السلام عليكم..
أأسف لغيابي في الفترة الماضية للظروف الخاصة..وعدت لكم بخاطرة أتمنى أن تنال استحسانكم..
......................
حينما تفقد شخصاً عزيزاً عليك فإنك لاتفقده بعينه..
وإنما تفقد الدنيا بأسرها..!
حالات تعقبها حالات..لاتملك إلا أن تسلم للخالق معها وتخضع للقدر.
أمور كثيرة ستتبدل..وأحداث ستستجد..
الخيرون سيترحمون عليه..وآخرون يعلنون ارتياحهم منه!!
أما أنت..فالصمت علا محياك..فشفاه متطابقه وعيون محمرة ونظرة دانية إلى أخمص قدميك..!!
خبر كالصاعقة يشل جل تفكيرك..وتعجز عن الحراك معه..
كيف ومتى وأين تعبر عن أحزانك؟؟
كبت جامح لايناهضه خطبة..!
الكثيرون يسئلون عن سبب وفاته..إلا أنت!!!
تعود بك الذاكرة إلى مواقف جمعتكما..فتذكر كيف أنه ساعدك في دراستك الثانوية دونما معرفة..
وهكذا بدأت العلاقة في تطور مستمر حتى وصلت إلى أنه لايكاد يمر يوم دون أن تراه..
أربعة سنون جمعتكما على الفرح والترح..الغنى والفقر..والرفض والقبول.
تقاستما بها الحياة..وتقاذفتما حقائب السفر..
هي لاتخلو من المشاكل التى واجهتماها معاً..
منها ماحل سريعاً ومنها ماهو معقد..
القاجعة أنه غارد الحياة ونحن في خصام..!
وبعد أن كنت أستعد لمصالحته..
وأخذ يحتضن صورة تجمعهما في برج العرب وآخرى على شواطىء ريوديجانيرو..وثالثة وقد غطتهما الطيور في ساحة شارع اكسفور بلندن حينما درسا اللغة الإنجليزية هناك.
بدأت مشاعره بالظهور حسياً.. فتناثرت دموعه وقبل الصورة تلو الآخرى..وسقط في خضوع!!
ثم مالبث أن نهض في تأني..وردد:-
..لن أراه ثانية..لن أراه ثانية..لن أراه ثانية..!!
لماذاهو ؟ وكيف ساعاقب نفسي لغيابه؟!ولمن انتظر الغد؟!!!
وأخذ يمزق دفتر التقويم -الحاذي منه- في جنون..ورقة تعقبها ورقة..
تسلسلل عجيب اختارته يداه..وكأنه يعد الثواني التى لن تجمعهما..!
وأفسد كل ماأمامه..لم يبقى شىء على حاله..سوى مرآه عجز عن كسرها..!
وماهي إلا دقائق حتى رأى رفيق دربه من خلالها..!!
يقف في كبرياء أخفته ابتسامة ساحرة.. استدار بعنف ليراه..لم تقنعه مرآته..
صرخ ألم تمت؟ ..ألم تمت؟حي ..حي!!
وهكذا اكتشف أنها (مزحة كبيرة) ..ولكنها اظهرت درساً عظيماَ في مدى التسامح الذي يجب أن يطغى
على علاقات الأصدقاء..
لكي نبكي فرحاً بقدومهم قبل أن نبكي حزناً لفراقهم.
تحياتي
