بسم الله الرحمن الرحيم
حسب ما أراه ويراه المتابعون لكثير مما يصدر عن الدكتور سعد الفقيه فإننا لم نجد أي تعاطف من غالب المسلمين في هذه البلاد تجاه هذا الرجل فهو لا يحظى بأي شعبية لدى المشايخ والدعاة وغيرهم من أهل الاستقامة ، وهذا يجعلنا نضع علامات تعجب كثيرة حول الرجل وفكره والطريقة التي يعمل بها و يدعي فيها أنه رجل إصلاح !!
الإصلاح عند الدكتور سعد الفقيه يأتي عن طريق الكذب والتزوير والبهتان وذكر بعض الوقائع الخيالية المضحكة والأخبار الملفقة المخجلة التي لا يخفى كذبها على أبسط الناس وقد صور في إذاعته حكام هذه البلاد وكأنهم لا خير فيهم وأن البركة قد محقت منهم وهذا من الجور والظلم ، فالذي أدين الله تعالى به أن حكام هذه البلاد مسلمون وفيهم خير كثير لا ينكره إلا جاحد مكابر فآثار الخير في البلاد باقية وشعائر الدين ظاهرة والغلبة هنا لأهل الخير والحمد الله رب العالمين ، ولا داعي لذكر محاسنهم الطيبة فهي لا تخفى على العقلاء والمنصفين على تنوع مشاربهم واختلاف مذاهبهم ، وكذلك لا ننكر وجود الكثير من الأخطاء والتجاوزات والظلم والفساد المالي وغيره والتي لا يخلو منها بلد إسلامي ، وهي مهما بلغت كثرة أو قلة إلا أنها لا تجعلنا نتنكر للدولة ونعلن الخروج عليها والثورة على الحكام لمجرد الخلاف في وجهات النظر أو وجود التجاوزات والأخطاء ، بل نسأل الله تعالى أن يهديهم إلى التي هي أحسن وأن يوفقهم للخير وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتبعدهم عن الشر .
وإذاعته أصبحت مرتعا خصبا لكل عاطل أو مشحون يتحدث فيها دون هدف أو ثمرة وإنما السباب والشتم وتوزيع الاتهام وإنشاد القصائد في سب الدولة وسب الحكام وقذفهم في الأعراض ثم مدح الفقيه وقناة الإصلاح وأما الأشياء المفيدة أو الخطوات العملية فهذه لا تجدها أبدا في الإذاعة ولا في المنتدى .
إذن ماذا يريد سعد الفقيه من هذه البلاد في دعواه إلى المظاهرة الكبرى التي سماها بالزحف الكبير والتي ستكون يوم الخميس الرابع من ذي القعدة ! خاصة أن البلاد تعيش أحداث تفجيرات وتحريضا من الدول الكافرة عليها !
هل هو بهذه المظاهرة يريد الخير للبلاد والعباد أو يريد وقوع المزيد من الشر والفساد وزرع الفتن والقلاقل !
ولماذا لم يجتمع مع الدكتور سعد أهل الحل والعقد في البلاد وكذلك الدعاة والمصلحون والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ويتعاطفوا مع حركته ويقودوا هذه المظاهرات أو يعلنوا تأييدهم لها ! مع أنهم ينتقدون الدولة في بعض الأمور ويخالفون بعض توجهاتها ؟ .
إن الإصلاح الذي يدعيه الدكتور سعد الفقيه ليس هو المنهج الذي تربينا عليه على أيدي مشايخنا ودعاتنا بأن ننزع الطاعة ممن ولاه الله أمرنا حتى وإن وجد ظلم وفساد مهما بلغت درجته ما لم نر الكفر البواح عندنا من الله فيه برهان ! وأتحدى الدكتور أن يأتينا بآية أو حديث تؤكد صحة منهجه وطريقته التي تقوم على الخروج ونبذ البيعة والبراءة من الحاكم .
إن الإصلاح الذي يدعيه الدكتور سعد الفقيه ليس بأن يتلقى الدعم من أعداء الملة والدين ممن يريدون بهذه البلاد الشر وهم يعلنون صباح مساء عداءهم لها وللقيم التي قامت ونشأت عليها ! .
كيف يمكن للدكتور أن يغطي هذه النفقات الكبيرة للحركة من رواتب وفواتير ومصروفات بث واستئجار وتغطية في مدينة من أغلى المدن في العالم أليس هذا أمر يدعو للشك والريبة ؟ .
إن الإصلاح الذي يدعيه سعد الفقيه ليس بالضحك على العامة من البسطاء والذين أكاد أجزم أنهم هم من سيستجيب لدعوته في المظاهرة وهم ممن لا يعرفون المصالح والمفاسد وليس عندهم أي علم بالانضباط والمنهج الشرعي .
إن الإصلاح لا يكون بالسكن في الأبراج العاجية والتحدث بلغة التعالي بينما يبقى الضعفاء يجدون الأذى ويودعون السجون بعد أن يتم استدراجهم ببعض العبارات المعسولة إلى ميادين المظاهرات والإضرابات ثم لا يجدون لهم ناصرا ولا معينا ويبقى الدكتور في لندن يتمتع بالجو الخلاب .
الكثير من الذين يستجيبون للدكتور سعد قد يخرجون تحت ضغط نفسي أو شحن عاطفي ولكنهم بمجرد الانتهاء من المظاهرة أو وجود حل للمشاكل التي يعانون منها فإنهم سوف يتركون الدكتور لأنهم ما خرجوا حبا فيه أو اعتقادا لأهليته لقيادة الدولة وإنما فعلوا ذلك لمبررات خاصة بكل واحد منهم .
يا دكتور سعد لا تخرق لنا السفينة وأنتَ لم تركب بها أو تدخل إليها وإذا كانت لك سفينة أخرى تريد النجاة بها أو جبل كبير سوف يؤويك بعد خراب بلادنا فنحن ليس لنا إلا سفينة واحدة هي هذه البلاد الطيبة المباركة وسوف نحافظ عليها بإذن الله تعالى سالمة من الثقوب وهي تواجه الأمواج العاتية وإذا رأينا ظلما أو جورا فسوف نواجهه بالطرق الشرعية ببيان الظلم والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذا تبرأ ذمتنا ونؤدي الذي علينا .
منقول لـ أبو لـُجين إبراهيم
