مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
واعاد الشرطي حديثه بصوت اعلى واعلى..
الى بيوتكم حالا..اقفلوا المحلات,اوقفوا الحركة,هيا تحركوا..هيا تفرقوا..وقبل ان ينهي كلامه,كان رفيقه يلقي قنبلة بين الجموع هنا وهناك.قنابل مسيلة للدموع.وفي لحظات بدأ الجال والنساء والاطفال يدمعون ويعطسون وتسيل انوفهم..واما رجال الشرطة العسكرية فكانوا يلبسون الاقنعة البلاستيكية ويدفعون الناس بأعقاب بنادقهم وعصيهم...
دخل ابو عيسى عبد ربه الى دكانه, وبسرعة اعتاد عليها,ادخل البضاعة التي في الباب,واقفل الدكان,وانسحب الى بيته يجر ام عيسى..وتحرك بعض الاهل بهدوء وانسحبوا الى بيوتهم يضعون المناديل على وجوههم..ولكن البعض وقف متحديا القرار,ينظر الى الارض مرة والى العسكري بقناعه البلاستيكي مرة اخرى..وفجأة وبعد تردد,ارتفعت بعض الايدي ترمي الحجارة على السيارات والرجال..
وارتفعت البندقية في يد الشرطة تطلق الرصاص على الجموع...
كان سعيد عبد الكريم ينظر الى البنادق في يد الشرطة والحسرة تأكل قلبه,فكل الامر متعلق بتلك البندقية..كل التحكم والتجبر مركز في فوهة تلك البندقية..سناء وصديقاتها اصبن بتلك البندقية..الرجال والنساء يتحركون ويعودون الى بيوتهم مكسوري الخاطر,مهيضي الجناح,بسبب تلك البندقية..ليتني احصل على مثلها..ليتني امسكها..ليتني استولي عليها..فواحدة من تلك البنادق تساوي الف حجر..بل تساوي عشرة الاف حجر!!
اندفع عيسى الى الامام بلا تردد ولا تفكير..وهجم على الشرطي ليستولي على بندقيته..ولما راّه صديقه سعيد وحيدا بين ايدي الشرطة اندفع هو الاخر لنجدته..وفي خلال ثوان كان ما لا يقل عن العشرين شابا من شباب المخيم مقيدين بالسلاسل ويساقون الى السجن...!
هناك في السجن وبعد ايام,التقى المعلم خالد مع الطالبين سعيد عبد الكريم وعيسى عبد ربه..كانت الامهم واحدة.فلقد اشبعوا ضربا بالعصي والهراوات الثقيلة..وكانت حياتهم وتحدة مليئة بالماّسي والاحزان..
قال المعلم خالد:
ليست اول مرة اتعرض فيها لهؤلاء الشياطين..انسيتم عندما دخلوا مدرستنا قبل ثلاثة اشهر؟؟يومها اوقفونا جميعا,المعلمين والمدير,وطلبوا منا المشي على ايدينا وارجلنا والنباح كالكلاب..واين؟؟في الساحة,امام من؟؟امام الطلاب كلهم..
واكمل المعلم حديثه:
وازداد الامر صعوبة عندما اعطونا اغصانا رفيعة من شجر التوت وطلبوا منا ضرب بعضنا البعض..تصوروا..بالتناوب كل معلم يضرب زميله ومديره بالعنف حيث يرضي الجنود بينما هم يضحكون ويقهقهون على مقاهرتنا..
قال سعيد:
بسيطة يا معلمي..الضرب والاهانة غير مهم...ام كنا نحسب انهم سيحتلون بلادنا ويحبوننا ويدللونا..لكن المشكلة بالنسبة لي كانت أبي..أبي لم يتدخل يوما في السياسة..حيث كان كل همه تأمين لقمة العيش لأمي ولأسرتنا. لن انسى منظره وهو يبكي كالنساء,عندما اقتحم المستوطنون محطة الوقود التي كان يملكها,واحرقوها عن بكرة ابيها,ابي لم يستطع يومها ان يتحرك عن كرسيه..وهو لا يزال الى اليوم مشلولا لا يتحرك من هول المصيبة..
مضت ايام واسابيع,والشباب الثلاثة في زنزانتهم لا يرون احدا من اقاربهم ولا يحضر لزيارتهم احد...لم يسمعوا من اخبار المخيم شيئا..وابتدأ القلق يساور المعلم وصاحبيه,فالمعلم اصبح قلقا على زوجته وولديه..وسعيد حيرته وقلقه اكبر فهو يعلم ان والدته لا بد من ان تعمل المستحيل لتراه,فهل جرى لاخته سناء امر ما منع والدته من الحضور لزيارته؟ام ان اباه قد ازدادت صحته سوءا عن قبل!وعيسى كان هو الاخر قلقا على اهله ووالده ودكان والده من ناحية,وعلى دراسته من ناحية اخرى..فالايام تمر وامتحان التوجيهي قد اقترب وهو هنا لا يدرس ولا يحمل كتابا,كل ما يعرفه عن الحصص هو حصة التعزيب التي يتعرضون لها كل يوم ساعة او ساعتين او ثلاث,في الصبح او في الليل..لا يهم..ويعودون بعدها منهكين متعبين يحلمون بأمر واحد فقط..بندقية في ايديهم..ولكن كيف؟؟ومتى؟؟واين؟؟وممن؟؟ولم يحدد الحلم تلك الاشياء بعد...
وفي يوم من الايام كان الحارس ينادي على سعيد:ان له زيارة!!وهب الثلاثة واقفين يتسابقون لمقابلة الزائر فها هو احد قادم من هناك..من المخيم..من عند الاهل..
كانت زيارة سريعة ولكنها مشحونة بالعواطف والحب والامل..لا يكن الحديث يتعدى السؤال والجواب الواحد..كيف حال ابي؟بخير..كيف حال اختي سناء؟بخير..كيف حال زوجتي فاطمة؟بخير..الاولاد؟بخير؟المدرسة؟فلان..فلان..كانوا يريدون في عشر دقائق او اقل ان يطمئنوا على كل انسان ومكان وحجر في مخيم الدهيشة...بينما كانت ام سعيد تريد هي الاخرى ان تطمئن عليهم,وعلى روحهم المعنوية واوضاعهم هنا في السجن.
واقبل الحارس ينهي المقابلة التي بدت لهم عشر ثوان لا غير ,فبعد طول البعاد يصبح اللقاء قصيرا مهما طال..رجت ام سعيد الحارس ان يتركها خمس دقائق اخرى,استعطفته,بكت امامه..ولكنه اشار اليها بطرف بندقيته اللعينة..فانسحبت بهدوء...
بعد حوالي ستة اشهر دخل الحارس اّمر السجن يعلن لهؤلاء الثلاثة الافراج عنهم بكفالة مالية مقدرة بعشرة الاف" شيكل" اي 2200 دولار لو عاد احدهم بمضايقة الجنود الاسرائيليين او القيام بالمظاهرات,او حتى التحدث ضد الاحتلال الاسرائيلي مهما كانت الاسباب...
نظر كل فرد الى زميله نظرة عميقة,ونظروا الى السدسات والبنادق التي يحملها الحرس والشرطة..!!
استقبلت الامهات واهل المخيم ابناءها الثلاثة بالزغاريدوالاغاني والاهازيج..وزوجة المعلم خالج وقفت مع ولديها حيث لبسا ملابس العيد وقامت ترش الورد وماء الورد على جموع الناس,وام سعيد قامت توزع الببسي كولا والشراب هلى اهل المخيم فرحا بعودة ابنها..واقبلت سناء تمشة على عكازين وتعابق اخاها سعيد..اما ام عيسى عبد ربه فقد وقفت منكسرة الخاطر في اخر الجموع وكأنها تخج من السلام على ابنها.
وعجب عيسى من موقف امه..مأنها لا تهتم به اكان في السجن ام كان خارجه...وتساءل في نفسه ....اين والدي ...لا اكاد اراه..اتراه هو الاخر لا يهمه من امري شئ..؟
نظر عيسى في كل اتجاه يفتش عن ابيه..حاول ان ينظر الى دتخل الدكان, لعله يراه في دكانه يكيل الرز او السمن لاحد الزبائن..ولكن لم يجده ايضا..وعاد ينظر الى امه الواقفة بكل انكسار وحزن قرب الحائط يسألها بعينيه عن ابيه ..ولم يجد جوابا بل وجد دموعا غزيرة تملأ الخدين..
اقبلت الام تحتضن ابنها وتجهش بالبكاء..واوقفت زوجة المعلم خالد عن رش الورد,وتوقفت الايدي عن تناول شراب الببسي,والتف الجيران حول عيسى وام عيسى وهي تقول:
والدك يا بني استشهد,قتله اليهود هنا على باب دكانه..اطلقوا عليع الرصاص من بنادقهم فسقط دون حراك...
كان موقفا مؤلما وحزينا ولكن سكان المخيم وقفوا يواسون الام والابن.
يا ام عيسى"من خلف ما مات" و"من مات دون ماله فهو شهيد"..وابو عيسى خلف عيسى زينة الشباب,وقد مات دون ماله فهو شهيد,والاعمار بيد الله فلا تبتئسي والبركة في عيسى..
تسلم عيسى الدكان مكان والده العزيز..وانقطع عن الدراسة واصدقاء المدرسة.ولكنه كان يلتقي باستمرار مع زميلين اثنين فقط هما المعلم خالد وسعيد.
مرت ايام واسابيع جاء بعدها المعلم خالد مسرعا الى دكان عيسى ومعه سعيد...دخل الاثنان واقبل عليهما عيسى يرى في خبرا سعيدا لا يستطيعان كتمانه..
قال المعلم خالد:
لقد وصلت الى طرف الحبل..اعتقد اننا سنصل..
هتف عيسى:كيف؟؟ومتى؟؟
قال المعلم بهدوء وبصوت خفيض:
في القدس..من القدس..من احد حراس معهد ديني هناك.
قال عيسى:
-اتعني ان الحارس سيعطينا البندقية؟؟
-نعم..سيبيعنا اياها,يبيع لنا البندقية..
- والثمن؟
- لم نتفق بعد ولكنه ما بين 500 - 1000 دولار..
واطبق السكون على الشبان الثلاثة,كل يفكر من اين سيحصل على هدا المبلغ الضخم,ولكنها فرصة العمر..فرصة انتظروها اشهرا واشهرا,حلم عاشوا على امل تحقيقه في الايام الصعبة داخل السجن وخارجه..الف دولار ويحصلون على بندقية من جندي اسرائيلي؟؟!!يا مرحى..يا مرحى..اقترب الامل,لا تتكرر في العمر مرتين.المهم تدبير المبلغ..
قام عيسى الى درج النقود يعدها ويتحسسها..حوالي اربعين دينارا اردنيا..وبالدولار تعادل مئة دولار وتزيد قليلا..بداية لا بأس بها..اعطى خالد ثلاثين دينارا وابقى العشرة في الصندوق.. قال:
ابدأانت بجمع المبلغ وكلما توفر لدينا مبلغ سنعطيك اياه لتوفيره ..
وفيما هم يتحدثون ,سمعوا اصوات عجلات السيارات العسكرية تملأ الافق..وازيز الرصاص,واحتار الثلاثة بأمرهم ولم يدروا هل يخرجون ام يبقون داخل الدكان!
في لحظات انتشرت السيارات العسكرية في شوارع المخيم,وانتشر الجنود الاسرائيليون في كل دكان وبيت ومدرسة على طرفي الشارع,واقتحم عشرة جنود دكان عيسى ورموا بسعيد خارج الدكان,ثم ضربوا خالد على وجهه ورموه هو الاخر..اما عيسى كان لا يزال يقف قرب الدرج ويمسنك الدنانير العشرة فلقد بادره الجندي قائلا:
-وانت ما تفعل هناك؟
- انا صاحب الدكان!
- عظيم... عظيم..كم معط من النقود داخل الدرج؟؟هاتها..هات النقود كلها!
يتبع...
بتمنى انه التكملة عجبتكم
عشان هيك ما تبخلوا علينا بردودكم
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
ليه ما بلاقي اي ردود:12:
بليز ردوا اي اشئ انتقدوا ما رح ازعل بس ردوا اي رد
عشان اكمل الباقي ارفعوا معنوياتي شوي شجعوني :أفكر:
please
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
التكملة
ثم التفت الى كيس الرز وبطرف بندقيته سكب الكيس على الارض وقلب كل ما فيه ولما كان بالقرب منه كرتونات البيض فلقد قلبها هي الاخرى الى الارض وفوق الرز وصرخ قائلا:
نقول لكم اتركوا المخيم..اتركوه..وارحلوا عنا وعنه..هيا اغلق دكانك وانصرف الى بيتك!
تحرك عيسى..واغلق باب دكانه..ومشى الى الشارع ولم يكد يبتعد بضعة امتار حتى سمع انفجارا كبيرا..التفت الى الوراء..رأى احدى السيارات العكرية تلتهمها النيران التهاما..!
اكمل عيسى سيره بهدوء كأنما لا يعنيه الامر في شئ..وصل الى بيته وجلس الى امه بكل برود يسألها:
- هل عندك ما يكفيك من الاكل والشرب لمدة اسبوع او اسبوعين؟
- لما تسأل؟هل حصل شئ؟ما الاصوات تلك؟
- لا شئ..لا شئ..المهم انهم سرقوا مني عشرة دنانير.الاوغاد,ليتني..ليتني..ثم صمت لا يريد ان يقول ليتني اعطيتها للمعلم لمشروعنا المنتظر..
قالت الام:هل حصل شئ..اخبرني..والا اخرج بنفسي لأرى..
قال عيسى:
-لا تخرجي..عشر سيارات او اكثر..خمسون جنديا او اكثر..انتشروا كالقطط التستأسدة يحملون بنادقهم واسلحتهم..
سكت برهة ثم عاود القول وكأنه يتخيل المنظر ثانية.
- ولكن احد الشباب العرب كان مجهزا لهم مفاجأة رائعة..لقد فاجأهم بزجاجة ببسي طعمها رائع...!
انتفضت الام وابتعدت عن عيسى قائلة:
- هل تعني ان احدا قدم لهم الببسي؟!تهاون معهم؟؟
قال هيسى:
لا..زجاجة ببسي ساخنة,لا باردة.لا ادري من اين وكيف رماها,فقد كنت مشغولا بنفسي وبدكاني,وفجأة سمعت الانفجار ورأيت الجنود جميعا يتراكضون..والله كان منظرهم مسليا جدا..سيلرتهم العسكرية تحترق وهم يتراكضون لمهرفة الجاني وانعاد السيارات الاخر..كانت زجاجة رائعة حقا..فيها كاز ونار..
وضعت ام عيسى يديها على خديها وقالت:
- مصيبة..من سيعتقلون الان يا ترى..ومن سيجننون؟
واحتضنت ابنها عيسى كأنها تريد ان تحميه..كانت لا تريد ان يسجنوه كرة اخرى فهو الان رب العائلة..
مرت الايام ومنع التجول مفروض على المخيم بشكل حازم لا يخرج من بيته احد ولا يدخل من ابواب المخيم احد..وكان عيسى يلبس كل صباح ويجلس في ساحة الدار لا يعمل شيئا..وبعد هدوء الوضه قليلا قرر الخروج الى اقرب بيت اصدقائه,بيت سعيد لرؤيته والتحدث اليه..
دق عيسى بلب الصاج بيده فخرجت سناء..قال عيسى في نفسه:
يا صباح الخير..ما اجمل هالصباح..
- صباح الخير يا اخت سناء..هل سعيد هنا؟؟
- الم تدر انهم قبضوا عليه وعلى امي ايضا؟؟الم تعلم انه عند يوم القاء القنبلة الحارقة على السيارات العسكرية جمعوا حوالي ستة وثلاثين شابا.بيوتهم حول المنطقة ومن بينهم امي واخي..
واختنق صوت سناء بالعبرات..وحاولت ان تخفي ضعفها لغياب امها وابيها عن الدار.
قال عيسى بلهفة:
- ومن يساعدك في حمل مسؤولية والدك واخوتك..؟
وزادت العبرات,وانهمرت الدموع من عيني سناء..وقالت:انا لوحدي..
انسحب عيسى عائدا الى والدته..سار في الشريق يفكر في الزمن حيث يخلق من الاطفال رجالا ونساء يتحملون المسؤوليات الجسيمة..هو وقد اصبح مسؤولا عن عائلته امه واخوته بعد وفاة والده..وسناء وقد اصبحت مسؤولة عن عائلتها-والدها العاجز واخوتها الصغار,عدا عن مشكلتها الكبرى في غياب والدتها واخيها..ما اروعها وما اشطرها.
حملت ام عيسى طنجرة الرز والعدس"المجدرة"لتعطيها لسناء واخوتها..كانت سناء تجلس مع اخوتها الصغار في ساحة الدار فلما دخلت ام عيسى تحمل القدر"الطنجرة"قام الجميع نحوها وقالت سناء:
- خالتي ام عيسى؟كيف وصلت الى هنا؟!
- من بين البيوت..من بيت لبيت ومن سور الى سور فلم يكن من الممكن ان اترككم دون ان اطمئن عليكم بعد ان علمت خبر اعتقال امكم واخيكم..
وارتمت سناء على صدر جارتها ام عيسى,واحتضنت ام عيسى سناء والاولاد وقالت:
- لا تخافوا فأنتم ابنائي ولن اارككم..
ضجت سناء بصوت تملؤه العبرات وقالت:
لما حكم الله علينا بالعزاب يا خالتي ام عيسى؟لما نبقى هنا لا نحس بالامن والاستقرار يوما واحدا.احرقوا محطة الوقود التي كان يملكها ابي...حرقوها وحرقوا معها كل اماله واحلامه وتركوه لا هو بالحي ولا بالميت...وانا..كدت اصاب واقتل برصاصهم بينما كنت في رحلة عادية يقوم بها كل اطفال العالم..واخي سعيد امضى ايام السجن الاولى وعاد اليوم للاعتقال هو وامي دون جرم لا نتدخل ولم نرم الزجاجة الحارقة.
انا رح اكمل الباقي بس على الاقل بدي رد واحد
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
شكرا الك كثير على هذه القصه
اختي انتي العبرات الي بتكبها جميله جدا وطريقه في الكتابه جمليه
ولا تحرمينا من المزيد
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
بلدي فلسطينشكرا الك كثير على هذه القصه
اختي انتي العبرات الي بتكبها جميله جدا وطريقه في الكتابه جمليه
ولا تحرمينا من المزيد
مشكورة كتير اختي على الرد الرائع :)
وانشالله اليوم المسا رح اكتب قد ما اقدر:biggthump
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلدي فلسطين
شكرا الك كثير على هذه القصه
اختي انتي العبرات الي بتكبها جميله جدا وطريقه في الكتابه جمليه
ولا تحرمينا من المزيد
مشكورة كتير اختي على الرد الرائع:)
وانشالله اليوم المسا رح اكتب قد ما اقدر:biggthump
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
ننتظر المزيد العبارات جميلة جدا كاتبة رائعة وبستنى المزيد
وعم توصفي المعاناه كانها مشهد امامي
aromaa
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aromaa
ننتظر المزيد العبارات جميلة جدا كاتبة رائعة وبستنى المزيد
وعم توصفي المعاناه كانها مشهد امامي
aromaa
شكرا كتير على الرد الرائع
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
التكملة
وبينما هي تتحدث سمعوا اصوات تتعالى من الخارج! اصوات غير مفهومة! تبدو وكأنها تقترب من بيت سناء..
اطل الجميع ليروا من يخترق قانون منع التجول ويتحرك في الشارع ..وعندما اطلوا من الشباك رؤا العجب !! انهم ليسوا من سكان المخيم..انهم يهود يضعون على رؤوسهم الطاقيات السود ويربون لحاهم,كل لحية تصل الى صدر صاحبها,سوداء مبيضة..وكان يتقدمهم شخص كريه المنظر لحينه اطول لحية يحمل رزمة اوراق كبيرة يرمي بها ورقة ورقة الى كل بيت وكل "تناكية"يمرون بها..وقد تسلل اخو سناء الصغير الى باحة الدار والتقط الورقة وعاد بها الى سناء لتقرأها..وقرأت سناء بصوت عال:
"الى لاجئي يافل والرملة وسائر الاماكن في"دولة اسرائيل..الى سكان مخيم الدهيشة..اسم الدهيشة اشتهر في جميه انحاء البلاد حيث يرمون الحجارة على اليهود.يا سكان الدهيشة,نحن نناديكم ان تقوموا وتتركوا المخيم,انهضوا وانتقلوا الى اماكن اخرى,وانعزلوا عن المشاغبين القتلة والمحرضين والحزبيين. توجهوا الى السلطات واطلبوا المساعدة لتسهيل الانتقال.
"اخرجوا من الدهيشة من اجل السلام ومن اجل حسن الجوار..اخرجوا منه والا انتقمنا منكم"..
ولم تكمل سناء قراءة المنشور اليهودي..بل لم تلحظ انه يساعدها على تحقيق ما كانت تتقدث عمه قبل قليل..الرحيل وترك ابلمخيم بمشاكله وماّسيه..ها هم يقولون لها انها وبكل سهولة تستطيع الاتصال بالسلطات الاسرائيلية وهم سيسهلون لها الانتقال الى خارج المخيم,الى منطقة اكثر امنا واكثر استقرارا..الى منطقة لا يلاحق ابناؤها جنود الاحتلال,ولا يلاحق جنود الاحتلال ابناؤها..الى منطقة تعود بها سماء الى طفولتها والى مدرستا,ويهود ابوها الى صحته وعافيته ويعود سعيد وتحتضنها امها كل ليلة قبل النوم وعند الصباح..
سارعت ام عيسى والتقطت الورقة من يد سناء ومزقتها اربا اربا وابطلقت الى الخارج نرمي قصاصات الورق على رؤوس موزعيه..بل انها رأت العشرات من الجيران النحيطين,يرمون بالاوراق على مرسليها..بل وفي جنون ايضا كانت عشرات القجارة ترمى على رؤوس هؤلاء..
عادت ام عيسى الى بيتها وجلست تحدث ابنها قائلة:
- يا بني انا خائفة على سناء كثيرا..لم يعد حالها يعجبني,لقد اثر عليها سجن والدتها واحيها كثيرا جدا..وكل يوم بنبظر عروجهم من السجن..وتقف على باب الدار ساعات تنتظرهم هي واحوتها الصغار..وهؤلاء الصغار مساكين لا يستطيعون تخطي ساحة الدار.
اطرق عيسى وهو يفكر ثم قال:
- ربنا يهونها علينا كلنا يا امي..كل اهل المخيم نفس حالنا,ولكن اما نتحمل واما ان نرحل,وطبعا نلبي طلب اليهود من جنود وشرطة ومستوطنين,ان نرحل ,فهل تظنين ان احدا سيرحل من هنا؟!
اجابت الام بسرعة:
- لا يمكن ان نرحل مرة اخرى..كل اهل المخيم مصممون ..نحن صامدون بوجودنا حقا..نحن شوكة في جنبهم..نحن الابطال..لا يوجد معنا سلاح,ولكن سلاحنا هو ايماننا بأن فلسطين ارض العرب مهما طال الاحتلال.وسنعمل على تحقيق ايماننا.
جلس عيسى يفكر بأمرين اثنين معا..البندقية..وسناء..كيف يحصل على بندقية ينتقم بها من هؤلاء المستوطنين.وسناء التي بدأ يميل اليها,كيف يدافع عنها..كيف يقف معها فلا تضعف امام مشاكل وضغوط الاسرائيليين؟انها شقيقة زميله ورفيقه في السجن فهل يتخلى عنها!
مرت الايام وعيسى يزور مع امه يوميا سناء واخوتها,يقف مع اخوتها في ساحة الدار بينما تدخل والدته الى الداحل تساعدها في الطبخ او الاعمال المنزلية او التطريز..كانت سناء فتاة جميلة,شعرها ضفيرة طويلة ترميها خلف ظهرها,عيناها عسليتان واسعتان..نحيلة الخصر,معتدلة القامة,تلبس ملابس متواضعة كسكان اهل المخيم,ولكنها نظيفة ومرتبة..كانت تصنع الشاي بالنعناع,تقف في ساحة الدار وتنادي على احيها الاصغر,لتعطيه ابريق الشاي مع الكاسات وكان عيسى عندما يتناول منها الشاي ينظر اليها..كانت سناء فتاة خجولة,ولكنها كانت تصنع اطيب شاي يشربه عيسى في حياته.
بعد عشرين يوما انتهى منع التجول وخرج سعيد وامه من السجن..وجاء كل الجيران وعيسى والمعلم خالد يهنئونهم بالخروج..وصنعت سناء اشهى شاي وقدمته وهي فرحة سعيدة.. وكان عيسى ايضا مسرورا برؤية سناء,والسعادة تفيض من وجهها حتى انه اقبل يسلم عليها يدا بيد فلم يدر حينها ان كان هناك الطف وارق من يدها في العالم كله!!
وما ان خرج المهنئون كلهم حتى جلس عيسى مع سعيد وخالد على انفراد يكملون ما انقطع من حديث في المرة الماضية..
قال سعيد,اخبروني ..هل حصلتم في غيابي على البندقية!!
قال المعلم خالد:
على مهلك يا سعيد..فلقد كنا اتفقنا ان نقابل الحارس الاسرائيلي في القدس لكن منع التجول المفروض على المخيم عطل علينا اللقاء.
قال سعيد بغضب:
ولما نقابل الحارس الاسرائيلي؟الا يمكن الحصول على البندقية دون ان نجلس معه ونحدثه ويحدثنا؟انا لا اطيق الحديث مع اي منهم بعد كل ما فعلوه بنا..؟
قال خالد بهدوء وحزم:
ما تقوله مفهوم,ولكن الضرورات تبيح المحظور..استعد غدا حتى نتجه الى القدس.
في اليوم التالي كان الشباب الثلاثة يركبون الحافلة المتجهة من المخيم الى القدس..مرت الحافلة امام المستوطنين الاسرائيليين حيث يعسكرون ويجلسون امام باب المخيم لارهاب اهله..واغمض سعيد عينيه لا يريد ان يراهم.ثم مرت الحافلة على مقبرة اهل المخيم في احد الجبال القريبة,وترحم الشباب على موتاهم..ثم مروا امام منطقة حرجية وكأنها منتزه عام قريب من مدينة بيت لحم,كان بعض اليهود يتمشون في المنتزه..وكأنه منتزه عشاق"لهؤلاء المستوطنين"حيث يسكنون قرب بيت لحم..وكأن الدار دارهم والارض ارضهم! ولما وصلت الحافلة الى القدس نزل المعلم خالد اولا ثم تبعه عيسى ثم سعيد..واتجهوا فورا الى المقهى الصغير.جلس الثلاثة دون حديث,وبعد لحظات قال خالد مشيرا الى العمارة المقابلة للمقهى:
العمارة تلك هي المعهد الديني..وها هو الحارس من سنشتري منه البندقية..تلك التي يحملها على ما اعتقد.
نظر سعيد وعيسى الى البندقية في يد الحارس وهوى قلبهما بين ضلعهما ,فهل حقا ستكون من نصيبهما؟!
كان الحارس شابا نحيلا,تبدو على وجهه صفرة غريبة تحاكي ضفرة الاموات,ويمشة متباطئا فيه به مرضا.وكان يلبس الملابس الرسمية..الكاكي المرقط ويضع زنارا عريضا على خصره, ويصوب بندقيته تجاه المارة ويده على الزناد وكأنه يقوم بدور تمثيلي في فيلم,ينظر الى ساعته كل لحظة وكأنه ينتظر احدا..
طلب المعلم خالد ثلاثة فناجين من القهوة(الامريكية)بالغة العبرية فهو يتقنها كأحد ابنائها!!
بينما ظل رفيقاه ساكنين لا ينبسان ببنت شفه..وكان خالد يتكلم العبرية كلما حضر النادل - صبي القهوة -حتى لا يشك احد بأمرهم.
بعد عشر دقائق تقريبا ازف موعد تبديل الحرس على مبنى المعهد,وحضر حارس اسرائيلي اخر فانسحب الاول واقبل على المقهى,واتجه فورا الى طاولة الشباب الثلاثة!! بدون كلام او سلام جلس الحارس الاسرائيلي على الطاولة وطلب فنجانا من القهوة الامريكية قال سعيد في نفسه:
لا سلام ولا كلام ولا تحيات..والله لولا انني سأحصل منه على البندقية لما رضيت ان اقعد يوما مع سارق ارضي وقاتل شعبي على طاولة واحدة اشرب معه فنجانا من القهوة.!
وقطع الصمت صوت خالد يتحدث بالعبرية:
- متى الاستلام والتسليم؟؟قال الحارس:
- الاستلام اولا..استلم الف دولار ثم اسلمكم البندقية.
- ونوعها؟!
- حسب ما تريد..عندي بنادق اسرائيلية الصنع(عوزي او جليل)او امريكية الصنع m-16 فما تريدون عندي؟
والتفت خالد الى رفيقيه يترجم لهما ويستطلع رأيهما قال سعيد:
- البندقية الامريكية..نعم فقد يكون افضل لي نفسيا ان احمل سلاحا امريكي الصنع من ان احمل اسرائيلي الصنع,انا لا اتحمل التعامل معهم بأي من صناعاتهم او انتاجاتهم فكيف سلاحهم؟!
ضحك عيسى ضحكة ميتة وقال:
- يا اخي سعيد ما الفرق بين امريكي واسرائيلي؟؟كله سلاح..وكله يستعمل ضدنا وضد اهلنا..ثم ان ليس هناك وقت شرح فلسفتك وشعورك النفسي,نحن في واد وانت في واد اخر!!
قال خالد للحارس بالعبرية:
- نفضل البندقية الامريكية(m 16 )ولكن المبلغ الف دولار كبير جدا..خمسمائة تكفي ..
قال خالد الملاحظة ولم يكن يتوقع ان يتراجع الحارس عن سعره ..ظن انه سيفاوضع ثم يصلان الى سعر وسط بين الالف والخمسمائة..ولكنه دهش عندما سمعه يقول بسرعة:
- اتفقنا..خمسمائة دولار مقابل البندقية..واللقاء في الشارع الرئيسي في الشيخ جراح,حيث يمتد بين القدس ورام الله..هل تعرفه؟
صمت خالد هنيهة وهو يقول لنفسه:
- هل اعرفه؟!الم امش فيه عشرات المرات مشيا على الاقدام ومئات المرات بالحافلة او السيارة؟الم تكن تلك ارضنا وبيوتنا؟!هل يظن الابله مدمن المخدرات انهم عند احتلاهم ارضنا وشوارعنا ننسى معالمها؟
قال الاسرائيلي:الا تعرفه؟
اجاب خالد بسرهة:
- اجل..اجل..اعرفه,بالطبع اعرفه وسأقابلك في اول الطريق-مقابل قلنديا سابقا..
- يوم السبت..الساعة الثالثة عصرا.النقود مقابل البندقية..
وقام الجميع من المقهى بإنتظار يوم السبت
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
قصة جميله
ابداع بكل معنى الكلمة
ننتظر التكملة ...
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
يا اختي انا بدي اسالك سؤال؟
هذه القصه انتي بتكتبها من خيالك ولا صارت حقيقه في المخيم وانتي بتضفيلها اشياء من خيالك وبتكتبيها بطريقتك الخاصه ؟؟؟؟؟؟؟؟
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
شكرا الك كتير
Trendo
على الرد الجميل:biggthump
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
يا اختي "بلدي فلسطين":)
هادي القصة من واقع الحياة في المخيم
يعني منع تجول واعتقال وسجن..الخ
كل هادي الاشياء واقعية
بس انه الشخصيات مش حقيقية اكيد,بس في كتير قصص حقيقية شبيهة بهادي القصة كتير بتصير في المخيم
بتمنى تكوني فهمت قصدي:biggthump
مشاركة: قصة عن الواقع الفلسطيني
ايوة فهمت قصدك وشكرا الك كثير هذه القصص الرائعه