مصر تواجه صعوبات باقناع الزعماء العرب حضور قمة شرم الشيخ الطارئة المؤجلة

سبع دول قررت الحضور رغم إنطباع عام بعدم ووجود مبرر قوي لعقدها هذا الأسبوع
عمان ـ القدس العربي من بسام البدارين:
يواجه الرئيس المصري حسني مبارك صعوبات بالغة في تحفيز الزعماء والقادة العرب لحضور قمة شرم الشيخ الطارئة المؤجلة من الأسبوع الماضي وسط إنطباع عام يشير لإن القمة الطارئة لم يعد يوجد مبرر قوي لعقدها هذا الأسبوع إلا من باب توفير الفرصة للمصريين لإكمال ما بدأوه بخصوص تنظيم وإستضافة القمة بما ينطوي عليه الأمر من مجاملة.
وتواجه القيادة المصرية ايضا حالة فتور قيادية عربية تجاه عقد القمة الطارئة لم تكن قد برزت منذ عشر ة أيام عندما اعلن الرئيس حسني مبارك الدعوة لقمة تعقد في الثالث من شهر آب (اغسطس) الحالي وهي قمة كانت ستعقد فعلا لولا وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز.
وعبرت الحكومة المصرية علي هامش تشييع جنازة الملك فهد وما بعدها بيومين تحصيل توافق بين الزعماء العرب علي عقد القمة يوم الأربعاء في العاشر من الشهر الحالي. وعلمت القدس العربي بأن الجانب المصري طرح يوم الأربعاء المقبل فعلا علي اساس انه الموعد المقترح ولا زال المصريون حتي الآن يحاولون تسويق هذا الموعد لكن درجة الحماس العربية لعقد القمة فترت إلي حد بعيد حيث سمع الرئيس مبارك من أكثر من زعيم عربي عبارة إن شاء الله خيرا عندما طرح الموعد الجديد خلال جنازة الملك فهد في السعودية.
وتشعر الحكومات العربية عموما بان الأسباب التي كان يفترض ان تعقد من اجلها القمة الطارئة في شرم الشيخ لم تعد قائمة في أغلب التقديرات إلا ان بعض المصادر تشير الي ان القيادة المصرية تضغط بشدة حتي الآن لعقد القمة قبل 15 من الشهر الجاري بحجة الإتفاق علي شيء محدد لدعم خطة إعداد الدستور المدني في العراق.
وتقدر المصادر نفسها بان الجانب المصري إذا إستخدم ثقله السياسي قد ينجح بعقد القمة الطارئة بكل الأحوال لكنها لن تكون قمة ناجحة بكل المقاييس بسبب تطورات مهمة حصلت خلال الأيام القليلة الماضية، وبالرغم من هذه التطورات ثمة من يعتقد ان القاهرة ومن خلفها الجامعة العربية ستنجحان بإحضار 13 زعيما عربيا علي الأقل لقمة شرم الشيخ قبل 15 من الشهر الجاري علما بان الصعوبات لا زالت تواجه المصريين في هذا الإتجاه.
وتؤكد مصادر مطلعة جدا لـ القدس العربي بأن إجبار الكثير من القادة العرب علي حضور قمة طارئة في شرم الشيخ قبل 15 من الشهر الجاري سيفشل القمة لكنه سيعبر عن نجاح دبلوماسي للثقل المصري حيث تفضل الكثير من الدول العربية حضور قمة غير ناجحة بدلا من المجازفة بالإمتناع عن مجاملة الرئيس المصري او إغضابه.
وأبرز التحديات التي تواجهها المواعيد المقترحة للقمة يتعلق بحالة فتور عامة إزاء الفكرة رصدت عند الدول العربية، فخلافا لمصر لا يوجد ولا دولة عربية واحدة تعتبر عقد القمة مسألة ملحة الأن إلا ان هناك سبع دول عربية علي الأقل ابلغت المصريين انها ستحضر قمتهم بصرف النظر عن موعدها، وهي الأردن ولبنان وسورية والسعودية والعراق وفلسطين وليبيا.
وتري أوساط سياسية ان أحداث شرم الشيخ التي كانت ستعقد القمة من اجلها تراجعت من حيث أهميتها السياسية في مواجهة تطورات ما يحصل في العراق وفي السعودية وحتي في موريتانيا حيث وقفت العقدة الموريتانية حاجزا في طريق التمهيد لعقد القمة الطارئة لإن الرئيس المخلوع ولد طايع كان قد حضر جنازة العاهل السعودي وشارك في مباحثات مع المصريين تناولت القمة الطارئة.
وثمة تصور جانبي عند المصريين والأردنيين بان خطة الإنسحاب من قطاع غزة لم تعد تحتاج لقمة عربية لغطائها او لدعمها بعد ان اصبحت واقعا موضوعيا وأصبحت قرارا إسرائيليا وبالتالي فقدت القمة الطارئة واحدا من اهم مبرراتها وخلفياتها علما بان فكرة عقد القمة ولدت من رحم قمة مصغرة كان يفترض ان تعقد بحضور مصر والسعودية والسلطة والأردن لدعم خطة الإنسحاب من غزة لكن السعودية طلبت لاحقا وقبل وفاة عاهلها توسيع المسألة وتحمس المصريون لذلك بعد تفجيرات شرم الشيخ.
وحتي الآن لم يعرف بعد ما إذا كان الرئيس مبارك سينجح في مواجهة حالة الفتور عند الزعماء العرب خصوصا في ظل ما حصل في موريتانيا وفي ظل إحساس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بان الدعوة الأولي للقمة حصلت من وراء ظهره وبدون التنسيق معه مما يعني بان عقد القمة سريعا سيزيد من الإشكالات العربية الداخلية ولن يساهم في حل اي إشكال إلا إذا قرر القادة العرب المساهمة في الحملة الإنتخابية للرئيس مبارك وحضور القمة في الموعد الذي يخطط له المصريون بالرغم من الصعوبات التي اثبتت نفسها لان العواصم العربية لم تتلق حتي مساء الجمعة الدعوات الرسمية للقمة الطارئة الجديدة.


http://www.tawqe3.com/images/jihad_17.jpg

http://www.mezzy.com/cgi-bin/nph-pai...?%20???????fff