بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بمثل ما همنا البوح بما في أنفسنا يهمنا رأي القراء فيه
سأحزن ما بقيت من الزمان ...
... فبعدك بدت لا أرى ضوء الأمل ...
... و لا أبصر سوى عتمة الكرب ...
... و كيف أراه ...
... و كل ضوء للأمل كان قد خرج من قلبي ... ما خرج الا ليضيء الطريق لسهام حب كنت قد رميتني بها ...
... حتى اذا حطم أحد السهام مرآة شعري ...
... و ترك من خلفه القلب الجريح ...
... فلا تعجب ان رأيت عيناي أضحت كعيني وحش عاش في الظلام ... حتى انه لم يعد يدرك ماهية الضوء ...
ماهية النور ...
... و لا تعجب ان رأيت دمعتي ... فهي تصور ما أعاني ...
... فهي تصور حياتي ...
... حياة كدرت ...
... و ليس هذا على حياتي بجديد ...
... كنت أرى الدنيا كقطعة قذى في عيني ...
... حتى اذا عرفتك ...
... أضحت حياتي صافية ...
... كزيت زيتون صافٍ تكاد ترى الضوء ينبعث منه ...
... و أصبح قلبي متوهجا بحبك ...
... حتى اذا أسلمت قلبي للهوان ...
... كان قلبي في سجن ...
... و أنت حررته ...
...أعطيته الحرية ...
... و ما وهبتها له حبا فيه ... بل لغاية هي أدنى و أحقر من ان ألوث لساني بذكرها ...
... و هو من عمق الهوان فيه تبعك ...
... أحبك ...
... ثم انك تركته في صحراء قاحلة ...
... لا حياة فيها ...
... لا أرى فيها سوى رمل ينادي بالموت ...
... و على مد البصر ... لا يقع بصري على شيء سوى شجيرة صغيرة ...
... و عندها وجد قلبي نفسه وحيدا ...
... فصرخ ...
... نعم ...
... لقد صرخ ...
... صرخ بكل ما أوتي من قوة ...
... صرخ صرخة تتقطع منها القلوب ...
... صرخ ... حتى أن حبات الموت هابته ...
... صرخ ...حتى ان روح الثجرة الصغيرة كادت ان تنسلخ منها ...
... و بالرغم من ذلك النداء لم يصل ...
... و هناك ذاق قلبي معنى الذل ...
... و قد كان قلبا لا يعرف غير السماحة و الحنان ...
... و ما كان يدق الا مناداة بالأمانة و الأمان ...
... و اليوم بعدك ...
... أضحى تائهاُ ... حائراُ ... يسأل ...
... أين المكان ... و متى الزمان ...!!؟
... و كان يخط معك بدمه أجمل الكلام ...
... و يرسم أحلى الأحلام ...
... و يبني قصور حب من الأوهام ...
... و اليوم انكسر قلمه ...
... و فقد سحر البيان ...
... و نسى كيف يخط الشعر ألوان ...
... و أصبح يرى الوجوه كمرآةٍ لشيطان ...
... و كان من قبل ينثر في هذه الأرض بذور خير ...
... و يرجو لها الحصاد ...
... و اليوم لا حصاد ...
... و لم يعد قلبي يعجب لذلك ...
... فإنه يرى قلوبا ... و كأنما رضعت من أثداء ذئاب ...
... قلوب لا يفرحها الا أن ترى قلوبا غيرها قد فقدت حب الحياة ...
... يدغدغها الحقد ...
... و تهواها الكراهية ...
... و تتمنى أن تعيش قلوب غيرهم في كوابيس ...
... كوابيس طويلة ...
... كوابيس لا تنتهي ...
... كوابيس في ليالٍ طولها الازل ...
... قلوب لا تحب اجتماع قلبان في بحيرة للحب ... الا ليغرقا ...
... وهناك ألم الفراق ...عندها تكون قلوبهم في عالم البهجة الحسية التي لا يجروء انسان على حتى مجرد الحلم بها ...
... ما كنت أظن ان قلبك منهم ...
... و لكن تبين عكس ظني ...
... فلا أدري ما سأفعل بعد اليوم ...
... و الى أن يخبرني أحدهم ...
... سأظل أبكي ...
... و أحزن ...
... نعم سأحزن ...
... و سأحزن ...
... سأحزن ما بقيت من الزمان ...
