انتهت المسرحية التي كان عنوانها النهار منذ فترة طويلة و أسدل مسرح السماء ستارته المظلمة و التي تلتمع فيها النجوم البراقة و هاهما الأخوان " عقربا الساعة " يتعانقان عند الرقم اثنا عشر ليعود الأخ الأكبر و يتحرك مسرعاً تاركاً أخاه الأصفر يسير على مهل ...... منتصف الليل ........ ما الذي دفع الفتاة التي لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها لانتظار منتصف الليل ؟
أتكون على موعد مع أحدهم ........ و من الذي ستنتظره فتاة في بداية مراهقتها ..... لابد و أنه الأرق ... احتمال ضعيف ... فماذا سيشغل بالها لتصاب بالأرق و هي التي لا تعلم من الحياة سوى المرح و السرور و صديقاتها و زياراتها و لا تحمل على عاتقها أي مسؤوليات مهنية أو منزلية .... و يا للعجب فقد كان أضعف الاحتمالات هو دافعها للانتظار ....... الأرق ؟
و ما الذي أرقها ؟؟
و هنا العجب الأشد .... عدم علمها من الحياة سوى المرح و السرور و صديقاتها و زياراتها و بعدها عن مسؤوليات الحياة ........
" .... و بعد ........؟ " هذا الكلمة هي ما خرجت من بين شفتيها " ... إلى أين أسير و إلى أين سأصل لقد أمضيت أربع عشر عاماً و بضعة أشهر من عمري دون أن أعمل شيء ....... إلى متى سأبقى عبئاً على هذه الحياة أعيش فيها لأمرح .... أعيش فيها لأكل ..... أعيش فيها دون هدف ... أأجلس بانتظار نهايتي ......... لا غير معقول لكنها الحقيقة و الواقع ... في كل يوم يمضي بل في كل ساعة و دقيقة و ثانية أقترب من نهايتي و كأني خلقت لأنتظرها أنتظر منيتي .... أيعقل أن أكون على موعد معها دون أن أعرف لهذا الموعد مكان أو زمان ........؟ "
يا فتاتي الصغيرة ما بال أفكار الظلام قد سيطرت عليك ..... لا تزالين طفلة ومن هم أكبر منك بضعف عمرك لم يفكروا بعد بما يجول في بالك .... ثقي تماماً يا عزيزتي ........
أسف لتأخري لكن المفاجأة أخرستني .... حيث أنها لم تشهد تعانق عقربا الساعة مرة ثانية ....
فقد أصبحت بارعة جثة هامدة ........
