::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
هذه قصة أخرى من تأليفي بعد قصة "..بعد الحادث"
و نمطه يختلف عن نمط القصة الأولى..
و سوف أضعه على جزئين
أني أثق بما أكتب...أرجوكم لا تخيبوا ظني بكم.
* * * *
http://www.w6w.net/users/11-05-2005/...52649634bc.jpg
يوم الأربعاء
الساعة 8 صباحاً
" لم صباحي مظلم هكذا؟؟..بينما غيري يتمتعون بيوم بهيّ مشرق!! "
لطالما راودني هذا السؤال في كل يوم افتح فيها النافذة وأسدل الستائر ،
ربما لأنني لم اعتد على الشقة الجديدة ، أو ربما... لأنني لم استطع تقبل رحيل زوجي .
-" أمي ...انظري "
أفقت على صوت ابنتي ( ريم )..كانت تتراقص مرتدية ثوب بجعة بيضاء ،
زاد من نور وجهها الطفولي البريء ..بريئة لا تفقه من الدنيا شيئاً،
وما مضى عليها في الحياة سوى ست سنوات..
صغيرتي "ريم " اعتادت أن ترى دموعي وقت الغروب ،
وكم من ليلة دخلت عليها في غرفتها خلسة لأنام بقربها على سريرها الصغير
الذي لا يكفي حتى لشخص واحد بالغ ...
كم أود بقوة أن أعود طفلة..وأكون في عمر ابنتي..حتى لا أحب وافقد من أحببت ..
حتى لا أعرف في دنياي سوي والديّ..و إن رحلا..سأفهم أنهما في عالم آخر بكل سذاجة و طفولية...
لن يؤلمني فراقهما ..ولن يبكيني ابتعادهما..
" أمي..هيا ..تأخرت "
طرف عيناي ، لأجد ابنتي واقفة على الطاولة حتى تبلغ طولي ،ترمقني بنظرة غاضبة ،
ولم أملك سوى أن أقبلها و أحملها بذراعيّ مداعبة و اتجهت بها نحو الباب الخارجي.
" ريم..إياك أن تشتري طعام من أي بائع متجول..وحافظي على فستانك "
بدأت أملي على ابتني شروط النظافة ، رغم علمي أنها حفظته عن ظهر قلب ،
وهي تهز رأسها موافقة دون مبالاة..
وما كدنا نخرج من المبنى حتى اصطدمت بإمرأة مسنة ، ترتدي ثوبا أسودا ،
اعتذرت لها و مضيت مع ابنتي في دربنا نحو مدرستها ...
http://www.w6w.net/users/11-05-2005/...5290b18a6e.jpg
اعتدنا كل صباح وفي طريقنا نحو المدرسة أن نمر بقرب بحيرة صغيرة ،
وكم كانت صغيرتي منبهرة و مذهولة بهذه البحيرة ،
و ألحت على كثيراُ أن نقوم بنزهة قربها في يوما ما ،
وكنت اعتذر لها بضيق الوقت وبعد المسافة ..
كانت بحيرة صغيرة جميلة ، تبرز روعتها في الخريف
حيث تتساقط أوراق الشجر وتطفو على سطح البحيرة ،
وكلما مررت بجانبها كلما تساءلت في نفسي : " ماذا يفعل هذا الرجل عند البحيرة؟"..
اعتدت أن أراه جالس على كرسي خشبي ، يتأمل البحيرة بنظرة جامدة ،
لا يتغير حاله أبداً ، حتى عند عودتي إلى الشقة أو لحظة ذهابي إلى العمل أو السوق..أراه هناك دائما ..
كالدمية بلا روح ..مقطب الجبين..ساكن العينين .. وبالبذلة السوداء نفسها..
* * * * * *
يوم الخميس
الخامسة عصراً
" أمي...لقد كذبت علي"
قالتها ريم بنبرة غاضبة ، بينما أقوم بغسل الأطباق ، التفت نحوها ،
كانت تقف عند عتبة الباب ، بوجه عابس كعادتها..لم ترق لي كلمتها الأخيرة فأجبتها :
- " ليس من اللائق أن تكذبي من هم أكبر منك ، دون أن تعرفي الحقيقة "
- " لقد عرفت الحقيقة "
حاولت أن أنهي ما بيدي لأصغي إلى صغيرتي ، وحينما فعلت سألتها :
- " وما هي الحقيقة ؟ "
- " قلت لي بالأمس أنك ستصحبينني إلى البحيرة عصراً..وهاهي الآن الشمس ستغرب "
- " والحقيقة؟ ..ما هي الحقيقة التي استنتجتها؟ "
- " أنك في الواقع لا تريدين أن تصحبينني إلى البحيرة "
في الحقيقة لم تعجبني أسلوب ابنتي في الحديث معي ، لقد تغيرت هي الأخرى ،
لكن علي أولاً أن أفي بوعدي لها ، ثم أبين لابنتي فيما بعد الحديث السليم ..
أشعة الشمس ، ظلال الأشجار ، الطيور السابحة ، امتزجت ألونهم بألوان البحيرة ،
والنسيم البارد لامس وجهي الشاحب ، للمرة الأولى أرى الحياة بألوانها ..ا
ختفى اللون الأسود ..رحل أخيراً..كم كنت بعيدة عن هذه البحيرة؟..
وكنت أعلم أن نظرة واحد ستكفكف دموع الحزن من قلبي..
رأيت ابنتي تتراكض هنا وهناك..
وتداعب القطط الأربعة الصغار اللواتي يرفهن عن أنفسهن كذلك باللعب قرب البحيرة ..
ابتسامة ابنتي ، وضحكاتها ألهتني للحظة عن التمتع بهذا المكان ..كانت منذ لحظات عابسة شاحبة وعنيدة ..
يا إلهي!..كنت سأخلف بوعدي لها ..وأحرم نفسي من رؤية هذه السعادة!..
مشيت بمحاذاة الضفة ، وعيني تتنقل بين البحيرة وابنتي ، حتى سقطت نظراتي فجأة على ذاك الرجل ..
رجل البحيرة..لازال في مكانه ..لم يتزحزح قيد أنملة ، ولم تتغير هيئته ، بدا لي كجثة هامدة بلا روح ،
لا شيء في جسمه يتحرك حتى عينيه، عينيه الجاحظتين ، كنت أراقبهما من بعيد ،
ونسيت أن من الأدب اغضاض البصر ،
لكن عينيه الزرقاوين الباهتتين أغفلتني و أخذت حيزاً من اهتمامي ،
لأدرك حينها أن هذا الرجل يخطط لشيء ما..
كل هذه الخواطر اقتحمت رأسي و أنا أتظاهر بتأملي للطبيعة ،
ولا أفتأ أن أنظر إلى عيني هذا الرجل ، وحينما ركضت ابنتي بقربه وهي تتبع القطط الصغار ،
تحركت عيني الرجل نحوها ، وصار يحدق بها بشكل مريب ، وتحولت نظراته من الذهول والحزن ،
إلى الدهشة واستغراب ، وقطب جبينه حتى أوجس مني خيفة ،
وسرت قشعريرة مريرة بين جوانحي ، جعلني أسرع نحو ابنتي واهمس لها :
" حان وقت العودة الآن عزيزتي.."
حملتها على عجل دون أن أرهف سمعي لسماع جواباً منها. |
http://www.w6w.net/users/11-05-2005/...520a27d42a.jpg
* * * *
يــــــتــــــــــــبــــــع
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
ماشاءالله عليج أختي .......... و الله هاي أول قصة أقراها من قصصج .............
و عندج فن في الكتابة بعد .........
ماشاء الله عليج مرة ثانية ...........
مشكوووووووووووووووورة أختي .........
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
roze flower
أشكرك أختي جزيل الشكر على متابعتك
أسعدني حضورك وتواجدك
شكرا لك مرة أخرى
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
شكراً لك يا أختي على القصة الجميلة ...
وأرجو أن تسرعي في التكملة ولا تنسينا ...
والسلام ختام :ciao:
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
mr.cOoOl
هلا مستر كوووول
رح أكمل القصة حااالا
مشكور على المتابعة
::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
يوم الخميس
الخامسة عصراً
" أمي...لقد كذبت علي"
قالتها ريم بنبرة غاضبة ، بينما أقوم بغسل الأطباق ، التفت نحوها ، كانت تقف عند عتبة الباب ، بوجه عابس كعادتها..لم ترق لي كلمتها الأخيرة فأجبتها :
- " ليس من اللائق أن تكذبي من هم أكبر منك ، دون أن تعرفي الحقيقة "
- " لقد عرفت الحقيقة "
حاولت أن أنهي ما بيدي لأصغي إلى صغيرتي ، وحينما فعلت سألتها :
- " وما هي الحقيقة ؟ "
- " قلت لي بالأمس أنك ستصحبينني إلى البحيرة عصراً..وهاهي الآن الشمس ستغرب "
- " والحقيقة؟ ..ما هي الحقيقة التي استنتجتها؟ "
- " أنك في الواقع لا تريدين أن تصحبينني إلى البحيرة "
في الحقيقة لم تعجبني أسلوب ابنتي في الحديث معي ، لقد تغيرت هي الأخرى ، لكن علي أولاً أن أفي بوعدي لها ، ثم أبين لابنتي فيما بعد الحديث السليم ..
أشعة الشمس ، ظلال الأشجار ، الطيور السابحة ، امتزجت ألونهم بألوان البحيرة ، والنسيم البارد لامس وجهي الشاحب ، للمرة الأولى أرى الحياة بألوانها ..اختفى اللون الأسود ..رحل أخيراً..كم كنت بعيدة عن هذه البحيرة؟..وكنت أعلم أن نظرة واحد ستكفكف دموع الحزن من قلبي..
رأيت ابنتي تتراكض هنا وهناك..وتداعب القطط الأربعة الصغار اللواتي يرفهن عن أنفسهن كذلك باللعب قرب البحيرة ..
ابتسامة ابنتي ، وضحكاتها ألهتني للحظة عن التمتع بهذا المكان ..كانت منذ لحظات عابسة شاحبة وعنيدة ..يا إلهي!..كنت سأخلف بوعدي لها ..وأحرم نفسي من رؤية هذه السعادة!..
مشيت بمحاذاة الضفة ، وعيني تتنقل بين البحيرة وابنتي ، حتى سقطت نظراتي فجأة على ذاك الرجل ..رجل البحيرة..لازال في مكانه ..لم يتزحزح قيد أنملة ، ولم تتغير هيئته ، بدا لي كجثة هامدة بلا روح ، لا شيء في جسمه يتحرك حتى عينيه، عينيه الجاحظتين ، كنت أراقبهما من بعيد ، ونسيت أن من الأدب اغضاض البصر ، لكن عينيه الزرقاوين الباهتتين أغفلتني و أخذت حيزاً من اهتمامي ، لأدرك حينها أن هذا الرجل يخطط لشيء ما..
كل هذه الخواطر اقتحمت رأسي و أنا أتظاهر بتأملي للطبيعة ، ولا أفتأ أن أنظر إلى عيني هذا الرجل ، وحينما ركضت ابنتي بقربه وهي تتبع القطط الصغار ، تحركت عيني الرجل نحوها ، وصار يحدق بها بشكل مريب ، وتحولت نظراته من الذهول والحزن ، إلى الدهشة واستغراب ، وقطب جبينه حتى أوجس مني خيفة ، وسرت قشعريرة مريرة بين جوانحي ، جعلني أسرع نحو ابنتي واهمس لها :
" حان وقت العودة الآن عزيزتي.."
حملتها على عجل دون أن أرهف سمعي لسماع جواباً منها.
* * * *
يوم السبت
الساعة 2 ظهراً
كنت أتوقع أن تكون ابنتي ريم نائمة في هذا الوقت ، فقط مضى ساعة كاملة منذ أن أعدتها من المدرسة إلى البيت ، كانت تبدو تعبة ومرهقه على غير عادتها ، لكنني وبينما كنت أرتب قطع الثياب تفاجأت بوجودها عند عتبة باب غرفتي !
" أمي..هل تذكرين بائع الكعك الذي كان يقف أمام المبنى اليوم ؟ "
" نعم ...أذكره..هل تودين شراء كعكة ؟"
ابتسمت ابنتي وأسرعت تقول :
" كعكتان فقط"
يبدو أن ريم نست ما حذرتها مراراً..ألا تبتاع شيئاً من بائع متجول ..
" حسناً...لكن ليس من البائع...."
لم تسمع ابنتي جملتي بأكملها ، بل ركضت نحو الباب ولمحتها تخرج من الشقة ، لم يسبق لريم أن قامت بمثل هذا التصرف من قبل ، فتبعتها علني أتداركها قبل أن تأخذ شيئا من البائع المتجول ، و عند نزولي من الدرج قابلت المسنة ذات البذلة السوداء مجددا ً ، استوقفتني سائلة :
" أهلاً..أنتي التي تسكنين في شقة 12..إن شقتي فوق شقتك مباشرة..بإمكانك أن تعتبرينني جارتك..يمكنك أنت وابنتك زيارتي في أي وقت...آه بالمناسبة رأيت ابنتك ريم في طريقي إلى هنا..يا إلهي كم هي جميلة ورائعة ..هذه الطفلة تذكرني بحفيدتي.."
قاطعتها : " اعذريني يجب أن أذهب الآن "
تركت المسنة وشرعت أبحث عن البائع المتجول .
وما أن خرجت عن البناية حتى كأنني خرجت عن عالم آخر ..
كانت البلدة مزدحمة ممتلئة بالناس ، يمشون بخطى سريعة ويتدافعون نحوي ..
كانوا طوال القامة مما أحجبوا عني العالم من خلفهم ..
فما كان مني إلا أن أتخلص من الجموع من حولي ثم اشرع بالبحث عن بائع يقودني لابنتي ،
الناس يتدافعون و يرتطمون بجسدي ، بدت لي وجوههم بيضاء باهته شاحبة ، وأعينهم زائغة ، شعرت أني فقدت كل قواي وطاقتي في محاولة التخلص من تدافعهم ، وخيل لي أني رأيت ريم على بعد 20 قدم ، تمشي بين الشجيرات المؤدية إلى البحيرة ، ما الذي دعاها للذهاب إلى البحيرة ؟!..حين نجحت في تخليص نفسي من هؤلاء الناس، أسرعت بالذهاب نحو البحيرة ، أجلت بنظري باحثة عن ابنتي ..
كان رجل البحيرة واقفاً يناول شيئا ما لريم ، لأول مرة أراه واقفاُ ، لأول مرة أراه مبتسما ضاحكا ُ ، لأول مرة أصدق أن هذا الرجل حياً ، لكن هذا أثار المزيد من الذعر والفزع ، ومشاعر الغضب بدأت تنمو في داخلي ، جريت نحو ابنتي وحملتها ، عاتبتها بشدة :
" ريم...ألم أقل لك لا تأخذي شيئا من بائع متجول..لم لا تسمعين كلامي؟...لم؟ أخبريني ؟"
و رمقت الرجل بنظرة مريبة ، و تابعت عتابي وتقريعي لابنتي:
" كم مرة قلت لك أن لا تقتربي مع الغرباء...كم مرة قلت أن لا تتحدثي معهم "
كانت أول مرة تتلقى ابنتي هذا تقريع مني ، أول مرة ترى كل هذا الغضب مني ، كل الهموم والحزن و الكآبة التي كتمتها في داخلي مطولاً ، أطلقتها و أظهرتها في هذه اللحظة ، الأمر الذي دفع ريم أن تبكي بكاءً صامتاً ، وتفاجأت برجل البحيرة يتراجع بخطوات إلى الوراء ،أحمرت وجنتاه ، و أغورقت عيناه الزرقاوتان بالدموع ، و شعرت بنفسه من داخله ينهار ، حاول أن يسترجع توازنه ، و استدار يتأمل البحيرة أمامه ، و تقدم نحو البحيرة بخطى بطيئة ثقيلة ، أرخى يديه وجسده ، ثم رمى نفسه في البحيرة...دون أية مقاومة لينقذ نفسه من ماء البحيرة العميقة .
http://www.alrage.com/nuk/up/ar/ss222.jpg
بعد أسبوع من الحادثة
يوم السبت
الساعة 8 مساءً
انتهيت من إعداد القهوة ، وحملت صحفة نحو غرفة المعيشة حيث تجلس المسنة ، كانت ترتدي مثل ما ارتديه في ذلك الوقت ، قميصاً طويلاً سوداء ، و تنورة سوداءً ، حداداً وحزناً على وفاة رجل البحيرة..
قلت للسيدة المسنة :
" ريم..نائمة الآن ...إنها تنام كثيرا منذ الحادثة .."
ناولت المسنة قدحها ، ثم قالت :
" إنها تحاول أن تنسى ما حدث.."
جلست على مقعد مقابل السيدة المسنة و قلت بعد تردد :
" ريم..تقول أن رجل البحيرة أخبرها أنه والدها وهي ابنته..لكن.."
استوقفني دموع السيدة المنساب على وجنتيها ..وبدأت تتحدث بهدوء :
" هذا الرجل يدعى حسن ، كان لديه زوجة جميلة حنونة ، وطفلة رائعة ...كانوا أسرة صغيرة مميزة.. الناس على أرض هذه البلدة كلها تعرف أنهم أسعد عائلة على وجه الأرض "
مسحت السيدة دمعتها ووقفت باتجاه النافذة تتأمل البدر الذي حال لونه إلى الزرقة ، وأضافت بصوت حزين باك :
" توفيت زوجته جراء إصابتها بمرض خبيث ، وحزن عليها حسن كثيرا ، انعزل عن العالم لشهور ، غير أن ابنته " حنين " كانت بمثابة نور وأمل في حياته ، أصبحت تمثل كل شيء بالنسبة له ، ووعدها ذات يوم أن يصحبها إلى أجمل بقعة في هذه البلدة..البحيرة "
أطرقت السيدة رأسها ...ثم قالت :
" لكنه وقبل أن ينفذ بوعده ، تمت ترقيته في عمله إلى رتبة عالية ، و أصبحت متطلبات عمله كثيرة ، لم يستطع أن يدع ابنته عند والدته بسبب وجود خلافات بسيطة بينهما ، لم يملك سوى أن يترك ابنته عند عائلة أخرى..وطلب منهم أن يصحبوها في يوم ما إلى البحيرة ..لكن الصغيرة التي كانت في عمر ابنتك حينذاك ، أصرت بقوة أن تعود إلى والداها ..وتذهب إلى البحيرة برفقته...لا يمر يوم دون أن تتوقف عن البكاء ...لا يمر يوم دون أن تتوقف عن مناداة أبيها.."
رفعت السيدة المسنة رأسها ، محاولة مقاومة الدموع التي تذرف غصباَ عنها :
" الابن الأكبر في تلك عائلة يبلغ العشرين من عمره...استطاع أن يخدع الصغيرة ...أخبرها أن والدها ينتظرها عند البحيرة ..فتحمست الصغيرة لذلك..واستدرجها ذاك الشاب إلى البحيرة..."
وضعت السيدة كفها على فمها ، حتى لا يعلو نحيبها ، وكنت أرى الدموع ينساب على وجنتيها وعلى ظهر كفها ، ولم أكن أشعر بحرقة دموعي حتى قالت السيدة :
" لازلت أذكر هذا اليوم...جسد تلك الطفلة... طافية على سطح البحيرة .. قتلها الشرير..أغرقها في البحيرة .."
جلست المسنة عند أقرب مقعد..لتسترجع هدوءها و توازنها ..وأطلقت تنهيده مريرة :
" لم يسامح حسن نفسه أبدأً.... كل يوم قبل شروق الشمس يأتي إلى البحيرة محملاً بورود الياسمين التي كان تعشقه ابنته ..و يلقيها على سطح البحيرة..ثم يجلس على الكرسي الخشبي..."
أغمضت عينيّ ..لم أستطع تحمل أن أسمع المزيد ..أن أعرف المزيد...هذا الرجل كان يعيش مأساة
والسيدة تتحدث كأنما تحدث نفسها :
" إن ابنتك تشبه ابنته تماماً...بدا سعيداً جداً حينما رآها لأول مرة..خيل له أنها فعلا ابنته.."
استوقفني كلمات الأخيرة للسيدة ..وفتحت عينيّ .. و قد شرعت السيدة لمسنة بالمغادرة ، فقلت لها بذهول :
" إذاَ..أنت أمه ؟"
لم تستدر ، ولم تتراجع..تابعت طريقا..وخرجت من الشقة..
ورأيت ابنتي ريم مقبلة نحوي ، وتضمني بشدة..ورفعت بكفيها المغلقتين ..حتى تريني ما بداخله..وحين بسطت كفيها..كان ورود الياسمين اليابسة تتناثر وتتساقط..
(^-.-^)
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
مشكــــــــــــــوره اختي و جزاج الله خير
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
"بسم الله الرحمن الرحيم"
مشكورة أختي كثـــــــــــــــــيراً على القصة الرائعة....
وأشكرك أيضاً على أسلوبك الجميل....:biggthump
وأنتظر منك المزيد....
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
مشكووووووووووووووووووورة اختي على القصة الروعة..
كاتبتيها بأسلوب مشوق ورائع جدا..
تسلم أصابعك..
تابعي أختي للقصة..
ننتظر التكلمة..
تحياتي،،
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..................... ^_^
ما شاء الله تبارك الله ..................... دائما انتي مبدعة في قصصك اختي.......... الله يزيدك
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
BIKHAM
العفو خيووو
مشكور على مرورك الكريم
إسلام إسماعيل
أكثر مايعجبني في ردك هو البدء باسم الله
بارك الله فيك
و اشكرك على المتابعة
الأمير القلق
أشكرك على ردك الجميل
والله يسلمك ويخليك
والقصة انتهت في الجزء الثاني
Snak Never Die
تشجيعكم هو الذي يحفزني للاستمرار
شكرا لك
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
السلام عليكم ...
والله حزنتينا يا أختي ...
وشكراً على التكمله ...
في انتظار جديدك
مشاركة: ::::::: رجـــل الــبـــحــيـــرة ::::::::
mr.cOoOl
أبعد الله الحزن عنكم
أشكرك أخي على تواصلك الجميل
اسعدني حضورك وتواجدك