في تحد واضح للسلطة وللمطالب الإسرائيلية، وقبل ثلاثة ايام فقط من بدء عملية الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة صعدت حركة المقاومة الاسلامية حماس الجمعة لهجتها حيث اكدت انها لن تسلم سلاح مقاتليها بعد الانسحاب معتبرة المطالبة بتفكيك جناحها العسكري جريمة.وقال محمود الزهار القيادي البارز في حماس خلال تخريج دفعة من اعضاء كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة في غزة بعد ان تلقوا تدريبات عسكرية متنوعة سيبقى هذا الجيش (القسام) يحمي الوطن حتى وان بقي شبر واحد من فلسطين سيبقى هذا السلاح بالايدي الطاهرة فوق الاسطح وخلف الجدران والاشجار يحافظ على الارض والانسان.وهذه المرة الاولى التي يشارك فيها علنا قادة سياسيون في حماس في نشاط لمسلحين من الجناح العسكري, حيث استخدمت الذخيرة الحية اثناء العروض العسكرية التي قدمها عناصر القسام .واضاف الزهار في كلمته وسط مقاطعته بهتافات الله اكبر ستبقى هذه الاجساد تدرب غيرها لتحول كل الشعب الفلسطيني الى مجاهدين حتى يتم تحرير كامل فلسطين من البحر الى النهر.وفي اشارة ضمنية لتصريحات مسؤولين في السلطة الفلسطينية قال القيادي البارز في حماس اي جريمة ترتكب بحق فلسطين عندما ياتي كائن من كان ليقول علينا ان نفكك هذه الاجسام (القسام).واضاف اي جريمة عندما ياتي كائن من كان ويقول سلاح واحد وهذا هو السلاح الوحيد وتابع في اشارة الى مسلحي القسام هذا السلاح الوحيد الذي سيدخل (مستعمرة) نتساريم وهو لا يشعر الا بالفخر والعزة.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد في خطاب امام لمجلس التشريعي الثلاثاء الماضي على سلطة واحد وسلاح شرعي واحد.وخلال حفل تخرج هذه المجموعة من القسام الذي اقيم في ساعة مبكرة من صباح الجمعة وحضره عشرات المواطنين وعدد من القادة الميدانيين للقسام سلم الزهار شهادات لعشرين من اعضاء القسام الذين اتموا تدريبات عسكرية، وقدم عناصر القسام خلال الحفل عروضا عسكرية باستخدام الذخيرة الحية.من جهته قال ابو معاذ الذي عرف على انه قائد كتائب القسام شمال قطاع غزة سنبقى كما نحن وسنزيد قوتنا، وتابع القيادي العسكري في حماس ان السلاح مقدس ومن المستحيل ان نتخلى عن سلاحنا حتى لو قتلنا جميعا.لن ندخل في اي اجهزة امنية لكنه اضاف لن نصطدم مع احد.ولاول مرة نظمت كتائب القسام في شمال قطاع غزة منتصف الليلة الماضية جولة ميدانية لبعض الصحافيين استمرت حوالي ساعتين الى مواقع تستخدم للتدريبات العسكرية لعناصرها ومواقع المرابطين الذين يتولون عمليات الحراسة في بعض المناطق.وتضمنت التدريبات العسكرية القفز عن اطارات سيارات مشتعلة بالنيران وطرق اقتحام مستعمرة اضافة الى الاشتباكات المسلحة.وتاتي العروض العسكرية لعناصر القسام قبل ايام من بدء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة المفترض الاثنين القادم بينما تستعد قوات الشرطة والامن الفلسطينية للانتشار الاحد القادم في محيط المستعمرات التي سيتم اخلاؤها.ومن المقرر ان يبدا اخلاء المستعمرين من ثلاثة مستعمرات في المرحلة الاولى هي نتساريم (جنوب مدينة غزة) وكفار دروم (وسط القطاع) وموراج (جنوب). وقال الزهار الاحتلال سيندحر من ارضنا وستكون الاحتفلات بكل الالوان والوسائل.. نحن لا ننتظر من احد اذنا (في اشارة ضمنية الى السلطة الفلسطينية) سنحتفل باللحظة المناسبة وبالطريقة المناسبة طالما ياتي في اطار محاظتنا على ارضنا.وبعد ان حث العناصر المسلحة لمواصلة حملة امانة الحفاظ على الوطن كشف الزهار ان هؤلاء قدموا نموذج معركة حقيقية بالاسلحة الحية بتدريبات وقدرات ووسائل متعددة من اختراق ونسف البيوت وقذائف الار بي جي والاسلحة الشخصية.واردف هذا النموذج الذي ادى لازاحة الاحتلال وليس سلاح السكارى والذين يحتفلون بالسلاح في الشوارع، واضاف هذه الصفوة نموذج لكتائب القسام التي لا تهزم ..ارجو الا يذوق باس هؤلاء (القسام) غير يهود.وضمت الدفعة التي جرى تخريجها عشرين من عناصر القسام قال الزهار انهم صنعوا معركة بكل الوسائل المقاومة وعلموا العدو كيف تكون الحرب. وقال الزهار بينما تبعد مستعمرة نتساريم اقل من الف وخمسمائة متر تقريبا عن موقع الحفل في حي الصبرة بغزة ان هذه الارض التي حررتموها لن نسمح لاي لص يمد يده على شبر منها واذا مدت ستبترها كتائب القسام..كل فلسطين امانة لن نحيد عن تحريرها كامل التحرير وسنحارب الفساد.من جانبه أثار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الجمعة احتمال ان تزيل اسرائيل في نهاية الامر مزيدا من المستعمرات بالاراضي المحتلة بعدما تخلي الجيوب الاستيطانية في غزة وجيبا في الضفة الغربية خلال الاسابيع القادمة.وفي مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت اكد شارون ان خطته لفك الارتباط من الصراع مع الفلسطينيين تهدف لتعزيز قبضة اسرائيل على الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية والتي تعتزم الاحتفاظ بها تحت اي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.لكن لدى سؤال شارون عن مصير بعض من المستعمرات الاكثر عزلة في الضفة الغربية رد قائلا لن يبقى كل شيء. ستثار هذه المسألة اثناء المرحلة الاخيرة من المفاوضات مع الفلسطينيين.وقبل خمسة ايام من بدء اجلاء مستعمرى غزة فلم يتضح بعد ما اذا كانت تصريحات شارون تعني تخفيفا لموقفه بشأن مزيد من عمليات الانسحاب.وفي مواجهة معارضة يمينية عنيفة لخطته للانسحاب اكد شارون مؤخرا انه لا يعتزم ازالة اي مستعمرات اخرى غير المستعمرات الاحدى والعشرين في غزة واربع من 120 مستعمرة في الضفة الغربية من المقرر بالفعل اخلاؤها.لكن مصدرا مقربا من شارون قال انه لم يستبعد مطلقا ان اسرائيل سيكون عليها ان تتخلى في نهاية الامر عن بعض الاشياء.. لكن في المستقبل البعيد حين يتحقق السلام الكامل والامن.وتنظر الولايات المتحدة الى الانسحاب على أنه نقطة انطلاق محتملة لاستئناف محادثات السلام.لكن شارون اوضح انه لا يتوقع محادثات حول الوضع النهائي مع الفلسطينيين في المستقبل القريب قائلا انه يتوقع نزع سلاح جماعات النشطين اولا. ويخشى الفلسطينيون ان يكون الانسحاب من غزة خدعة من اجل الاحتفاظ بمساحات من الضفة الغربية ومنعهم من اقامة دولة قادرة على الاستمرار.ويقول بعض المحللين السياسيين ان شارون يقدم على امر لا سابق له بالتخلي عن مستعمرات على ارض يريدها الفلسطينيون لاقامة دولة وان ذلك يمكن ان يجلب ضغطا دوليا من اجل مزيد من عمليات الانسحاب.وقال ايضا شارون الذي يراه المستوطنون الان خائنا بعدما كان بطلهم انه غير نادم بشأن خطته للانسحاب رغم الانقسامات الحادة التي تشهدها الدولة اليهودية.ونشرت تصريحات شارون بعد يوم من احتشاد 150 الفا من اليمينيين في تل ابيب في اضخم مظاهرة للاسرائيليين الساعين الى عرقلة الانسحاب المقرر ان يبدأ يوم الاربعاء.ولم تنجح أشهر من المظاهرات واغلاق الطرق واعمال تخريب في منع خطة شارون من تخطي العقبات السياسية والقانونية التي وضعت في طريقها.وقال شارون أنا غير نادم. حتى لو علمت من قبل بحجم المقاومة (اليهودية) لكنت فعلت نفس الشيء.وتظهر استطلاعات الرأي ان اغلبية الاسرائيليين يؤيدون الانسحاب من غزة حيث يعيش 8500 مستوطن وسط 1.4 مليون فلسطيني لكن معارضين يقولون ان الخطة تعتبر خيانة لحقوق توراتية لليهود وتكافيء انتفاضة فلسطينية.وقال مجلس المستعمرات اليهودية (ييشع) الذي نظم مظاهرة تل ابيب امس ان عشرات الالوف من اتباعه سيتفرقون في مجموعات صغيرة لمحاولة التسلل الى الكتلة الاستيطانية الرئيسية في غزة لعرقلة قوات الامن.ومن المقرر ان تعلن الشرطة الاسرائيلية حالة التأهب القصوى ابتداء من يوم الاحد وأن تعزز حواجز الطرق خارج غزة لرد المحتجين.وفي حين تجمع فلسطينيون على شواطيء غزة لاحتفال يلوحون فيه بالاعلام بمناسبة الانسحاب الاسرائيلي الوشيك تستعد السلطة الفلسطينية لنشر قوات امن قرب المستعمرات يوم الاحد لضرب طوق امني وقائي حولها لمنع اي هجمات محتملة من جانب النشطين.ويواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحديا من نشطاء حماس الذين قالوا يوم الجمعة انهم لن يلقوا السلاح كي يمكنهم مواصلة قتالهم لاسرائيل.وتريد الفصائل المسلحة التي تقود انتفاضة مستمرة منذ نحو خمسة اعوام ان تنسب لنفسها الفضل.وتعهدت اسرائيل بأن ترد بقوة اذا انتهك النشطاء اثناء اخلاء المستعمرات او بعده وقفا لاطلاق النار بدأ منذ ستة اشهر.
