دوري الامارات:الشوط الاول للاعبين..والثاني للمدربين

السلام عليكم

"مقولة شائعة في كرة القدم فرضت نفسها على أحداث الجولة الأولى لدوري الإمارات ···الدوري الأفضل عربيا وآسيويا والذي يحتل الرقم 16 عالمياً وفقا لتصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء الموسم الماضي ،ففي الشوط الثاني عادة ماتكون مساحة الرؤية أفضل للمدرب بعدما يشاهد أخطاء فريقه وثغرات خصمه في الشوط الأول وبالتالي يكون التغيير في الشوط الثاني سواء من الناحية التكتيكية أو إدخال أوراق جديدة لتطوير الأداء وحسم الموقعة فالمدرب لايتوقف عن المحاولة ولايفقد الأمل طوال التسعين دقيقة، وكم من مباراة شهيرة في تاريخ كرة القدم شهدت انقلابا في الشوط الثاني وأكدت على براعة المدربين آخرها نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تقدم ميلان بثلاثة أهداف في الشوط الأول وفي النهاية فاز ليفربول باللقب ،وأشهر الانقلابات عام 1999 حول مانشيستر يونايتد تأخره بهدف أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا إلى فوز في الدقيقتين 88 و91 ليخطف الكأس ·

الوحدة بنصف قوته احتل القمة مبكرا ··والعين يبحث عن اللمسة الأخيرة
دفاع النصر المسلح يخطف الإعجاب بعشرة لاعبين في 88 دقيقة
ثغرة الجزيرة وذكاء فيرجوسين واكتشاف هداف جديد
الأجانب الجدد وقعوا شهادة ميلادهم ··والقدامى صاموا عن التهديف

وعندما نعود للمشهد الأول من دورينا في موسم 2005-2006 سنجد أن الإثارة كلها اختزنت للشوط الثاني الذي شهد تسجيل 18 من بين 24 هدفا أحرزت في المباريات الست التي أقيمت في جولة 31 أغسطس والأول من سبتمبر حيث ظهرت بصمات المدربين ونجحوا في تغيير النتيجة، بعضهم خرج بالنقاط الثلاث والبعض الآخر اكتفى بنقطة واحدة ،وهناك من اكتفى بتقليص الفارق ولم تنته أي مباراة بنتيجة الشوط الأول وذلك لأن الأوراق في الجولة الأولى لم تكن واضحة فكل فريق جدد صفوفه بلاعبين أجانب ومواطنين وهناك أيضا أربعة مدربين جدد يقودون أنديتهم في أول مباراة رسمية مثل إدوار جايير (النصر) ،وهنري اسطنبولي (الشارقة) وويلي رايمون (الشعب)وكلاوس (بني ياس) ·
فالوحدة حامل اللقب ووصيف الكأس تأخر بهدف خارج ملعبه أمام الإمارات في الشوط الأول وعاد في الشوط الثاني ليرد بطريقته التي اعتدنا عليها في الموسم الماضي ويمطر مرمى عبد الله حسن بأربعة أهداف ليجلس على القمة من أول جولة ·
أما العين بطل الكأس ووصيف الدوري فمازال يبحث عن طريق الشباك بعد تجديد خط هجومه بالكامل برحيل سانجو واديلسون وانضمام انوكاشي وتيجادا وحقق فوزا صعبا على النصر الذي لعب بعشرة لاعبين 88 دقيقة كاملة بهدف من ركلة جزاء قبل النهاية ب15 دقيقة ·
بينما كان الجزيرة على موعد مع الشوط الثاني في عودة مثيرة وهو يلعب خارج ملعبه مع الشعب ونجح سيف فيرجوسين المدرب الهولندي في تحويل تأخر الفريق بهدفين في الشوط الأول إلى تعادل 3-3 ·
ونفس الشيء حدث مع دبا الحصن الذي تأخر بهدف خارج ملعبه أمام بني ياس في الشوط الأول وفي النهاية خرج متعادلا 2-2 ·
وكاد كل من الشباب والوصل أن يحدثا انقلابا في الشوط الثاني أيضا عندما تأخر بهدف على ملعبهما أمام الأهلي والشارقة إلا أن الوقت لم يساعدهما في الشوط الثاني فاكتفيا بتحسين النتيجة وخرج الوصل خاسرا 2-3 بعد أن كانت النتيجة 3- صفر للشارقة حتى قبل 9 دقائق من نهاية المباراة ،بينما لم تكتمل فرحة الشباب بتسجيل التعادل أمام الأهلي في الشوط الثاني لأن بدر ياقوت أحرز هدف الفوز بعد دقيقتين فقط ·
غيـــــــــــاب النجـــــــــــــــــوم
وعلى أية حال غاب الاستقرار في الأداء خلال الجولة الأولى ولم نر فريقا يؤدي بنفس المستوى في الشوطين و لم يعط الشوط الأول الانطباع الأخير عن كل فريق، بل ولا المباراة الأولى يمكن أن ترسم صورة نهائية لأن معظم الفرق لعبت بنصف قوتها في ظل غياب عدد كبير من نجومها مابين إصابات وإيقافات مثل الوحدة الذي غاب عنه إسماعيل مطر وعبدالله سالم وفهد مسعود والحارس رمضان مال الله و هؤلاء يشكلون العمود الفقري للفريق وتأثيرهم كبير ورغم ذلك خرج الفريق فائزا بالأربعة وخارج ملعبه وهو مايعني أن الفريق يملك مقعد بدلاء قادرين على سد الفراغ الذي تركه هؤلاء ويحقق النقاط الثلاث تحت أي ظرف وربما هذا ماكشفت عنه المباراة الأولى ··كشفت عن قوة الفرق التي تسعى للمنافسة في ظل غياب أبرز نجومها لأن المنافسة تحتاج إلى نفس طويل وبدلاء بنفس قوة الأساسيين·
أما الجزيرة فلعب بنصف قوته لعب بدون محمد سالم العنزي ومحمد عمر وصالح عبيد وعادل نصيب بحارس جديد بعد اعتزال سعيد جمعة وجلوس علي خصيف على مقاعد البدلاء ،بينما لعب العين بدون سلطان راشد وفيصل علي للإصابة وبقاء وليد سالم وفهد علي على مقاعد البدلاء بعد عودتهما من الإصابة ،ولعب الأهلي بدون هدافه الأول الخطير فيصل خليل للإصابة أيضا وغاب معه حسن علي إبراهيم ،ولم يشارك الجزائري الرائع كريم كركار مع الإمارات أمام الوحدة ،وغاب البرازيلي جيرالدو عن الشوط الأول مع الشباب أمام الأهلي ·
ومن المؤكد أن كل هؤلاء النجوم لهم تأثير كبير بجانب الأجانب الذين رحلوا في نهاية الموسم الماضي أمثال ابو بكر سانجو من العين إلى كايزر سلاوتيرن وعلي كريمي من الأهلي إلى بايرن ميونخ واحتراف راشد عبد الرحمن ومحمد سرور في سويسرا ·
تبديلات مـــــــــــــؤثرة
ووسط كل هذه الظروف ظهرت بصمات المدربين سواء بتغير إستراتيجيات الأداء التي تعتمد بشكل أساسي على هؤلاء النجوم أو بالاعتماد على الوجوه الجديدة التي لم تنقصها خبرة الدوري فشاهدنا أكثر من وجه جديد في الأسبوع الأول من الجزيرة أحمد مسلم لاعب الوسط الأيسر والمهاجم عبد الله قاسم والحارس عبد الناصر عبد الله ،ومن الوحدة شاهدنا حسن أمين الذي لعب في مركز ظهير الوسط الأيسر الذي كان يشغله حيدر ألو علي الذي وضعه المدرب خلف رأسي الحربة كلاعب وسط مهاجم بدلا من إسماعيل مطر ·
وشاهدنا في صفوف الأهلي المهاجم عمر عبد الرحمن الذي أحرز الهدف الأول لفريقه بينما قدم الشباب أكثر من وجه جديد في الدفاع وليد عباس وفي الوسط إبراهيم عيد ، بينما في الوصل شاهدنا عادل محمد لاعب الوسط الذي لعب بدلا من طلال فهد في الشوط الثاني ·
ولعبت تبديلات المدربين دورا مؤثرا في تغيير نتائج حيث أحرز البدلاء ستة أهداف منها هدفين لصالح المنهالي العائد للتألق من جديد فهو خلال استطاع خلال 35 دقيقة لعبها أحرز هدفين وصنع هدفا وقاد فريقه للفوز 4-1 ،بينما لعب النيجيري الجديد أوجبيشي في الشوط الثاني وأحرز هدفين للجزيرة كما أحرز حسين سهيل الذي لعب أيضا في الشوط الثاني هدفا وإذا كانت تغييرات هولمان وفيرجوسين قادت الوحدة والجزيرة للفوز والتعادل فإن تغييرات جمال حاجي نجحت في خلق عدة فرص وتعادل البديل عيسى محمد قبل 16 دقيقة من النهاية إلا أن الأهلي عاد وأحرز هدف الفوز الثاني وأضاع جيرالدو وسالم سعد ومانجا كل المحاولات للتعادل ·
الأجــــــــــــــانب الجدد
ورغم أن الجولة الأولى لايمكن أن ترسم صورة كاملة عن قدرات اللاعبين الأجانب نظرا لاختلاف الأجواء عن البلدان التي كانوا يلعبون فيها وحاجتهم لمزيد من الوقت للانسجام والتجانس مع أنديتهم إلا أن الظهور الأول لمعظم الأجانب ترك انطباعا جيدا حيث أحرز النيجيري أوجبيشي هدفين للجزيرة في 45 دقيقة كما أحرز ماركوس مهاجم دبا الحصن هدفين في مرمى بني وخطف الأنظار بتحركاته داخل منطقة الجزاء ولمساته للكرة وقيادته للفريق لتغيير النتيجة ،واستحق المهاجم الأرجنتيني للشعب أدريان فيرنانديزالإعجاب بعد أن أحرز هدفا وصنع الآخر وسحبه المدرب في الشوط الثاني فرجحت كفة الجزيرة ونجح في التعادل
أما البرازيلي فابيو جونيور مهاجم روما السابق والوحدة الحالي الذي حل محل الإيفواري توني فقد كتب شهادة ميلاده كأحد أفراد ترسانته الهجوم العنابية وأحرز هدفا وتحرك كثيرا وخلق مساحات لمترو والمنهالي ومازال لديه الكثير ، وفي المقابل أحرزالبنمي لويس تيجادا مهاجم العين الجديد هدف الفوز للعين من ركلة جزاء ·
أما البرازيلي الكسندر اوليفيرا لاعب الوصل فقد أحرز أجمل أهداف الجولة الأولى وأثبت أنه يملك مهارات فنية عالية ولكن سوء حالة فريقه بشكل عام انعكست على أدائه·
وإذا كان جولي لاعب النصر ميلان قد ظهر بشكل جيد رغم انه لم يحرز لتراجعه للوسط بعد طرد الحارس محمد غلوم إلا ان تحركاته ولمساته وتمريراته رجحت كفة الفريق في كثير من المواقف في وسط الملعب أثناء المباراة ولكن أوسكار الكولومبي لاعب بني ياس لم يكن مؤثرا وأضاع ركلة جزاء وأيضا الأرجنتيني فرناندو مهاجم الأهلي والسنغالي مانجا مهاجم الشباب وربما المباريات المقبلة ستقدم لنا الوجه الحقيقي لكل لاعب عندما يشارك في أكبر عدد من المباريات وتكتمل صفوف كل فريق ويزداد الانسجام مع زملائه ·
والمفاجأة في الأسبوع الأول أن هدافي الدوري الموسم الماضي فالدير النصر واندرسون الشارقة و متروفيتش الوحدة لم يسجلا أية أهداف وأضاعا أكثر من فرصة للتسجيل ولكن رائحة الخطورة كانت تفوح من تحركاتهما وشاهدنا فالدير وهو يلعب في خط هجوم النصر بمفرده أمام العين يخلق أكثر من فرصة للتسجيل ولكن براعة الحارس معتز عبد الله أحبطت كل المحاولات · وفرض اللاعبون المواطنون وجودهم في أول مباراة وتألق عبد العزيز العنبري وأحرز هدفا وصنع هدفا آخر وكذلك صالح المنهالي أحرز هدفين ومعتز عبد الله حارس العين ·
أما العين فقد صنع مع النصر مباراة الأسبوع وهي بالفعل الأقوى والأجمل رغم أننا لم نشاهد سوى هدف واحد فقط من ركلة جزاء ·
فالعين الذي احتفظ بصدارة ترتيب أفضل الأندية الآسيوية في تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء الذي صدر أمس الأول وذلك للشهر الثالث على التوالي خاض على ملعبه اختبارا صعبا وخرج فائزا بنقاط المباراة الثلاث ورغم ذلك خرج ماتشالا غير راض عن الأداء ·
فالنصر لعب 88 دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد الحارس محمد علي غلوم في الدقيقة الثانية لأنه لمس الكرة بيده خارج منطقة الجزاء ،هذا الطرد المبكر من شأنه أن يربك حسابات أى فريق ولذلك توقع الجميع ان يحول العين المباراة إلى حفلة أهداف خاصة وأن العين الموسم الماضي في الدور الثاني وعلى نفس الملعب فاز على النصر وبتسعة لاعبين 2-1 ·
ولكن الأمر لم يكن بالسهولة التي توقعها البعض لأن النصر لعب بتنظيم دفاعي أكثر من رائع وتراجع لمسافة 30 ياردة أمام مرماه وأغلق كل الطرق واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة لفالدير رأس الحربة الوحيد الذي يعاونه من وسط الملعب كل من جولي ودرويش أحمد ،وكاد فالدير أن يحرزثلاثة أهداف من انفرادات صريحة إلا ان معتز عبد الله تألق وكان نجم الفريق ·
فالعين بعد الطرد لعب بتسرع وافتقد الهجوم إلى التركيز وأحكم دفاع النصر السيطرة على المهاجمين الثلاثة تيجادا وانوكاشي وناصر خميس الذي لعب بدلا من جمعة خاطر في الدقيقة 33 من الشوط الأول عندما اكتشف ماتشالا بعد 31 دقيقة أنه يضع ثلاثة مدافعين وهم حميد فاخر وعلي مسري وجمعة خاطر على مهاجم واحد وهو فالدير ولذلك اتخذ هذا القرار لتدعيم الهجوم بعد انتظار نصف الساعة وغير طريقة اللعب إلى 4-3-3 ولكن سيطرة العين لم تترجم إلى أهداف نظرا لتقارب دفاع النصر مع الوسط فكنا نشاهد 8 لاعبين في الثلث الدفاعي الأخير يقاتلون ببراعة على كل كرة وأجبروا ثلاثي هجوم العين على اللعب معظم الوقت خارج منطقة الجزاء بل كانوا الأسرع في الوصول إلى الكرة داخل منطقة الجزاء خاصة في الكرات العرضية التي أرسلها الوهيبي من اليمين وشهاب أحمد من اليسار وشاهدنا أكثر من كرة عرضية لم تجد من يتابعها وصمد النصر بطريقة بطولية حتى الربع ساعة الأخير عندما مر شهاب أحمد أحد نجوم العين مع معتز عبدالله من الجانب الأيسر فعرقلة كاظم علي داخل منطقة الجزاء لم يتردد الحكم علي حمد في احتسابها ركلة جزاء أحرز منها لويس تيجادا هدف المباراة الوحيد ·
بالفعل كانت المباراة الأجمل والأقوى هذا الأسبوع ورغم أن النصر لعب بعشرة لاعبين من البداية إلا أننا لم نشعر بذلك بل كانت فرص النصر أكثر خطورة خاصة في الشوط الأول وسبب فالدير إزعاجا كبيرا لحميد فاخر ومسري ·
وعلى اية حال الأهم من النقاط الثلاثة التي وضعها العين في رصيده أنه خاض اختبارا رسميا قويا قد يكون مع مباراة الأسبوع المقبل أمام الجزيرة بمثابة احتكاك لزيادة التجانس بين أفراد الفريق خاصة مع الأجانب مما يساعد على تهيئة العين للمواجهة الأهم أمام باس الأيراني يوم 14 سبتمبر المقبل في ربع نهائي دوري أبطال آسيا بالقطارة والمطلوب في تلك المباراة اللمسة الأخيرة أمام المرمى واستثمار الفرص بشكل جيد قبل مباراة العودة في إيران · وجاءت نتائج البداية منطقية إلى حد كبير وتذكرني بالمواسم السابقة وإذا استمر الأداء بنفس المستوى ولم تكشف الفرق التي تحلم بالمنافسة عن وجهها الحقيقي في الجولات المقبلة فلا أعتقد أننا سنشاهد سيناريو مختلفا عن المواسم السبعة الأخيرة ."

المصدر