إيران : مخطط لإثارة الفتنة الطائفية في مملكة البحرين
البحرين إلى إجراءات لمواجهة الفتنة
2005 الإثنين 7 مارس
إيلاف- نصر المجالي من لندن: بعد الاتهامات التي وجهت إليها من مصادر في الحكومة العرقية المؤقتة ومن بينها تصريحات رئيس الوزراء الدكتور إياد علاوي ووزير الدفاع حازم الشعلان بأنه تتدخل في الشأن العراقي الداخلي، وكذلك اتهامها من جانب دولة الكويت في محاولة اختراقها للبرلمان ومشاركة مسؤولين منها في اجتماعات لبرلمانيين يعتقد أنهم محسوبين عليها، فإن أصابع الاتهام بدأت تتحرك نحو إيران مجددا لتنفيذ مخطط لإثارة الفتنة الطائفية في مملكة البحرين، وشهدت الساعات الثماني والأربعين الأخيرة سجالات سياسية وبرلمانية على ساحة هذه المملكة الخليجية لمحاصرة التدخل الإيراني الذي جاء من خلال الاحتفالات الأخيرة بذكرى عاشوراء. وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية في الخليج أن السلطات البحرينية رفعت استعدادها الأمني إلى حد أقصى لمواجهة أية تجاوزات قانونية أو دستورية.
يذكر أن إيران، ظلت على الدوام تسعى لتأكيد وجدود لها في البحرين الجارة رغم اعترافها باستقلالها العام 1971 ، ولكن شاه إيران السابق استمر في تهديداته ليس للبحرين وحدها بل لمجمل دول الخليج العربية، وظلت النوايا الإيرانية قائمة حتى حين زوال حكم الشاه، حيث قررت الثورة الإسلامية التي قادها الخميني العام 1979 اعتماد مبدأ تصدير الثورة إلى دول الجوار وهو مبدأ لا يزال قائما على ما يبدو، خصوصا وأن إيران صعّدت من لهجتها العسكرية في الأوان الأخير، كما أنها تجري تدريبات بحرية في مياه الخليج بإشراف مباشر من الحرس الثوري وهو القوة الضاربة في البلاد.
وخلال اجتماعات مكثفة لمجلس الوزراء البحريني ممثلا للسلطة التنفيذية وقيادات مجلسي الشورى والنواب ممثلين للسلطة التشريعية كلا على حدة، فإنه تمت مناقشة التطورات على الساحة البحرينية، حيث قدم وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة عرضا مجملا لمجلس الوزراء حول الفعاليات والنشاطات التي* أقيمت أثناء ممارسة الشعائر الدينية في ذكرى عاشوراء ومحاولة البعض استغلال هذه المناسبة الدينية في* ممارسة بعـض التجــاوزات الخــارجة على القانون والنظام والتي* لا تتمـــاشى مع قدســــية هذه المناسبة الدينية كالإساءة إلى الرمــوز الوطــنية في* البــلاد ورفع الأعلام والصور والملصــقات والشــعارات التي لا تمت بصلة إلى هذه المناسبة الدينية وأجــوائها الروحــانية* .
وقالت معلومات من البحرين إن صورا رفعت للإمام الديني الإيراني الراحل آية الله الخميني وخليفته علي خامنئي وعدد من الزعامات الدينية الإيرانية رفعت أثناء تلك الاحتفالات، كما رفعت شعارات مناهضة للحكم، الأمر الذي اعتبرته مصادر بحرينية مخالفة لدستور البلاد.
وذكرت صحف البحرين اليوم أن اجتماعا أمنيا* في* مجلس النواب أمس بطلب من وزير الداخلية مع رئيسي* مجلسي* الشورى والنواب ورئيس جهاز الأمن الوطني* ورؤساء اللجان وأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني* بالمجلسين،* حيث عرض الوزير إيجازاً* أمنياً* حول ما حدث في* مناسبة ذكرى عاشوراء وما صاحبها من تجاوزات تتعارض مع خصوصية هذه المناسبة بترديد الهتافات ورفع الصور والملصقات والشعارات الخارجية المستوردة*، وقال وزير الداخلية إن "المخلصين في* هذا البلد بكل طوائفهم* يرفضون هذه التجاوزات وأن شعب البحرين الوفي* لا* يقبل فقدان الأمن والاستقرار أو التصعيد*"
وخلال اللقاء كشف وزير الداخلية البحريني صــورا فوتوغــرافية للتجاوزات ومـن بينها رفع شعارات وأعلام وصور لأحـــزاب وقيادات سياسية أجنبية فضلا عن شعارات ولوحات تـــمس الرموز الوطنية،* وقال أن وزارة الداخلية تلقت بلاغات تفيد 50 منزلا في* مدينة حمد كمآتم وأماكن لممارسة شعائر العزاء دون ترخيص أو إبلاغ هيئة المواكب الحسينية بذلك.
وشارك في الاجتماع المشترك الذي أصدر بيانا ندد فيه بمحاولات بث الفتنة وإثارة عدم الاستقرار كل من الدكتور فيصل بن رضي الموسوي رئيس مجلس الشورى و خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب ونواب رئيسي المجلسين ورؤساء اللجان والكتل النيابية ولجنتي الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني الدفاع بالمجلسين والدكتور الشيخ عبد العزيز بن عطية الله آل خليفة رئيس جهاز الأمن الوطني واللواء الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة الداخلية واللواء الركن عبد اللطيف راشد الزياني رئيس الأمن العام وعدد من مسؤولي وزارة الداخلية.
وأكد رئيسا مجلس الشورى والنواب وأعضاء المجلسين على التمسك بالثوابت الدستورية ودعم الوحدة الوطنية واحترام المناسبات الدينية وقدسيتها ورعاية ما وفره لنا المشروع الإصلاحي من أجواء أمن وحرية وانفتاح، مستنكرين في ذات الوقت كل ما يسيء إلى وحدة هذا الوطن من تجاوزات ومخالفات تمس بوحدته الوطنية ومهيبين بعلماء الدين الأفاضل ورؤساء المآتم والمنظمين والفعاليات الشعبية أن يقوموا بدورهم لمنع أي إساءة لقدسية هذه المناسبة والانحراف بها عن أهدافها النبيلة.
وعلى صعيد متصل بهذه التطورات، كشفت مصادر برلمانية بحرينية أن مجموعات استغلت المناسبات الدينية لضرب الوحدة الوطنية، وتوقعت اتخاذ إجراءات أمنية قانونية ودستورية مشددة ستتخذ في الفترة القادمة بشأن التجاوزات والأعمال التي وقعت في الفترة الأخيرة ضمن الحالة والوضع الأمني من سرقات وتعد على القانون وعلى حقوق الآخرين.
وقالت المصادر أن هذه المحاولات باتت تهدد أمن واستقرار المواطنين والمشاريع الاقتصادية وعملية جذب واستقطاب الاستثمارات في البحرين، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت بعض التجاوزات أثناء الاحتفالات بالمناسبات الدينية، وهي تسيء إلى قدسية هذه المناسبة ورموز الوطن.
وأعادت المصادر إلى الأذهان، ما جرى بشأن المواقع الإلكترونية التي قالت أنها "تجاوزت حدود الحرية والديمقراطية والقانون والدستور، وتطاولت على الأفراد والشخصيات والنيل من مقدرات الوطن والشعب".
وأضافت المصادر النيابية قائلة إنه "تبين للجميع بالدلائل والبراهين، والإثباتات الواضحة أن هناك مجموعة تستغل المناسبات والاحتفالات الدينية وتسعى لضرب الوحدة الوطنية ونشر الخلافات المذهبية والطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وتستغل التعامل الأمني الحكيم والحضاري معها بالتجاوز والخروج المعلن ضد القانون والترتيبات الأمنية، والتي تضمن سلامة وأمن الوطن والمواطنين، وتصر على الاستهتار والاستفزاز والقيام بكافة صور وأشكال التجاوز على القانون ورجال الأمن، ضاربة بعرض الحائط واللامبالاة بكل ما من شأنه حفظ الأمن وضبط التحركات في المناسبات والاحتفالات الخاصة".
وإلى هذا، فإن مجلس الوزراء في مملكة البحرين أكد في* اجتماعه الأسبوعي* أمس برئاسة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على الالتزام بالثوابت الدستورية والوطنية وما* يتمتع به شعب المملكة من روح الأسرة الواحدة والتلاحم الوطني* خلف القيادة الحكيمة للبلاد في ظل ما تعيشه المملكة من أجواء الأمن والحرية*، وعبر المجلس عن بالغ* أسفه لكل ما* يسيء إلى الوحدة الوطنية وسلامة الجبهة الداخلية في* البلاد وكل ما* يخل بالقانون والنظام*.
