مشروع لن يكتب له النجاح

سياسة الفك والتركيب وإعادة هيكلة النظام العالمي التى تنتهجها الإدارة الأمريكية بتوجيه من مراكز أبحاثها الإستراتيجية وبما يتوافق والرؤية المتطرفة لليمين الأمريكي الجديد هو اختراق واضح للثوابت والقيم الدولية وتعد صارخ على الحريات الأساسية للشعوب يعبر بوضوح على الرغبة اليمينية الأمريكية في الهيمنة على مقدرات العالم وملء مناطق الفراغ السياسى والأمنى للمحافظة على مصالحها وامتيازاتها الإقتصادية المنتشرة لاسيما بعد اختلال التوازن الدولي إثر انهيار المنظومة السوفييتية التى كانت تشكل الرادع الإستراتيجي للحد من الأطماع الغربية الأمريكية في العالم وخلو الساحة من منافس قوى على مناطق النفوذ التقليدية .

إن أمريكا بالرغم من تسترها وراء قناع الديمقراطية وحقوق الإنسان لتنفيذ مخططاتها غير المنظورة هى نسخة متطورة للاستعمار القديم وان اختلفت الأساليب حيث لم يعد أسلوب الغزو المباشر والاحتلال الصريح وسيلة ناجعة لتحقيق المآرب والأهداف ليقظة الشعوب ووعيها ونبذها للغريب على أرضها ، فكان لابد من اللجوء إلى أساليب الخداع والشعارات البراقة والفضفاضة للوصول إلى الأهداف غير المعلنة حتى وإن تطلب الأمر المتاجرة بالقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية ، لذا فإن المشروع الأمريكى الجديد وبالرغم من الطريقة المحكمة التى نسجت بها خيوطه لن يكتب له النجاح لا على المدى القصير ولا البعيد وما تتعرض له القوات الأمريكية في العراق و أفغانستان خير دليل يؤكد ما نقول ويثبت أن الشعوب بقدر حاجتها إلى لقمة العيش ومعاناتها في الحصول على قوتها لن تتنازل عن كرامتها وحريتها ، فالحرية والكرامة والعزة هى ثوابت خلقية وفطرية في الإنسان مهما كانت قسوة الطبيعة وشظف العيش .

وبذلك على الإدارة الأمريكية أن تعى الدرس وتبحث لها عن مخرج يجمل صورتها أمام العالم ، وعلى الساسة الأمريكيين أن يعلموا أن أمريكا هى جزء من هذا العالم تؤثر وتتأثر بما يدور على ساحته وأن يتجاوزوا منطق الأقوى لتأمين حياة المواطن الأمريكي العادي الذي صار سجين حدود الولايات الأمريكية .



alhdar

موضوع سياسي