بساط الريح، ومصباح علاء الدين واكسير الشباب وحجر الفلاسفة وطاقية الإخفاء.. جميعها افكار خيالية ولدت في الشرق قبل الغرب ونُسجت حولها قصص لم يصل منها الا القليل! وطاقية الإخفاء بالذات استعارها الغرب كثيراً وطورها بما يتناسب مع الروح العلمية لهذا العصر..
.. وكانت الفكرة القديمة تدور حول اكتشاف طاقية سحرية (اواي وسيلة مشابهة) تتيح لمن يلبسها الاختفاء عن انظار البشر. ثم اتى الاديب الانجليزي هربرت ويلز وطورها لاول مرة في روايته الرجل الخفي عام 1897(..ويمكن القول ان هذه الرواية شكلت اول حلقة حديثة في سلسلة روايات وافلام ومسلسلات تدور حول نفس الموضوع - بل وتحت نفس العنوان)!!
والاختفاء عن عيون الناس ظلت دائماً فكرة جذابة لدرجة انها - لم تستمر فقط لعدة قرون - بل وحاول العلماء في عصرنا الحديث نقلها من عالم الخيال الى الواقع..
واذكر (في بدايات عام2000) ان علماء الكيمياء الحيوية في جامعة تكساس نجحوا في جعل جلود الجرذان شفافة لدرجة القدرة على رؤية ما تحتها من عضلات واعصاب واوعية دموية وقد اعتمدوا في هذا الاجراء على حقن الغليسورول (وهي مادة شفافة اصلاً) ثم تفعيله مع خلايا الجسم (بطريقة ما) حتى ينتهي مفعوله تلقائياً..
ومن الناحية الطبية يفيد هذا الاجراء في تنفيذ العمليات الجراحية بدقة كبيرة وبدون الحاجة الى شقوق عميقة. وهذه التقنية - في حال تطويرها وانتشارها - ستغني عن المناظير الطبية والاشعة السينية وتتيح للاطباء رؤية ما تحت الجلد (لمدة 20 دقيقة على الاقل!!).
غير ان الاهتمام الاكبر - بفكرة الاختفاء عن الانظار - يأتي من القطاعات العسكرية فكثيراً ما حلم العسكريون بجنود ومعدات لايمكن رؤيتها بالعين المجردة - تصل تحت جنح النور - وتباغت العدو في ارضه. وكان الجيش الامريكي (بفروعه الثلاثة البحرية والجوية والاستخبارية) قد تبنى تجارب سرية ومنفصلة لتحقيق هذا الحلم.. فمن وجهة نظرية يمكن لاي جسم الاختفاء عن العيون اذا احيط بمجال مغناطيسي بالغ القوة.. فهذا المجال يبني جداراً حرارياً يكون من التناسق والاستقرار بحيث يحيط الجسم ب(سراب) يحرف عنه الضوء وبالتالي لاتراه العين. ويعتقد ان هذه الفرصة هي الاساس الذي اعتمدت عليه البحرية الامريكية في مشروعها السري المعروف ب(تجربة فيلادلفيا)!!.
ففي عام 1943 قامت البحرية الامريكية بتجارب لاخفاء المدمرة الدريج وبعض الجنود والمعدات العسكرية وهناك خبراء وكتاب (مثل فنسنت جادنز في كتاب الافق الخفي Invisible Horizon 1965) يدعون ان مشروع البحرية حقق نجاحات عشوائية وضم تجارب لنقل الاجسام بصورة آنية من فيلادلفيا الى فرجينيا. ويؤكد ويليام مور وتشارلز بيرلتز (في كتابهما تجربة فيلادلفيا 1979 Philadelphia Experiment) ان البحرية اضطرت لايقاف التجارب بعد اختفاء جنود منها الى الابد - رغم وصول بعضهم بسلام!!
على اي حال.. المعتقد ان تجربة فيلادلفيا - رغم حدوثها - تضم كثيراً من المبالغات ولكن في نفس الوقت لاننسى ان الجيش الامريكي كان سباقاً الى تجربة العديد من النظريات العلمية الجديدة وتحويلها الى ادوات عسكرية ناجحة (كالليزر والاقمار الصناعية والتشويش عن بعد) وإن كان علماؤه فشلوا في تجارب الإخفاء الا انهم صنعوا غواصات ومقاتلات لاترصدها رادارات العدو - وهو الجانب الاهم في العمليات العسكرية!
اما في الشرق (حيث ولدت الفكرة اصلاً) فما زال البحث جارياً عن طاقية علاء الدين!!
