عندما كنت صغيرة .. كنت اسأل امي باستمرار .. اين الله سبحانه ..
فكانت ترفع اصبعها للسماء وتقول الله هناك ..
فاشعر برهبه ..
واجلس بحوش منزلنا اراقب السماء وسأل أين الله سبحانه ..
هنا .. ام هنا .. ام هنا ..
وعندما كبرت .. اخذت اقرأ بكثرة عن الله سبحانه ..
ولم يتوقف عقلي عن بحثي ولهفتي وحبي لله سبحانه ..
وقلت في نفسي ..
هل يراني هل يسمعني ...
وكيف اقترب منه ..
وفهمت بان عبادته واتباع اوامره هي من تقربنا اليه ..
لكني كنت اريد اكثر من هذا ..
فقرأت كتب الفلسفة وكتب الفكر وكتب الاجتماع وكتب السحر وكتب الفلك
وكتب المنطق والبيان وكتب الشعر والفصاحة وكتب النقد والادب وكتب العلم والفقه
والتشريع السياسي والفقهي ..
ثم عرجت اكثر من ذلك فقرأت المذاهب والعقائد
وأبحرت في نفس الانسان .. وغصت في اعمااااااقه ..
وقرأت عن النبات وعن الماء وعن البحر وعن السماء وعن الارض
ثم عرجت على كتب المفكرين والساسة وعلماء الانسانية
بكل مختلافات مشاربهم .. ابحث عن الله سبحانه ..
ثم اتخذت لنفسي خلوة ..
اتحدث معها واناقشها وافكر بأمور تشغلني ..
حتى كبر فكري وتجاوز عمري .. وشعرت فجأة اني تجاوزت مدارك العمر
وقد لاحظ هذا الشيء الكثير ممن يلتقي معي
او يقرأ لي حتى التقيت فجأة بشخص بسيط لا يلفت النظر على الاطلاق ..
وكنا في حفل استقبال ..
ولقد لفت نظري هدوءه وانطوائه ..
فقدا تخذ لنفسه ركنا ووقف به دون حرااك
كان هذا قبل زواجي بشهرين ..
فتسللت اليه ببطء ووقفت الى جانبه وكأن الامر جاء صدفه ..
ثم حضر شخصا مرموقا عالما له شهرة واسعة وواااااااااسعة ..
وهو يعمل في نطاق الاقمار الاصطناعية ..
فوجدت هذا الشخص البسيط يقترب من العالم ويسأله ..
قال له:
لقد اطلعت على لقائك انه ممتع ورائع فهزالعالم رأسه غير مكترثا
ولكن هذا الشخص قال له لكني لاحظت من حديثك انك لاتؤمن بالله
فرد عليه العالم .. نعم
فقال له الرجل البسيط .. عالم مثلك لا يرد بنعم
يجب ان يكون في حديثه دليل
فتفاجأ العالم بهذا الرد ويبدو انه اثاره فقال اي دليل تريد ..
قال له الرجل البسيط اريد ان تعطيني نسبة الايمان بالله ..
كم تعطي نسبة وجوده ..
فقال العالم ضاحكا 2% فرد عليه الرجل البسيط هادئا
وماذا لو انك مت واكتشفت ان هذه النسبة البسيطة كانت صح
وان هناك الله
ماذا سيكون موقفك
فاهتز العالم وسكت ثم قال له الرجل البسيط
في علومكم الم تضعوا نسب بسيطه في بعض المعارف
ثم اكتشفتم فيما بعد ان هذه النسبة هي الصح ..
فسكت العالم ..
فابتسم الرجل البسيط وقال للعالم ..
هات اعطني من علمك شيئا .. اعطني شيئا جعلك لا تؤمن بالله ..
فقال العالم .. لقد اكتشفنا ان هذا الكون وسيع وهائل
وان وضع الكرة الارضيه بداخله اشبه بذرة فكيف بأجسامنا في هذا الكون الهائل ..
ان هذا يقودنا ان نسأل
هل يهتم الله ان كان موجودا بنا
وماذا نشكل له من اهميه .. وهذا السؤال دفعنا
بان لا نؤمن بوجوده ..
فسكت الرجل البسيط ثم رفع رأسه وسأله
وكيف اكتشفتم هذا الاتساع الهائل في الكون ..
قال له العالم من المناظير والاطباق والمركبات الفضائية ..
فقال له الرجل البسيط هل يمكنك ان ترسم لي مركبه فضائية الان ..
فاستغرب العالم
ولكن الرجل البسيط اخرج ورقه وقلم وسلمه للعالم
وقال له من فضلك ارسم لي على هذه الورقة مركبه فضائية ..
فرسمها العالم وسلمها للرجل البسيط فنظر بها ثم اقترب منه وقال له
هذا الجناح مهم في هذه المركبه
قال له العالم طبعا قال له الرجل البسيط وكيف تم تثبيته
فقال العالم بالبراغي
قال الرجل البسيط ولكني لا اشاهد البراغي
فقال العالم انها صغيرة جدا بالنسبة للجناح ..
فقال الرجل البسيط وهو يبتسم هذا يعني انك تعرف مكان البراغي
فرد العالم طبعا
فقال له الرجل البسيط .. اذا كنت انت من البشر وصنعت قطعة ووضعت بها براغي صغيرة
لدرجة انك لم ترسمها في الورقة بسبب صغرها
ومع هذا فانك تعرف مكانها ..
فهل هذا يقودك بان تدرك ان الله سبحانه عندما بنى كونه العظيم
ووضع في قطعة منه ناس كالبراغي لا احد يشاهدهم ..
الا تظن بان الله سبحانه يعرف اماكنهم ويدرك اسباب تواجدهم ..
فاهتز العالم اهتزازا شديدا ..
فقال له الرجل البسيط
وايضا اذا كنت تؤمن ان هذا الكون الشاسع به اجرام وافلاك وابعاد
الا تسأل نفسك سؤالا ..
من الذي هيأ لها هذه الحياة .. كيف نشأنا من عدم
ومن الذي هيأ لنا هذا النشأ ..
اليس هذا يقودنا بأن من خلق هذه الاجرام والاراضي
وضع سببا معقولا وعلميا ايضا بهذا النشأ الانساني ..
ولو انه خلقه هكذا دون هذه المسببات لما كنا موجودين الان .....
وقال له لو انك انت الذي صنعت المذياع
ولم تضع له مؤشر الموجات هل يمكننا ان نسمع القنوات الاذاعية ..
وهذا يقودنا بأن نسأل لو ان الله سبحانه خلق الارض
ولم يضع لها مسببات الحياة هل يمكننا ان نعيش ..
فاهتز العالم .. وانسحب هدوء ..
فنظر لي الرجل البسيط وقال لي ..
انه الان يفكر .. وسيؤمن بالله سبحانه .. انا متأكد انه سيرجع لفطرته
فقلت له مبهوره وانا اتنفس بقوة ..
هل الله يراني ..
فنظر لي وقال بهدوء ..
بل يرى دقات قلبك ومجرى دمك وهفهفات رئتك وبويصلات شعرك
وهو اقرب منك من حبل الوريد .. فلم استطع ان استمر
وغادرت المكان ابكي بشدة .. نعم ان الله سبحانه يرانا جميعا ...
الم يعلم بأن الله يرى
وهذه المعرفة قادتني بأن الغي الكثير من مشاكلي وهمومي
وايضا من وساوس الشيطان وهوى النفس ..
فلم اعد اهتم بشيء سوى ان الله يراني ..
فكنت اكتب واشارك الناس افراحهم واحزانهم وامر عليهم بكل الحب والتقدير
ولا انتظر منهم شيئا .. لان الله يراني ..
وكنت لا انظر لمن يغضبني او ممن لا يستهويه وجودي او ممن يحاول الغاء شخصيتي
او ممن يحاول التحرش بي ...
لان الله يراني ...
وهمت مع الله سبحانه ..
شعرت ان هذا السماء الكبيرة وهذا الارض الكبيرة
وهذا الوجود الكبيررر ماهو الا ذرة في خلق الله ..
وان الله هو نور السموات والارض ..
وانه يكفيني من هذا الخلق كله .. ان الله يراني ..
من انا من الخلق حتى استحق هذه الرؤية ..
من انا من الخلق حتى استحق منه هذه النظرة ..
ولكنه سبحانه اكرمنا جيمعا بانه يرانا ..
فهل نقبل ان يرانا كاذبين ..
هل نقبل بان يرانا مخادعين ..
هل نقبل بان يرانا ونحن نشتم هذا ونتحرش بهاذا ونغطي حق هذا
وننقص من قدر هذا .. هل نقبل وقتها بان يرانا الله سبحانه على هذه الصورة ..
وعندما كنت اشارك في النشاطات في الثانويه وفي الجامعة
وكنت اتعب كثيرا فكان بعض الطلبه يقولون لي هوني عليج
ترى مافي حد راح ينتبه لنشاطج .
فكنت ارد ان الله يراني ..
وكنت امتدح الدكاتره والطلبه والاساتذة والابلات والصديقات والاهل
وكانوا يقولون لي والله محدن يدري عنج ..
فكنت اقول .. لا يهم .. ان الله يراني
واقول لكم بصدق ...
اعملوا ... اعملوا ... ولا تنتظرون شيئا من الناس ...
الا يكفيكم بأن الله سبحانه يراكم
انتهى
موضوع يستحق القرأة نقلته .. ليستفيد منه الجميع ..
تحياتي لذيذ
