التحقيق في اغتيال الحريري: المعطيات تشير إلى تورط سوريا
تناولت الصحف البريطانية صباح الثلاثاء ما قيل عن نية إسرائيلية في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى أنباء عن إجراءات في سوريا لمعالجة الجانب الاقتصادي من أزمتها مع لبنان.
وقد برز أيضا تقرير عن التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
كما جاء في بعض صفحات الرأي تفصيل لمشروع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان للإصلاح في المنظمة الدولية.
الحريري والتحقيق
وأوردت صحيفة الغارديان تقريرا تناول التحقيق الذي تقوم به الأمم المتحدة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الشهر الماضي. وذكرت الصحيفة أن عنان سيقدم نتائج التحقيق هذا الأسبوع، وأنه من المتوقع ألا تصب في صالح النظرية القائلة بأن التفجير كان انتحاريا.
وقالت الصحيفة إن المعطيات تشير إلى أن التفجير تم بواسطة متفجرات وضعت تحت الأرض، ما يعزز احتمال أن تكون سوريا متورطة في عملية الاغتيال، بحسب ما نقلته الصحيفة عن محللين.
وأورد كاتب التقرير عددا من المعطيات التي تشير إلى استبعاد نظرية التفجير الانتحاري لصالح تفجير من تحت الأرض، منها أن حفرة حفرت في المكان قبل أيام من الاغتيال وأن المجاري في المباني المحيطة قد تضررت جراء التفجير.
سوريا والأزمة اللبنانية
ومن سوريا أوردت الفاينانشال تايمز تقريرا يلقي الضوء على التداعيات الاقتصادية لأزمتها مع لبنان. ونقلت الصحيفة عن عبدالله دردري رئيس لجنة التخطيط التابعة للحكومة السورية قوله أن سوريا قد قامت بإصلاحات مصرفية بهدف جذب الأموال السورية التي غادرت لبنان مؤخرا.
http://newsimg.bbc.co.uk/media/image...ake_203afp.jpg الرئيسان اللبناني إميل لحود والسوري بشار الأسد
وأضاف أن الإصلاحات تشكل جزءا بسيطا من البرنامج الإصلاحي الذي بدأ قبل سنوات عديدة.
وبحسب الصحيفة، فقد تمكن لبنان في السنوات الأخيرة من جذب حوالي سبعة مليارات دولار من الأموال السورية التي أودعت في المصارف اللبنانية.
وذكرت الصحيفة أن سوريا سمحت في العام 2002 بإنشاء المصارف الخاصة على أراضيها، غير أنها بقيت تعاني من كثير من القوانين التي حدت من فعاليتها.
إسرائيل والتوسع الاستيطاني
أوردت صحيفة الدايلي تيليغراف خبرا عن اعتراف إسرائيل بنيتها توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين يشعرون بغضب عارم جراء عزم حكومة أرييل شارون بناء نحو 3500 منزلا في ثلاث مستوطنات يهودية.
وقد اعتبرت الصحيفة أن الخطوة تمثل خرقا واضحا للوعد الذي قطعته إسرائيل في عدم البناء على الأراضي المحتلة.
كما أضافت الصحيفة أن أي توسيع لمستوطنة معاليه أدوميم سيلقي الضوء على ادعاءات إسرائيل أن القدس مدينة إسرائيلية.
عنان والإصلاح
ألقت صحيفة الفاينانشال تايمز الضوء على اقتراحات قدمها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حول الإصلاح في المنظمة الدولية.
وفي حين ذكرت الصحيفة أن التنمية والأمن وحقوق الإنسان هي الأهداف الطبيعية للمنظمة، أشارت إلى أن علاقة عنان بواشنطن ليست بالمثالية. فقد تعرض لسلسلة انتقادات شرسة في موضوع الاتهامات بالفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء العراقي.
وفي حين عالجت اقتراحات عنان بعض الشكاوى الأمريكية، خصوصا فيما يختص بلجنة حقوق الإنسان، والتي تريد واشنطن ألا تضم دولا معروفة بانتهاكها، بقيت الخلافات قائمة في مجالات أخرى.
فقد اقترح عنان بعض الخطوط العريضة لآلية للموافقة في مجلس الأمن على أية ضربة وقائية. وتقول الصحيفة إن الكثير من الأمريكيين لن يرحبوا بأية ضوابط على حرية عملهم من جانب مجلس الأمن، حتى في حال توسيعه.
وفي موضوع التوسيع، تقول الصحيفة إن الأمين العام اقترح أن يتم القرار في هذا الشأن في أيلول سبتمبر المقبل.
غير أن واشنطن قد تشعر أن مجلسا موسعا سيكون أقل فعالية، حتى ولو مثل واقع العالم اليوم بشكل أفضل من المجلس الحالي، والذي يعكس واقع ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وختمت الصحيفة بالقول إن مصير اقتراحات عنان سيحددها أولا ما ينتج عن موضوع الفساد في الملف العراقي وثانيا مدى استعداد الولايات المتحدة لملاقاته في هذه الاقتراحات.
وفي موضوع اقتراحات عنان، حذرت صحيفة الاندبندنت من أن تكون الولايات المتحدة الدافع الأساسي للإصلاح في الأمم المتحدة. وذهبت الصحيفة إلى اعتبار أن للمنظمة أعداء في واشنطن على الرغم من نبرة المصالحة في خطاب إدارة الرئيس بوش مؤخرا. واعتبرت أن الإدارة لا زالت تشعر ببعض العداء تجاه المنظمة جراء رفض مجلس الأمن الموافقة على حرب العراق.
وفي حين اعترفت الصحيفة بأن المنظمة بحاجة ماسة إلى الإصلاح، خصوصا في ضوء فضيحة الفساد، أشادت بدورها في إعانة ضحايا التسونامي في آسيا، والذي اعتبرته أكثر تقدما من الدور الأمريكي، وذكرت بأن الانتقادات الأمريكية للمنظمة يجب أن تعامل بحذر.
