان بصلاة ركعتين خفيفتين قبل النوم ودوام عليهما شهراً .. إياك أن يضيع منك يوماً ثم زد قليلاً فى الشهر الثانى وهكذا .. واعلم : " أن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ".
خامساً : أجعل لنفسك ورداً بالليل .
سادساً : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .
ولا تنس توأم روحك
يقول النبى صلى الله عليه وسلم " رحم الله رجلا قام من الليل ، فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت تفتح فى وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل ، فصلت وأيقظت زوجها فإن ابى نضحت فى وجهه الماء ".
انظروا كيف يضع النبى صلى الله عليه وسلم أسس صلاح البيوت وقواعد ترسيخ الحب فيها.
إن بيوتنا تشكو من قلة الحب وقلة السعادة ، قوموا الليل يمتلأ البيت سعادة وبهجة وحب ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم : " من استيقظ من الليل وايقظ امرأتة، فصليا ركعتين جميعاً،كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ".
نصيحة غالية . . أنت ايتها الزوجة المؤمنة عاونى زوجك واملئى بيتك حبا وسعادة وبهجة واجعلى بيتك محراباً لقيام الليل.
هيا .. بايديكم تصير بيوتكم جنة الله فى ارضه بقيام الليل .. تسعد الدنيا وتمرح ، بقيام الليل .. تحيا القلوب وتشعر بقيمتها الحقيقية.
أوحى اللّة تبارك و تعالى إلى داود علية السلام :"يا داود إن لى عباداً أحبهم و يحبوننى واشتاق إليهم ويشتاقون إلى . إن قلدتهم يا داود احببتك" . فقال داود : دلنى عليهم . فقال : سبحانة و تعالى :" يراعى الظلال بالنهار و يحنون على الليل كما تحن الطيور إلى اوكارها حتى إذا جنهم الليل و خلى كل حبيب بحبيبة فرشوا و جوههم و ناجونى بكلامى و تملقوا إلى بأنعامى فهم بين صارخ و باك و بين متأوة و شاك . أتعلم يا داود . . ؟ أعطهم ثلاثة أشياء . الأول : لو كانت السماوات السبع و الاراضين السبع فى ميزانهم يوم القيامة لاستقللتها عليهم . و الثانى : أقذف من نورى فى و جوههم و قلوبهم . والثالثة : اقبل عليهم بوجهى . أفرأيت يا داود من اقبلت علية بوجهى .. أيعلم احد ماذا أريد ان اعطية ؟
اسال الله أن نكون قد اشتقنا لليل وللوقوف بين يدى الله هيا انتفض ودع الكسل والخمول واجعل لسان حالك : لا يا قيود الأرض ، ومرحبا بك يا سماء.
ولا تقل بأى آيات أقوم بالليل فهذا هو الإمام أبو حنيفة يقوم الليل كله بآية واحدة يرددها الليل كله يقول : { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } وليلة أخرى يقول : { فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم } .
نعم بالحس المرهف يكفيك القليل .. تخيل يقوم الليل كله بآية واحدة يقرأها فيستعرض حياته كلها فى ليلة واحدة .. !!
حقا من جد وجد .. ومن اجتهد ليس كمن رقد .. وكما يقول أحد الصالحين : " واعلم أن ثمن السيادة ترك الوسادة ".
اللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة
