"ستريب تيز" أمريكي على الركح العربي..

لم تعد الحكومة الامريكية و اذرعها الخبيثة التي تعبث بمصير الشعوب تحسب حسابا للانظمة العميلة التي نصبتها قبل عقود لحكم دول عربية ، فهي اليوم وبعد ان تأكدت ان هذه الانظمة لم تعد تصلح للمرحلة الجديدة من هيمنتها على العالم نجدها تعلن على الملأ و من عواصم هذه الدول نفسها انها بصدد تغيير هذه الانظمة لأنها لم تعد صالحة للخدمة بل انها تتمادى و تعلن انها ستدعم احزاباً و تنظيمات اهلية انشأتها هي بمعرفتها لتطيح بهذه الحكومات الصورية لتنَصب بدلا منها حكومات جديدة تستجيب للتوجيهات الامريكية الجديدة بوتيرة اسرع .

هذا ما صرح به مدير المعونة الامريكية على مستوى العالم (اندرو ناتسيوس) من العاصمة الاردنية عمان في 13 يوليو الماضي حيث قال حول الحكومة المصرية -التي ظلت و منذ وصول السادات الى السلطة و حتى اليوم خادما مطيعا لسياسات واشنطن و تل ابيب – انها حكومة تصريحات "حنجورية" و لن تستطيع بعد الآن شل يد المعونة الامريكية المباشرة للاحزاب و الجماعات و النقابات التي تستجيب للافكار الامريكية حول الديمقراطية كما حدث في جورجيا و اوكرانيا و قرقيزيا .. ويضيف اندرو ناتسيوس و من عمان ان دعم الجماعات الديمقراطية في العالم العربي بدأت تؤتي ثمارها حتى في مصر التي اصبحت المعونة الامريكية فيها طليقة الايدي من اي رقابة حكومية.

و قال اننا نجحنا الآن في سحب شرط الموافقة الحكومية التي لن تستطيع منعنا منذ الأن من ايصال اي دعم مادي للجماعات و الافراد الذين يؤمنون بافكارنا.

ويتبجح "ناتسيوس" بما أنجزته المعونة الأمريكية من مكاسب في العراق و افغانستان ولبنان و يقول ان الدور الآن على مصر..



جدير بنا هنا ان نستعرض هذه الإنجازات التي يتحدث عنها السيد ناتسيوس من افغانستان شرقا الى لبنان غربا.. وهي معروفة و مكشوفة للعالم الذي نحن جزء منه و نشاهد كل يوم عبر القنوات الفضائية العالمية فصولا من هذه الانجازات المخضبة بالدم و الاشلاء و الدمار في هذه الدول الثلاث..

مع شروق شمس كل يوم ومنذ ان وطأت اقدام القوات الامريكية القذرة ارض العراق تحمل لنا القنوات الفضائية الامريكية إنجازات حكومتها في بغداد وفي كل انحاء العراق والتي تبنى بجماجم و اشلاء اطفال و شيوخ ونساء وشباب العراق الابرياء .. في افغانستان لا يمر يوم إلا و تتسرب للعالم انباء القتل و التفجير والتدمير التي تمارسها قوات امريكا و حلفاؤها في هذا البلد الفقير المتخلف ..هذه هي ديمقراطية بوش التي بشر بها الشعب الافغاني..اما في لبنان الذي نجح بعد سنوات من الفتن و بفضل جهود اشقائه في الخروج من دائرة الحرب الجهنمية وإعادة التعايش السلمي بين طوائفه ، نراه اليوم وبعد ان نجحت اذرع الارهاب و التآمر الغربية المتسربلة بمسوح الديمقراطية ان تعيده الى دائرة الفتنة بقتل رموز مهمة من قياداته لتكون فتيل التفجير للحرب الاهلية المقبلة في هذا البلد الذي حقق في اقل من عقدين قفزة تجاوزت آلام الحرب الاهلية و اعادت التلاحم بين ابنائه .. هذا ما تبشر به امريكا في مصر اليوم والتي ان سار الامر كما تشتهي واشنطن ستسيل فيها انهارا من الدماء التي ستروي شجرة الدميقراطية الامريكية التي لا تعيش إلا على الدماء و الاشلاء ..

وهاهو ناتسيوس يحمل الجزرة الامريكية الشهية التي يسيل لها لعاب الضعفاء من هذه الامة في يد ويحمل مسدس الفتنة في اليد الاخرى ليطلق شرارة الفتن في منطقتنا.. اليس ما يعلنه ناتسيوس من عمان بكل تبجح و استهزاء هو ستريب تيز امريكي على الركح العربي من عمان !؟.



ريماالمنصوري