"قال الغزالي في الاحياء : ان المرأة اذا كانت حسنة الاخلاق متسعة العين سوداء الحدقة مُتحببة لزوجها قاصرة الطَّرف عليه فهي على صفة الحور العين .
.. وقال تعالى (وحور عِين) فالحورُ جمع حورّاء وهي الشديدة سواد الحدقةِ ، والعِين : جمع عَيناء ، وهي المتسعة العين .
وقال تعالى (عُرُبا أترابا) فالُرُب هي المتحببةُ لزوجها المشتبهة الوِقاع .. وبذلك تتم اللذة .
وقال عز وجل (فيهن قاصرات الطَّرفِ) قال المفسرون : معناه قاصراتُ الطَّرف على ازواجهن لا يرين بهم بَدلا" انتهى من تحفة العروس للعلامة التجاني ، ص168
ثم قال العلامة التجاني في ص190 :
"فصل في ذكر العيون : من اوصاف العيون المستحسنة :
- الكَحَل ، وهو أسوِدادُ الحَدقةِ من غير كُحل حتى كأنها ثد كُحِلَتْ .
- والحَوَر ، وهو شدة اسودادِ سَواد العين مع شدة بياضها .
وقال ابو عمر العَلاء : الحَوَرُ ، أن تتسع الحدقة حتى لا يظهر معها شيء من البياض كأعين الظباء والبقر .. وليس في بني آدم حَوَرٌ وإنما هو تشبيه لها بأعين الظباء .
- والدّعَجُ ، وهو سعة الحدقة وشدة اسودادها .
- والبَرَج ، وهو سعة العين وشدة بياض بياضها .
- .. ومن اوصاف العين المستسحنة : الفُتُورُ ، وهو انكسار النظر وذبولُه في اصل الخِلقة وهو معنى وصفهم العين بالمَرض والسقم .
قال جرير :
إن العيون التي في طرفها حَــــــــوَر *** قَتَلنَنَا ثم لم يُحيين قــــــــــتلانا (!!)
يصرِعنَ ذا اللب حتى لا حِـــــراكَ له *** وهَنَّ أضــعفُ خلقُ الله إنســــــــــانا
وقال ابن ميادة :
ونظرنَ من خــــــلل الستور بأعــــين *** مرضى يخالطها السّقام صِحـــــــاحِ
وقال عبد الله بن جُندب :
ألا يا عباد الله هذا أخـــــــــــــــــــوكمُ *** قتيلٌ فهل فيكمُ به اليوم ثائــــــــر ؟
خذوا بَدمي إن مت كل خريــــــــــــدة *** مريضةِ جَفنِ العينِ والطرف ساحر
وقال ابو نواس :
ضعيفةِ كرّ اللحـــــــــــــظ تحسَب انها *** قريبة عهد بالافــــــــــــاقة من سُقْمِ
وهذا الفتور والذبول هو الذي قُصِدَ به من شبهَ العيون بالنرجس ، الا ترى ان ابن المعتز نبه ذلك بقوله :
وسْنَانُ قد طرف النعاسُ جفــــــــونَه *** فحكى بمقلته عيون النرجــــس" .
انتهى النقلُ ، وهنا أنتهى الحديثُ .. والسلام ..
