لغز القمة العربية الطارئة

مما لاشك فيه أن تفجيرات شرم الشيخ أحرجت الرئيس المصري كثيرا أمام الرأي العام الداخلي والخارجي على حد سواء ، خاصة وأن هذه التفجيرات جاءت قبيل إعلان الرئيس حسنى مبارك ترشيح نفسه لفترة رئاسية خامسة وهو ما أثار استنكارا كبيرا من الأوساط السياسية داخل مصر ، واعتبرته بعض الأوساط الأخرى تراجعا خطيرا في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية والدولية تقدما في اتجاه مزيد من الحرية والديمقراطية ، وتداعيات هذا الأمر في بلد يعيش احتقانا سياسيا حادا إلى جانب ما نتج عن أحداث طابا وشرم الشيخ من إفرازات دفعت بالرئيس المصري للبحث عن مخرج له بتنظيم حدث كبير في مصر يسمح له بإعادة ترتيب الوضع الداخلي لصالحه في وقت هو مقبل فيه على انتخابات ليكون هذا الحدث بمثابة الدعاية الإنتخابية لمشروعه السياسي الذي قال عنه بأنه لم يكتمل بعد .

من هنا جاءت فكرة الدعوة لعقد قمة عربية استثنائية في شرم الشيخ يكون هدفها غير المعلن استثنائيا وهو إقحام القادة والرؤساء العرب في برنامج انتخابات الرئاسة المصرية .. فغاية مبارك بررت له وسيلته فلا بأس من قفزة على بعض القواعد والأعراف الدبلوماسية المعمول بها في مثل هذه الحالات في سبيل أن تضمن هذه القفزات البقاء في سُدّة الحكم فترة رئاسية أخرى .

وإلى جانب أن حسنى مبارك تجاهل أجندة القادة العرب بدعوته إلى قمة طارئة دون التشاور معهم ، فقد تجاهل حق الجزائر والأمين العام للجامعة العربية في الدعوة إلى مثل هذه القمة باعتبار أن الجزائر هى رئيسة الدورة الحالية ومن غير اللائق أن يحدد المصريون تاريخ ومكان انعقادها ، ومن حق الجزائر في هذه الحالة أن لا تنظر بعين الرضى لعقد قمة استثنائية بدون أجندة واضحة تدرج فيها أهم القضايا العربية المعنية بالنقاش ، فقد كان واضحا بأن موعد القمة موجه للاستهلاك السياسي وإلا لما جاءت هذه الدعوة بعد أحداث شرم الشيخ .

كما أنه من الممكن جدا أن الرئيس مبارك سعى لتصدير أزمته السياسية التى يعيشها فى مصر إلى الخارج وتحويل الأضواء المسلطة عليه باختلاق أزمة سياسية يكون موضوعها على قدر كبير من الأهمية فأختار أن يكون هذا الموضوع القمة العربية ، وأن تكون البلد هى الجزائر خاصة وأن العلاقات بين البلدين قد شهدت نوعا من الجمود خلال الأشهر الماضية كانت سببها خلافات في قمة الجزائر حول تداول منصب الأمين العام وكذلك تصريحات كان قد أدلى بها مبارك لصحيفة إيطالية في مارس الماضي حول الإصلاحات في الجزائر .

ومهما كانت الدوافع والأسباب من وراء الدعوة لعقد هذه القمة فإن من حق الجزائر أن تضع أكثر من علامة استفهام أمام هذا الموضوع وبالتالى فإن مصر وبتصرفها هذا وضعت نفسها في قفص الإتهام ، وإنها بذلك غلبت مصالحها الداخلية على المصالح القومية ، وأرادت لهذه القمة أن تكون بمثابة / حصان طروادة / وهو ما لا يليق ببقية الدول العربية الموافقة والمعارضة على عقد القمة على حد سواء .

طيب هل من الممكن يكون السبب إعلان السلام مع إسرائيل في حال الإنسحاب من غزه و لكنهم أجلوه لشهر عشره حتى تكون إسرائيل إنسحبت و في هذه الحال يعلنوا السلام

حقيقةً الرئيس المصري وقع بين فكي كماشة الإرهاب من جهة والرأي العام المصري من جهة أخرى ولكن كعادة العرب سيتغلب على هذه المشكلة بنتيجة ترضي جميع طوائف المجتمع المصري وهي فوزه بالإنتخابات بنسبة 100%

:D