قصة تجعل من لم يبكي يوما يبكي.......

نوال احرقت نفسها

دخلت المستشفى لزيارة قريبة لي توجهت الى صالة الاستقبال فوجدت الجميع مشغول ومنهمك في الحديث عن طفلة دخلت المستشفى في نفس الوقت سمعت بعض الجمل التي لم افهم منها شيئا .. بعد زيارة قريبتي وجدت نفسي اتجه الى غرفة الطفلة التي شغلت الجميع بقصتها..
الموت هو نجاتي
وقفت بالباب مترددة لكن وجدت نفسي متحمسة لمعرفتها ، دخلت الغرفة فوجدت طفلة بريئة متمددة على السرير وحيدة بمفردها فجلست الى جانبها لكي اطمئنها وقلت جئت للاطمئنان عليك ففاضت بالبكاء بمرارة وحرقة وطلبت منها معرفة قصتها بعد سماعي من الاطباء بأنها قامت بحرق نفسها ، قالت اسمي نوال ولم اجد وسيلة اخرى لأتخلص فيها من حياتي غير ذلك..لا اريد العيش اريد ان اموت وأرتاح من حياتي بعد ان اصبح اقرب الناس لي امي وابي مصدر تعاستي وشقائي .. لم اعرف امي ولم اراها واعتقدت انها ماتت ..لكنني فوجئت بأنها على قيد الحياة وعندها انقلب كياني رأسا على عقب وبدأت تراودني شتى انواع التساؤلات.. لماذا لم تقم امي بالسؤال عني ولو لمرة واحدة او تحاول رؤيتي.. لماذا لم تأتي لتنتشلني من هذا العذاب ؟ ..ابي متزوج ويفرق في المعاملة بيني وبين اخوتي من زوجته الثانية .. اخوتي يعيشون الحياة الهانئة والاستقرار والحب واما انا فليس لي سوى الشقاء والتعاسة والحرمان من أبسط حقوقي .. اتعرض دائما للسب والشتم ؛ لم أجد الرحمة في قلب والدي فكيف أجدها عند اقاربي والجيران.
اين انتِ يا امي ؟واصلت نوال الحديث والدموع تنهمر على خديها : عشت وحيدة غريبة ،شعرت انني بأمس الحاجة الى حنان أمي ..الى رؤيتها فبدأت بالسؤال عنها وعن الأسباب التي تقف وراء انفصالها عن ابي وعن سر غيابها الطويل .. شعرت بأن الدنيا تسود في وجهي ..الجميع يغلق الأبواب في وجه تساؤلاتي ..لم يساعدني احد ويقف بجانبي او يشعر بأهمية وجود أمي بجانبي فأبي حريص على اخفاء الأمر وتجاهل أسئلتي له والتهرب من رؤيتي ...زوجة ابي تشغلني بأعمال المنزل وتنتظر بفارغ الصبر حتى تزوجني وترتاح مني .. دائما يهددوني بطردي من المدرسة اذا تكلمت يريدوني ان اعيش في المنزل خرساء عمياء وطرشاء
بدأت البحث
وجدت نفسي مصرة لمعرفة الحقيقة.. متلهفة للقاء أمي لعلي أجد الراحة بجوارها والسعادة والحنان بين يديها .. توجهت الى عمتي لسؤالها فوجدتها تصب الشتائم على امي وتقول بأنها سبب كل المشاكل ، اما جدتي فمنعتني من فتح الموضوع كليا ، ورغم ذلك كنت اجد نفسي مندفعة بالسؤال والبحث عن امي فليس معقولا ان تكون على قيد الحياة ولا اتمكن من رؤيتها لكي اشعر ولو للحظات بعطفها وحنانها .. اريد ان تضمني الى صدرها كباقي الأطفال فهل أطلب المستحيل ؟
بعد محاولات مضنية اشفقت عليّ احدى الجارات التي كانت تعرف اين تسكن امي لكن اشترطت عليّ أن لا أخبر احدا عن مساعدتها لي .. وبالفعل اخذتني عند منزل امي ..طرقت الباب وتساءلت هل ستعرفني وسأعرفها ؟.. هل تخفف من معاناتي وتحيطني بحبها وحنانها بعد ان تعبت كثيرا في بعدي عنها ؟!
مقابلة أمي
وقفت في صالة بيتها وتلاقت عيوننا دامعة وباكية لكن لقاءنا كان فاترا باردا ..ضاع الوقت وهي تحدثني عن قصص معاناتها مع والدي وسألتها :لما تركتني وانا رضيعة؟..لماذا لم تسألي عني طوال ثلاث عشرة سنة ولم تحاولي رؤيتي والاطمئنان عن أحوالي وعن العذاب الذي وجدته بعد تركك لي لوحدي على يد زوجة ابي ؟"
لم اجدا جوابا واحدا لتساؤلاتي .. لم اجد الحنان الذي منيت نفسي به .. عدت الى البيت بعد مقابلة امي متمنية الموت .. لقد كان هم امي ان تحمل والدي سبب الطلاق ..شرحت لي عن معاناتها ،ولم تقدر معاناتي ..لم أجد مكان اخر احتمي به ..الى من سوف أتجه ..الدنيا سوداء من حولي ليس لي أمل في العيش ..سأعود الى الشقاء من جديد على يد زوجة أبي ..حيث الاهمال والتجاهل من ابي الذي يهمه رضى زوجته على حساب ظلمي وشقائي .. سكتت نوال لحظة ثم تابعت حديثها - وكأن هناك حملا ثقيلا تريد ان تخفف فيه عن نفسها تريد من يسمعها ثم قالت : اخرجوني من المدرسة ومكثت في المنزل اعمل خادمة مجبرة على القيام بكل اعمال المنزل لوحدي .. كانوا يهددوني بالزواج كل لحظة من اي أحد للتخلص مني .. لم اعد احتمل هذه الحياة اكثر وبدأت فكرة الانتحار تراودني .. وفي احدى المرات بعد ان انتهيت من تنظيف المنزل وكنت متعبه جدا ذهبت لكي ارتاح قليلا عاد ابي من عمله فأخذت تشكو له زوجته مني وتبالغ في كلامها فجاءني يهددني بالضرب اذ لم أكف عن المشاكل وان لم اسمع كلام زوجته ..حاولت الدفاع عن نفسي واقناعه بانني لم أفعل شيئا فقال بأنني الكاذبة وهي أصدق مني .. في لحظات ودون ان اعي ما اقوم به هرولت الى الحمام في لحظة خاطفة فسكبت الكاز على جسدي واشعلت فيه النار واخذت النار تشتعل وانا أصرخ ..لم اشعر بنفسي الا وانا على السرير في المستشفى ولا ادري ماذا حصل لي ؟ومن جاء بي الى هنا ؟ فقد تمنيت الموت والتخلص من حياتي فلا أحد يسأل علي او يهتم بي فلماذا ؟ وما هو الذنب الذي فعلته لأجد كل هذه المعاناة وتساءلت نوال كيف سوف أواجه حياتي غدا وانا مشوهة !!"
تركت نوال وانا في حالة ذعر من حالتها ومن قصتها ووعدتها بالسؤال عنها وتمنيت في نفسي ان استطيع مساعدتها...
هذه قصة واحدة لمعاناة فتاة من بين فتيات واطفال يقعون فريسة فشل العلاقةالزوجية..ولكن النهاية قد لا تكون متشابهة ... فنوال وجدت الخلاص بحرق نفسها ..وقد تجده فتاة اخرى من خلال السير في طريق الانحراف .. او يجده فتى يافع من خلال الادمان على المخدرات او السرقة.. فهل من مستمع ؟!!

اللهم اهدِ شباب الأمة وأصلحهم ..

مشكوورة اختي على الموضوع ..

لكن فيه منتدى للقصص..

مشكور اخوي خرير المياه على المرور.

مشكوره على هذه القصه :)

مشكورة علي القصة الموثرة ويعطيك العافية

مشكورين على المرور وانتظر المزيد.

قصه مؤثرة ومحزنه ومشكورة اختي على القصه...