جماعة عربية تعلن خطف ضابط كبير في الحرس الثوري الايراني

تداعيات رسالة منسوبة الى محمد علي ابطحي المدير السابق لمكتب الرئيس خاتمي ما زالت مستمرة.



ميدل ايست اونلاين
دبي- نجاح محمد علي

أفاد مصدر يتحدث باسم جماعة تطالب باستقلال إقليم خوزستان (الاحواز) الذي تقطنه أغلبية عربية، أن جماعته تمكنت ليلة الاحد/الاثنين الماضي من خطف ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني في مدينة معشور من توابع إقليم خوزستان الذي يشهد اضطرابات.

وقال المتحدث باسم "حركة أفواج النهضة" في اتصال هاتفي خاص "إن الضابط الذي ذكر أنه برتبة عقيد يعمل في استخبارات القوة البحرية للحرس الثوري المنطقة الثانية وقد تم خطفه في مدينة معشور الساحلية اثناء خروجه من احد المنازل"، مشيرا أن الحركة تريد استبداله بعرب من سكان مدينة معشور الذين تم اعتقالهم عقب المظاهرات التي شهدتها المدينة يومي الاحد والاثنين الماضيين.

وأعلن المتحدث أن الحركة سوف تقوم بتوزيع الصور والاوراق الثبوتية للضابط المذكور على وسائل الاعلام إذا لم تقم السلطات الايرانية بتلبية مطالبها وهدد بقتله اذا ما وصلت الامور الى طريق مسدود.

ويأتي هذا الحادث عقب صدامات أسفرت عن قتلى وجرحى، دارت بين متظاهرين عرب وقوات الامن الايرانية في بعض ضواحي مدينة الأهواز مركز الاقليم في الايام الماضية على خلفية نشر رسالة مزورة طالبت وزارة التخطيط التابعة للرئاسة الإيرانية، بتعديل التركيبة العرقية في الإقليم، وقد نسبت الرسالة إلى محمد علي أبطحي، المدير السابق لمكتب الرئيس محمد خاتمي.

وكانت اعنف هذه الصدامات دارت في ضاحية كوت عبدالله الواقعة على الطريق المؤدي الى مدينة عبادان حيث اصيب في تلك الاشتباكات عدد من عناصر الامن بجروح بالغة حسب ما تناقلته وسائل اعلام ايرانية .

وتبادل الاصلاحيون والمحافظون الاتهامات بشأن المسؤولية المباشرة في التطورات الأخيرة في الأهواز، ولمح رئيس لجنة الامن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الى تحميل المسؤولية لجهات حكومية محلية تنتمي الى الجناح الاصلاحي، فيما صعّد أعضاء برلمانيون محافظون من الضغوط على الرئيس محمد خاتمي وطالبوه صراحة باغلاق مكاتب حزب جبهة المشاركة الاصلاحي في الأهواز بزعم أنه يقف خلف الاضطرابات الأخيرة.

وكان شقيق الرئيس الايراني محمد رضا خاتمي زعيم حزب جبهة المشاركة وهو اكبر الاحزاب الاصلاحية صرح مؤخرا أن معارضين للاصلاحات هم وراء هذه الاضطرابات حسب قوله، مشيرا الى أن الوثيقة المزورة، التي تتحدث عن خطط بتغيير البنى السكانية، والتي تسببت في اندلاع الاضطرابات، تهدف الى تشويه صورة الرئيس محمد خاتمي وجبهة الاصلاح، وأنها قد كتبت ووزعت من قبل المعادين للاصلاح، على أعتاب الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يونيو القادم "لأن مرشح جبهة الاصلاح الدكتور مصطفى معين يحظي بتأييد كبير في المنطقة وان المخالفين يخشون فوزه" حسب قوله . وكانت مطالب عرب الإقليم الذي ينام على أكبر احتياطي ايران من النفط والغاز، تتلخّـص (بُعيد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979) في منحهم العدالة والإنصاف من قِـبل السلطات، وتطبيق بنود الدستور الذي شاركوا في صياغته، بعد أن ساهموا بفاعلية في إسقاط نظام الشاه،إلا أن التراخي في تحقيق هذه المطالب طيلة ربع القرن الأخير، من شأنه أن يعجِّـل في تطبيق خُـطة أمريكية لرسم خارطة شرق أوسطية جديدة عبر تحريك ملف العرقيات في المنطقة، خصوصا داخل إيران لتفكيكها وتغيير النظام القائم فيها