من اوصاف الخدود والشفاه ..!!

قال العلامة التجاني في كتابه الموسوم بـ (ـتحفة العروس ، ص194) بما هو نصه :
"فصلٌ في ذِكرِ الخدودِ : من -اوصاف- الخدود :
- الاشجع ، وهو المتسع ، وضده السهل ، وهو الذي فيه طول يُستحسن ، وكذلك الاسِيلُ .
قال امؤ القيس :
تُصدِّ وتُبدي عن أســـــــــــــيل وتتقي *** بناظرة من وحــــــــــــــشِ وَجْرَةِ مُطفلِ
وقال الاخطل :
أسيلة مجرى الدمع أما وِشــــــاحُها *** فيجري واما القُلْب منها فلا يجــــــــري
- والوجناتُ من الخدود ما ارتفع منها .. وانشد ابن ابي طاهر :
له وجنتان من بياض وحُمــــــــــــرةٍ *** فحَافَاتُها بيضٌ واوساطُها حثمْــــــــــــرُ
رِقـــــــــــــاقٌ يجولُ الماءُ فيها كانها *** زجاجٌ أجيلت في جوانبها خَمْـــــــــرُ" .
وقال في (ص196) بما هو نصه :
"فصلٌ في ذكرِ الشفاهِ واللثاثِ :
الشفاهُ : جمع شَفَةٍ .. .
واللِّثاث : جمع لَثة ، وهو اللحم المغَشِّى لاصول الاسنان .. .
.. ومن المستحسن من الشفاه :
- الشفة اللَّميَاء ، واللَّمَى .. سُمرة يسيرة مستحسنة تكون على الشفاه واللثاث .. وأنشد القاني لجميل :
تبسمَ عن ثنايا واضحــــــــــــــــــــــات *** عذاب الطعم زينها لماهـــــــــــــــــــــا
- .. ويُستحسن منه ايضا الشفة (الحُوّاء واللعساء) والحُوّة : .. سُمرةٌ يسيرة ، وهي نحو اللمياء ، وربما كانت اشد منه ، قال ذو الرمة :
لمياءُ في شفتيها حُــــــــــــــــوّة لعس *** وفي اللثاث وفي انيابهــــــــــــــا شنب
اللعس : سُمرة شديدة تَضرِبُ الى السواد .. .
- ومن الشفاه المستحسنة : الشفة الظمياء ، والظمى .. سُمرة يسيرة مع رقّة وضمور ، ومعنى ذلك في الشفة ظاهر .. ورقّة الشفاه مما يُستحسن ، وضده الدَّلَم .. والمرأة : دلماء ، وقال ابو عبيدة في كتاب النقائص عند قول الفرزدق :
دعون بقضــبان الاراك التي جنى لها *** الركب من نعمان ايــــــــــــام عرّفـوا
فمحن به عذب الثنايا غَـــــــــــــروبُة *** رِقاق وأعلى حيثُ ركين أعجـــــــــفُ
قال -ابو عبيدة- : قوله (حيث ركين) اراد به لحم اللثة ، يُخبِرُ أنها قليلة اللحم ، والعربُ تمدحُ بقلَّتهِ وتذمُ بكثرتهِ ، فلذلك ذكرَ (العجف !!) .
قال -ابو عبيدة- : ويستحبُّ ايضا في الشَّفة (الحُموشَة) وهي الرّقة ، فان غلظت قيل : شفة بثعاء .. .
قال -ابو عبيدة- : ويُقال في مثل ذلك امرأة شفاهية ، اي كبيرة الشفة ، ورجل شفاهي . انتهى كلام ابي عبيدة" والى هنا نتوقف عن الحديث .. ونستانفه في وقت لاحق .. فانتظرونا ..
والسلام ..

نتمُ حدثنا فنقول اولا :
"دُعابة !
وقيل لابن سيرين : فلان اشترى جارية غليظة الشفتين !
فقال : لو اشتراها غليظة الشَّفرتين لكان خيرا له !!
ووما ورد في ذكر الشفاه واللثاث من الشعر قول النابغة :
تجلو بقادِمتــــــــــــــى حمامةِ أيكة *** بردا أُسِـــــــــــــــــفّ لثاثه بالاثمدِ
كالاقحوان غـــــــــــداة غِبّ سمائه *** جَفّتْ اعـــــــــــــــــاليه واسفله نَدِ
زعم الهمام بان فاهــــــــــــــا باردٌ *** عذبٌ مُقَبَّلُه شهيٌ المـــــــــــــوردِ
زعــــــــــــــــم الهمام ولم أذُقه أنه *** عــــــــذبٌ اذا ما ذقته قلت : ازددِ
شبّه شفتيها بقادمتى الحمامة ، وهما الريشتان اللتان في مُقدمتى جناحيها لرقتهما وشدة سُمرتهما ، فجعلهما يجلوان اسنانها اي يظهران بياضها بما فيها السُّمرة .
وكان نساء نساء العرب يُجرحنَ لثاثهنَّ ويجعلنَّ الاثمد عليها فيبقى سواد فيها ، وهذا كقول الاخر -وهو خفاف بن ندبة- انشده سيبويه :
كنوّاحِ ريــــــــــــــــش حمامةٍ نجديةٍ *** ومسحت باللثتين عَصــــفَ الاثمدِ
وقوله (كالاقحوان) شبّه الثغر بالاقحوان ، وقد مُطِرَ ليلا فجلاه المطر وصفى لونه ثم جفَّ الماء من اعلاه فاشتد بياضه بسبب ذلك وبقى اسفله مترويا بندى الماء .." انتهى .

تنبيه :
- القوادم هي الريش المقدم في جناح الطائر .
- أُسِفَّ اي خُلِطَ
- الاقحوان هو نور ابيض .
ولنا حديث اخر عن اوصاف النساء المستحسنة ، والله الموفق ..
كتبه / المهرهر صاحب الرقمي الرُباعي ((1398)) ، والسلام ..

موضوعك غريب .. بس وااايد حلو تسلم اخوي ماهر على الموضوع













:)