تكنولوجيا التزييف الإعلامي الأمريكي: الجندي الدمية
موضوع مهم جدا وموثق بالصور :تكنولوجيا التزييف الإعلامي الأمريكي: الجندي الدمية
فترة طلعت علينا إحدى المواقع الأنترنيتية المزعوم أنها من مواقع المقاومة العراقية، ويالكثرتها في زمن الصخب والدجل وألاعيب تكنولوجيا الإعلام هذه الأيام، بصور لعملية (ذبح) مواطن أمريكي مختطف في العراق على يد جماعة عراقية مسلحة، ثم سرعان ماتكشفت الإكذوبة حيث تبين أن المذبوح حي وأن العملية ماهي إلا لعبة من لعب تكنولوجيا التزييف الامريكية، وقرأت مؤخرا مقالة عن تزييف صوتي لخطاب منسوب الى الشخصية السوبرمانية الأمريكية الشهيرة (أبو مصعب الزرقاوي!!)، هذا الخطاب المزعوم الذي فيه تشويه للموقف الوطني العراقي الرافض للإحتلال ولمهزلة الإنتخابات.
واليوم تطلع علينا الأنباء بأن مابثته إحدى المواقع الأنترنيتية عن إحدى المنظمات أنها أسرت جنديا أمريكيا وعرضت صورته جالسا على الارض وخلفه خرقة مهلهلة مكتوب عليها (لاإله إلا الله محمد رسول الله- سرايا المجاهدين) وبدى الجندي بلا حراك وبندقية (يبدو أنها من بنادق الألعاب) مصوبة نحو رأسه، تبين (حسب ماورد بالخبر المنشور لاحقا) أنها مختلقة ومزورة، وأن الجندي المزعوم ماهي إلا لعبة مطاطية أنتجتها (شركة دراغون موديلز) الاميركية
لصالح الجيش الامريكي لإستخدامها في الخدع الحربية، ويستند الخبر التكذيبي الى القول بأن من يتأمل صورة للجندي بثتها وكالة «أسوشييتدبرس» نقلا عن موقع «سرايا المجاهدين» على الإنترنت، ومن بعدها تناقلتها مواقع عدة ، يلحظ بأن اسمه لم يكن واضحا على بزته العسكرية وهو جالس القرفصاء أمام أحدهم وقد صوّب بندقية إلى وجهه الذي بدا بلا حياة وكأن عليه قناعا من الشمع. كما أن «سرايا المجاهدين» قالت إن اسمه جون آدم، من دون أن تظهر أو تعلن بطاقة هويته على الملأ كما هي العادة، وهو أمر استغربه مراقبو الجيش الأميركي ممن أكدوا أن الجندي المخطوف لا وجود له على الإطلاق، فليس في العراق جندي يحمل اسم جون آدم. وكان ليام كوزاك، وهو المتحدث باسم شركة «دراغون موديلز» الأميركية، قد أكد بدوره أن شركته أنتجت كمية من «جنود المطاط» لصالح الجيش الأميركي، وهي دمى من طراز special ops cody المستخدمة للتمويه خلال المعارك وتم تسليمها إلى وحدات من الجيش الأميركي في الكويت منذ أكثر من عام، وقد يكون بعضا منها قد تم استخدامه خلال معارك الفلوجة منذ شهرين، أو في مواجهات متفرقة في العراق خلال العام الماضي، وقال عن صورة الجندي المزعوم «إن الوجه يظهر برأينا تشابها كبيرا مع نموذج (كودي) حيث الوجه والزي والحذاء والبنية الجسدية الظاهرة في الصورة مشابهة تماما للتمثال الذي تصنعه الشركة» وفق تعبير المتحدث باسم الشركة الواقع مركزها الرئيسي بكاليفورنيا. وشرح كوزاك، الذي ذكر أن موزعا للشركة بولاية أريزونا هو الذي أبلغه بالشبه الكبير بين النموذج الذي تنتجه الشركة والصورة التي تم بثها على الإنترنت، إن «دراغون موديلز» تنتج هذا النوع من الدمى للجيش الأميركي، ولهواة جمع النماذج المجسمة، وإنه هو شخصيا عمل في تطوير هذا النموذج «لذلك قد رأيت هذا الوجه من قبل (..) لا نريد أن نكون بين من يقولون إنها خدعة بالتأكيد، لأنه إذا كانت هناك حاجة للقيام بعملية بحث وإنقاذ، فيتعين القيام بها» كما أشار إلى أن البندقية التي كانت مصوبة إلى رأس الجندي في الصورة التي نشرت على الإنترنت «يبدو أنها بندقية إم ـ 4 من البلاستيك، وتبيعها الشركة مع النموذج الذي تنتجه» كما قال.
والضالعون في علوم التنكر والخداع الالكتروني يعرفون الكثير من الاسرار عن تقنيات الإختفاء والتمويه والتزييف في الاشكال والأصوات، فهناك برامج كمبيوترية يمكنها من خلال إستخدام تسجيل صوتي حقيقي لشخص ما أن تبتدع وتزيف وتختلق (خطابا طويلا ملفقا) له إعتمادا على تجزأة مقاطع الكلام الى (حروف) وتجميعها كومبيوتريا لإنتاج كلام مزيف لم يقله الشخص.. وهذا هو ماتستخدمه كثير من المخابرات (وبخاصة المخابرات المركزية الامريكية والموساد الصهيوني) في تلفيق وإبتكار الأدلة المزيفة وترويج الدعاية المظللة للرأي العام.
إن أعمال التزييف الألكتروني التي تلجأ لها أجهزة المخابرات الامريكية وغيرها من شأنها أن تخدع الراي العام لكن حبل الكذب قصير وسرعان ماسوف تفتضح أمور كثيره في عراقنا المستباح من بيانات وهمية وأعمال مختلقة وروايات كاذبة القصد منها تشويه صورة المقاومة الجهادية العراقية التي تقض مضاجع الغزاة وجعلتهم يلجأون إلى تكنولوجيا التزييف المفضوح.. وعلينا أن ننتبه كثيرا قبل أن نصدق أي موقع من المواقع الالكترونية على شبكة الأنترنيت لأن عمليات الخداع والتزييف مازالت في تطور من أجل تزييف الحقيقة وخداع الناس.
مشاركة: تكنولوجيا التزييف الإعلامي الأمريكي: الجندي الدمية
تم نشرها من قبل وكان الاعتراض في الصورة على من يمسك الرشاش :31: ...
