العذراء والنبي

عذراء .. لكأنها أم المسيحْ..
وبراءة الأطفال بعينيها تصيحْ..
مليحة قد فاقت كل مليحْ..
** ** ** ** **
بكلامه سحرها.. وبالمديحْ..
تصورته نبيا.. والله لحب الأنبياء مبيحْ..؟
وكنفخ الله بمريم.. لنبيه أيضا نفيخْ..
ثم اختفى من الدنيا..كما رفع الرب المسيحْ..
** ** ** **
نادت عليه .. وفي أحشائها طفل يصيحْ..
في كل مسجد بحثت .. في الكنيسة.. في الضريحْ..
فأجابها الفقهاء .. عنسي.. للأعراض مستبيحْ..
سار بعيدا يبلغ الدعوة في الكون الفسيحْ ..
و أجابها الرهبان.. ليس قديسا.. هو يهودا القبيحْ..
خان المسيح.. وصار كل عرض له ذبيحْ..
** ** ** **
صارت العذراء بغيا..
كل صعلوك صار حبيبْ..
كان الجسم كالبيت الحرام..
كهيكل.. ككنيسة.. كعود رطيبْ..
ولكل حقير .. لكل ذليل ..
صار بجسمها أوفى نصيبْ..
تبكي الحياة وتبكي طفلها..
تبيع جسمها بثمن الحليبْ
** ** ** **
قال الفقهاء ..قد قتل..
وقال الرهبان..مات واندثر..
لكنه ها هنا يطرق بابها..
ماذا يريد ..؟؟
أتراه نادم يبغي صفحها..؟
أم - ويلاه - جاء يطلب طفلها..؟
حمدا لله..يريد - فقط - سريرها..
معذور إن كان ينسى وجهها..
إن هي إلا صفحة في دفتر بلا منتهى..
ذهب الجمال وضاع شبابها..
** ** ** **
كالذئب لا زال .. كالثور العتيدْ..
طاف البقاع.. عنسي عنيدْ..
ورمى ثمنها..وريقات وحديدْ..
ثم اختفى من الدنيا..
بعبدا صار.. بعيدْ..