الائتلاف العراقي والاعتذار الاردني

طالب إبراهيم الجعفري المرشح لتسلم منصب رئاسة الوزراء في العراق الحكومة الأردنية بتقديم اعتذار يتناسب وحجم عملية الحلة التي اتهم بتنفيذها مواطن أردني. الاصرار العجيب وغير المسبوق من قادة الشيعة المحسوبين على ايران والمتعاونين مع الاحتلال على قطع وشائج العراق مع الاردن يرفع الكثير من علامات الاستفهام. وإذا قدرنا ان السعودية بعيدة الان عن الشأن العراقي مع الحملات القوية والتي تتهم التيار السلفي الوهابي والعابر من حدودها بقيادة تيارات العنف والمفخخات في العراق. وإذا كانت سورية تحت الحصار الان فيما الاعلام العراقي الحكومي يبث مسلسله السخيف "الارهاب في قبضة العدالة" والذي يكرر الاتهام للمخابرات السورية بتدريب الارهابيين في معسكراتها وتجهيزهم لزعزعة الامن في العراق الامريكي المستباح رغم المحاولات السورية المستميتة لارضاء الامريكين والتي تجلت في تسليم السبعاوي للسلطات العراقية التابعة للاحتلال الامريكي. تجميع هذه المعطيات يوحى ان هناك محاولات مستميتة لقطع روابط العراق ووشائجه مع محيطه العربي ليبقى العراق تحت احتلال امريكي يعيد ويكرر الفائزون في الانتخابات عن حاجتهم لقواته من اجل منع حرب اهلية يحرضون عليها. ولتبقى ايران اللاعب الاقليمي الوحيد في العراق والذي يجد من تماهي قادة الائتلاف في حبه الى حد الدعوة لتعويضه بعشرات المليارات من العراق كما صرح الحكيم على خسائره المزعومة من الحرب العراقية الايرانية.

لماذا يجب على الاردن ان يعتذر بطريقة غير مسبوقة ولم يتأكد حتى الساعة ان مرتكب مجزرة الحلة اردني مع التذكير بأن هيئة علماء السنة أعلنت انها تمتلك معلومات من ان أجهزة مخابراتية متورطة في هذا العمل الاجرامي. وعلى إفتراض ان اردني او غير اردني سواء كان معارضا لنظام بلاده او لم يكن قام بعمل ما سواء بطولي او ارهابي فلماذا على حكومة بلاده مسؤولية تقديم الاعتذار؟ لم نسمع واحدا من هولاء يطالب السلطات الامريكية بتقديم إعتذار عن التجاوزات الامريكية الموثقة في ابوغريب او في غيرها. لم نسمع صوتا ولو هامسا يطالب السلطات الامريكية بالتحقيق بتقرير صدر لمنظمة العفو الدولية في الشهر الماضي يندد بعمليات اذلال وامتهان واغتصاب تقوم بها قوات الاحتلال والقوات العراقية المتعاملة معها بحق العراقيات. ولم نرى موقفا واحدا او نقرأ تعليقا لهولاء الفصحاء يطالب امريكا بالرد على تقرير وزارة الصحة العراقية والمعلن في 22 من اذار (مارس) والذي يقول ان القوات الامريكية استخدمت غاز الخردل واسلحة ممنوعة دوليا في مجازرها في الفلوجة.

لقد أبتلي العراق بقيادات سياسية تجيد القفز على المبادئ والقيم وتتاجر بمعاناة شعبة والآمه , همها الاول والاخير السلطة ولو على حساب اوجاع البسطاء وتحت ظلال بساطر الاحتلال.