" طاش ؟ طاش "
{ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ }
قرأه واطلع عليه أصحاب الفضيلة:
الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان
الشيخ: عبدالرحمن بن ناصر البراك
وقدّم له صاحب الفضيلة:
الشيخ: عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
بدر بن نادر المشاري
تقديم سماحة الوالد الشيخ :عبدالله بن جبرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الولي الحميد المبدئي المعيد الفعال لما يريد أقرب الى العبد من حبل الوريد أحمده وأشكره وأسأله من فضله المزيد
وأشهد إن لا اله إلا الله وحده ولا شريك ولا نديد واشهد إن محمدا عبده ورسوله الذي فند الشرك واظهر التوحيد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وإتباعهم من صالحي العبيد
إما بعد فقد قرأت هذه المقالة التي أنشأها أخونا الشيخ بدر بن نادر بن مشاري حمله على كتابتها ما تذيعه إذاعاتنا الإسلامية الوطنية في اشرف الأزمنة شهر رمضان المعظم زعما إن فيه تسلية وترفية وتفكه مع احتوائه على استهتار بالدين الصحيح والعلم النافع وأهل الصلاح وأهل الخير من المتعبدين والصالحين لقصد شغل الوقت وأضاعته في هذا العمل الممقوت وقصد ا ضحك والإعجاب بهذا التركيب والابتداع مع العلم الخاص والعام بأنة كذب وبتهان وقول على أهل الخير بالظن والتخمين وقد عاب الله من استهزأ بالصالحين كما في قوله تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله واياته ورسوله كنتم تستهزون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) فنصيحتنا للمعدين لذلك المقالات إن يتوبوا ويمنعوا نشره وإذاعته على جمهور المسلمين كما ننصح كل مسلم غيور إن يمنع أهله وولده من سماع هذا البرنامج (طاش ما طاش) وما أشبهه لما يحتويه من سخرية بحملة الشرع وعيب خفي لبعض شرائع الإسلام لتسلم العقائد من الانحراف ولا يعلق بأذهانهم شيء من الأفكار الرديئة التي تولدها تلك الكلمات والجمل الساخرة ونعوذ بالله من كيد الكائدين ومكر الماكرين والله حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على محمد واله وصحبة وسلم 18/10/1425هـ
عبدا لله بن عبدا لرحمن الحبرين
صورة التقديم 1 أو 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
من بدر بن نادر المشاري إلى من يراه ...
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته أما بعــــد؛ ؛ ؛
فمن المعلوم عند المتتبعين والمتابعين أن أهل العلم والناصحين ـ وفّقهم الله ـ قـــــد أفتوا وبيّنوا الموقفَ الشرعيَّ من البرنامج السافــر الساخـــر: (طاش ما طاش)الذي يبث ـ ومع الأسف مرئيًّا ـ عبر الشاشات، وقد استعرض أهل العلم ما فيه من المخالفات للشرع المطهَّر والآداب والقيم منتهين إلى القول بتحريمه؛ لما اشتمل عليه من مخالفات خطيرة، وفيما ذكروه إن شاء الله مقنع وهداية,وعظة وكفاية لمن نوَّر الله بصيرته،وأراد هدايته وتثبيته،وقد أبلغوا وبلَّغوا وحسبهم الله ونعم الوكيل .
ورغبة مني في ضم الصوت إلى أصواتهم،والقول إلى أقوالهم، وإدراكٍا أنه لابد من كلمة حق تعضد أختها، وأن نعلنها ونجهر بها لنرفع الضيم عن إعلامنا وندفع شر المستهزئين الساخرين المعتدين عن ديننا وأمتنا، ونذكّر الجميع بما تعبّد اللهُ به المسلمينَ من إقامة الحق والعدل وحفظ الدين والدفاع عنه.
فأقول مستعينًا بالله منبهًا ومحذرًا السالكين الغافلين من أعمال الجاهلين المستهزئين :
اللهُ أكبــرُ فــي الدفــــاع سأبــتــدِي *** وهو المعينُ على نجاحِ المقصدِ
وهـو الـَّـذِي نصــرَ النبـيَّ محمـــدًا *** ولأنـصـرن التابعيـنَ لأحـمـدِ
وبِهِ أَصُــــولُ على جميع خصومِنَا *** وأعـدّه عـونـاً علَـى مَـنْ يعتـدِي
سَأَســـــل سَهماً مـِنْ كنـانـةِ وَحْيـهِ *** وَبِـهِ أشـدّ علَـى كَتَـائـب حُسّـدِي
وَبِـــهِ سـأجـــدعُ أنـــفَ كـلِّ مكـابـرٍ *** وَبِـهِ سـأرصـدُ للـكَفُـورِ المـلحـدِ
وسأَسْتجِيرُ بِذِي الجلالِ وذِي العُلاَ *** لا لن أضام إذا استجرت بسيدِي
وسأستمد العون منـه علــى الــذي *** لـمـز الأحبـة بـالـكـلام الـمـفســدِ
حتى أُشتـت شملــهم بأدلة *** مثــل الصـواعـق فـي السحاب الأسودِ
وبنور وحـي الله أكشــف جهـلهـم *** حتى يبين على رؤوس المشهـدِ
والناظر في عالمنا اليوم يدرك أن مناطق الصراع المنتشرة على مساحة واسعة كلها بُئر صراع فكري الطابع، عقائدي المحتوى، إنها سنة الله في الصراع بين الحق والباطل.ومن هنا تأتي هذه الأسئلة ، أين دور إعلام المسلمين؟! وما أهدافه؟! وماذا عن خططه؟! ،وهل الأعمال والأفكار والآراء المطروحة في الإعلام تتفق مع الإسلام وأصوله ومبادئه وتعاليمه وأحكامه، أم أن الإسلام من أفعالها براء؟
إذًا لابد أن يجلَّى هذا الأمر ويفضح ويبين فكر أصحابه وتوجههم من أجل صيانة الأمن الفكري ومن هنا جاءت هذه الرسالة.
( 1 )
(محفوفة بالأخطار)
من المعلوم أن حياة المسلمين المتمسكين بدينهم اليوم محفوفة بالأخطار من كل جانب تعرض لها أمراض الشبهات والشهوات أمراض يروجها ويعمقها في حياة المسلمين دعاة الباطل والرذيلة حتى تحوّل كثير من المسلمين إلى سائمة تُسام , وقطيعٍ مهزوز اعتقاده, غارق في شهواته, مستغرق في ملذاته , متبلد في إحساسه , لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا, إنهم يسعون إلى لف الحبال حول الأعناق لجرّ الناس نحو أعدائهم جرًّا، وهي نذر سوء تنال من الأمن الفكري ومن انتماء النفس المسلمة و تقود إلى إفراز مجتمع ممسوخ متذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء،حتى انقلب من غلبت عليه الشقاوة على عقبيه خاسرًا؛ فارتد عن دينــــه فالحذر منهم { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطً } [الكهف: 28].
( 2 )
(أشأم المساعي)
لنعلم جميعًا أن مِنْ أشأم المساعي الهدَّامة وأشدها خطرًا في تمييع الأمة وإفسادها فكرًا وخلقًا الإعلام الفاسد وسعي دعاته الذين لم يقولوا خيرًا ولم يصمتوا؛ بل ولم يألوا جهدًا في إشاعة الشر والانحراف والرذيلة في مجال من أخطر المجالات تأثيرًا على الناشئة والجيل والأمة ألا وهو مجال الإعلام المرئي، فهم يتنافسون تنافسًا غير شريف في ترفيه غير بريء، وتسلية غير عفة، فضائيات وإعلام فيه يعكر صفو المؤمنين، ويؤدي إلى انحراف المشاهدين والمتابعين متلبسين بقناعات وأفكار تسربت إليهم وتشربت بها قلوبهم فجعلوا أيام الناس ولياليهم أوقاتًا ضائعة وحياة لاهية وسمرًا عابثًا يبث فيه الفكر الملحد والتطاول على الدين مع السلوك المنحرف، واللقطات الراقصة، والحركات الفاتنة، والأحوال المزرية وكأن في آذانهم صممًا عن النداء الإيماني، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ماذا دهاهم ليجعلوا من وسائلهم وقنواتهم مشروعات تجارية بحتة في صور محرمة، وبضائع ممنوعة، وسلع فاسدة، ومن المؤلم والمحزن أن بعضها بل أكثرها تؤدي بلا شك إلى التمرد على الدين وإفساد الخلق { لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِيـــــــــنَ } [التوبة: 37] .
(3)
(ديمومة الصراع بين الحق والباطل)
نحن نؤمن بأن من سنن الله سنةَ التدافع بين الحق والباطل، وأنهما في صراعين دائمين دائبين إلى قيام الساعة؛ ولكن لأن التكليفَ الشرعيَّ يقتضي منَّا أن نطبَِّق أحكام ديننا الحنيف، وأن نقفَ في وجه أي إلحاد فيه أو تحريف لنصوصه أو تعطيل لأحكامه أو تعدٍّ عليه بغض النظر عن الموقع الذي نكون فيه أو الحالة التي نكون عليها، وفي خضم هذا العبث ظهرت نداءات متبصرة من بعض الغيورين المتبصرين ينادون بها وهم فيها محقون إنهم ينادون بضرورة النظر الجاد في الأمن الفكري والتحصين للعقول من الوافد، والحفاظ على خصوصية المسلم في عقيدته الخالصة وشخصية المسلم .
نداء صادق لتحصين الأفكار من كلِّ ما يلطخها ويدنِّسها، وإلا ستغزى العقول، وتغير المفاهيم، وتنسلخ الشعوب عن معتقداتها، وينتشر الباطل، والقوي العزيز لا ينصر إلا من نصره، وبالمدافعة يكون النصر { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج: 40]
(4)
(حذو النعل بالنعل)
إن هذا البرنامج الهابط الذي يبث مرئيًّا هاجم الساخرون الفاسقون فيه ومن خلاله دينَ الله، والمتمسكين به ،وثوابت المجتمع وأعرافه التي دانت الأمة باحترامها،وهو نموذج واضح وصريح لما يبثه الإعلام من فساد، والعجب كل العجب أنه إعلام ينطلق من ديار أهل الإسلام ويدعم بأموال المسلمين مردِّدًا كالصدى كلَّ ما ينعق به أعداء هذا الدين؛ ليعلن تبعية قاتلة لا يرجى فيها تحصين فكر ولا حفظ دين؛ بل إن هذه الفئة المسكينة هزيلة مهزومة قتلها اللهث وراء ما يسمونه: المنافسة الإعلامية، وهنا تأتي قاصمة الظهر حين تكون المنافسة في الهزيمة حتى يدخلوا معهم جحر الضب الخرب ويسيروا خلفهم حذو النعل بالنعل، والذيل بالذيل، وهذا من العيب والأمر المشين، أن تعيش وسائل إعلام الأمة في هذا التنافس البائس لبث الفكر المنحرف وتأكيد التبعية للإلحاد الغربي والمادية المعاصرة .
ولقد طفحت كثير من هذه الوسائل بنشر الفلسفات التي تعزز المادية وتضعف الجوانب الإيمانية، وهي ـ باختصارـ لفيف وخليط وأمشاج من المعتقدات والتصورات بدءًا من الوثنية اليونانية ثم ديانات محرفة من يهودية ونصرانية وانتهاء بالمذاهب المادية المعاصرة، { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ {12} وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ {13} وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ {14} } [الصافات :12 ـ 14] .
تابع......................