الجرذان وجائزة نوبل لإرهاب الدولة

الجرذان وجائزة نوبل لإرهاب الدولة

رأيت جرذا ً

يخطب اليوم عن النظافة

وينذر الأوساخ بالعقاب

وحوله يصفق الذباب

لا ادري لماذا تذكرت لافتة احمد مطر الآنفة عندما رأيت ولي عهدنا المحترم جداً يفتتح وقائع المؤتمر الولي لمكافحة الإرهاب بكلمة سمجة لم تكن في الواقع إلا مزيجاً من الكذب العلق والنفاق السياسي الذين ربما لا تنطلي حيلهما الرعناء علي عقل طفل صغير أحمق , فأنا كمواطن من مواطني المملكة استغرب كيف يتحدث ولي العهد الذي يبدو أن التقارير الطبية التي أكدت علي إصابته ببدايات لوثة عقلية مزمنة كانت محقة وصائبة فعلا في تشخيصها , كيف يتحدث ولي عهد مملكة الظلام عن مكافحة الإرهاب وحكومته تمثل نموذجاً يحتذى به في مجال إرهاب الدولة , وذلك لدرجة دفعت أحدهم إلى أن يدعو اللجنة المشرفة علي جائزة نوبل للسلام إلى تبني جائزة مناقضة تسمى بجائزة نوبل لإرهاب الدولة يتم منحها لجرذان آل سعود باعتبارهم اكثر استحقاقاً لها , وباعتبار أيضا أن كافة مؤشرات انتهاك حقوق الإنسان في المملكة تقف بجانبهم وتجعل نيلهم للجائزة أمرا مستساغاً ومنطقياً لأبعد الحدود, فبنظرة فاحصة للشق الداخلي في ملف إرهاب حكومة آل سعود نجد أن معطيات ومؤشرات عدة تؤيد المطلب الآنف ومنها علي سبيل الذكر لا الحصر الحقائق التالية: -

أولا ما تذكره التقرير المختصة بتحليل ووصف حالة حقوق الإنسان في المملكة عن التنامي المطرد في مؤشرات انتهاك أدمية الإنسان في مجتمعنا البائس , وذلك بسبب تداعيات النظام الملكي المطلق الذي يتحكم في زمام الأمور , فعلي الرغم من الضغوط الدولية والداخلية التي هدفت لإجبار آل سعود علي تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية في المملكة فان خطوات الإصلاح المزيفة التي اتخذتها تلك العائلة قد اتسمت بالتردد والقصور أحيانا بالتنصل والتطبيق العكسي , فلا يزال الاحتجاز التعسفي وتعرض المحتجزين لسوء المعاملة والتعذيب والقيود المفروضة علي حرية الفرد وغياب المحاسبة علي المستوى الرسمي هي السمة الأبرز لحالة انعدام الإصلاح في مملكة الظلام والطغيان

ثانياً حرص حكومة آل سعود علي اتخاذ خطوات وهمية تهدف لتشريد أذهان المجتمع الدولي عن الحالة المأساوية التي تمر بها الحرية الدينية بالمملكة ومن بين تلك الخطوات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في سبتمبر / أيلول /2003 ميلادي , والذي ترجمت توصيته المضيئة إلى المزيد من الخناق علي رجال الدين الشيعة والسنة وبالأخص الذين يعارضون منهم التصرفات المارقة التي يرتكبها حكام و أمراء آل يهود عفوا اقصد حكام و أمراء آل سعود

ثالثا بالإضافة إلى مصادرة حرية الرأي وممارسة القمع البوليسي تجاه الإعلاميين تعاني حقوق المرآة من نكسات مأساوية عدة سببتها النظرة الدونية المتطرفة التي يشجعها حكام و أمراء آل سعود ويترجمها علي ارض الواقع الشرطة الدينية المسماة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

رابعا ما أورده مؤلف كتاب مملكة الصمت والقبيلة من مؤشرات تدعو للخوف والتوجس علي مصير منظومة حقوق أبناء مجتمعنا ومن بين تلك المؤشرات

ما يلي:ـ

أ?- يعتبر ملف القوانين والتشريعات في السعودية الملف الأكثر تخلفا في العالم فالأفراد الذين يحتلون مناصب وزارية هم فقط من يستطيعون إصدار قرارات ولوائح لها قوة القوانين , كما أن الملك هو المصدر الفعلي للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وهي جميعها تبدأ وتنتهي عنده بمساعدة من الأسرة المالكة و المؤسسة الدينية

ب?- يتبنى نظام آل سعود الشريعة الوهابية التي تعد المسئول الأول عن نشر التطرف والإرهاب في مختلف أنحاء العالم والتي لا تسمح بممارسة الطقوس والعادات الدينية للمسلمين المخالفين لها,فالمخالفون لتلك الشريعة يتم توقيفهم وحبسهم دونما سبب أو سند

ج- لا تسمح مملكة الظلام بحرية الرأي أو التعبير فهي تجرم توجيه النقد للحكومة و الأسرة المالكة أو الإتيان بأي عمل أو قول يؤدي إلى تحدي أسلوبها الملكي المطلق في ممارسة الحكم,

د- يواجه الشيعة في المملكة تمييزا واسع النطاق حيث لايسمح لهم بالعمل في وظائف حساسة وهامة مثل الجيش – الحرس الوطني – وزارة الداخلية – هيئة كبار العلماء,

و أخيرا وليس أخرا فان الحديث عن انتهاكات جرذان آل سعود لحقوق الإنسان في بلدنا هو حديث يطول أردت من خلا ل هذه السطور أن أشير إلى أهم ملامحه وان ادلل علي جدارة واستحقاق الجرذان لجائزة نوبل لإرهاب الدولة فهنيئا آل سعود علي ذلك الاستحقاق الدولي





منصور القصيبي