السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين...ونصلي ونسلم على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
الصداقة...
إحدى الصفحات المهمة في كتاب حياتنا...وممكن بفضلها يتميز ويحسن كتابك....وممكن بفسادهايضيع كتابك ويتراكم عليه الغبار التراب..ويصبح لا أهمية له بالنسبة للمكتبة التي هي مجتمعنا الواسع بل وفي بعض الأحيان يضر بمكانة المكتبة....
هذا تشبيه للصداقة ....وهذا ما يحدثني به نفسي نحوها فلم أشئ أن أكتب كلامناً مفخماً وغامضاً فأحببت أن أشبها بشئ ما ..حتى يصل لكم ما يدور في نفسي...والصداقة في حد ذاتها سلاح ذو حدين الحد الأول منه قد ينفعك ويرشدك إلى طريق نجاحك في الدنيا ونجاتك في الأخرة....والحد الأخرقد يفسدك ويجرك إلى طريق الفشل ويضللك عن طريقك...بحيث تصبح ضائع في مكان مجهول في زمن غير معلوم
ماذا يعني لك الصديق...؟؟
هل هو شخص تتنزه معه ؟؟؟....أم أنه زميل لك في الدراسة..؟؟أما ماذا..
الصديق بالنسبة لي...أخأ ...وكاتماً لأسراري... وناصحاً لحياتي...ومدافعاً عني في وقت الحاجة إلى ذلك ...مهمتاً بي ...يشعر بحالي ..أن كنت سعيداً يفرح لي وان كنت مهموماً أزال عني...يخاف علي من كل سوء...سانداً لي في مشاكلي ..هذه بعض الصفات التي أحب أن يكون صديقي يتصف بها...ولكن قبل هذا وذاك...أن يكون هادياً لديني ومرشداً له في حين لو تزعزت عن ديني بترك صلاتي أو سماع الأغاني أجد من يرشدني وينبهني ويرجعني إليه مرة أخرى..
ولاتنسى أخي أن بصلاح صديقك تصلح نفسيتك....وبفساد صديقك تفسد نفسيتك
وجميعاً نذكر قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه....
المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
صديقك يعتبر مرأه بالنسبة لك....أي بمعنى أن الصديق صورة مطابقة لصديقه في جميع النواحي ...في الأفكار..في الأراء...في النظرة أتجاه الأخرين...في مواقفه...
فمثلاً لن تجد إنسان متدين ومواظب على صلاته وملتحي ...يصحاب شخص الأغاني لغة لسانه والرقص يحرك جسمه....!!
فدائما تجد المتدين يصحاب المتدين ....والضال عن دينه يصحاب أيضاً شخص ضال عن دينه...
والناس تعرفك من شخصية صديقك...فمثلاً.... والأعوذ بالله صديقك ذهب إلى محل خمر ليشرب الخمر...وأنتا أردت..أن تدخل لتخرجه لا لتشرب...فقط دخلت لنصحه للإبتعاد عن ذلك المحرم والتخلي عنه....وعند خروجك وجدت أبوك أو أحد أقاربك او أي شخص من المجتمع رأك وأنتا تخرج من ذلك المكان الملعون.....100%100 الفكرة التي سوف تتكون عنده أنك كنت تشرب بالداخل....!!
نستفيد من هذا أخوتي الأعزاء....أنك لابد أن تختار صديقك بكل دقة وحذر...وأنا أتكلم عن معنى الصداقة الحقيقية...لأن للصداقة أنواع ومراتب....فهناك صديقك في العمل ..وهناك صديقك في الجامعة..وهناك صديقك في المدرسة...صديق لمصلحة ما..إلخ
بينما أعلاها هي التي أتكلم عنها وهو صديق حياتك الذي سوف يلازمك طوال حياتك...وإحتمال تجده وإحتمال لاتجده لأن وجود من مثل هذه الناس قل جداً في هذ الزمن الذي نعيش فيه...وإحتمال تقابل هذا الصديق في عملك.. في دراستك.. في منطقة سكنك...في أي مكان ولكن عليك الحذر في إختيار صديقك لأنه يعتبر مرأه لك...والصديق الحقيقي لايظهر إلا في وقت الحاجة عندما تجد بقية الأصدقاء هجروك...وتركوك تواجه المشكلة أو المصاعب لوحدك فحينها تجد الصديق الحقيقي لايتركك بل يقف بجانبك...يساندك ويساعدك على تخصي المصاعب...
كم أتمنى أن أجد صديق بهذه الصفات...
وفي الختام أخي وأختي ...ركزي أكثر في تكوين صدقاتك ولاتنجرف نحو المظهر ...بل الأهم القلب والعقل...وإن كنت من الذين يكونوا صدقات كثيرة...حاول أن تجد من بينهم من المقرب إليك وتجعله في المقدمة...وأكيد لاتجد هذا الدرجة من الصداقة التي تحدثت عنها في آن واحد بل من الممكن أن تجد صديق عادي ...وتبدأ الصداقة بينكما تنمو وتكبر إلى الحد المطلوب...
وانتبه لمن تصادق وتصاحب...هل هو يرشدك إلى الخير والمنفعة ...أم أنه يرشدك إلى الشر والضرر...
ففي الحالة الأولى عليك تبادله نفس العاملة ومساعدته في تسهيل معاملته نحوك فمثلاً عندما ينصح بشئ ما لاتقول له أنتا لاتفقه شئ..وتجعله يندم على مصادقتك نتيجة لمثل هذه التصرفات....وفي الحالة الثانية حاول أن تنصحه وترشده وتوجه أن الطريق الذي يسلكه أخرته الهلاك والضياع وضرر ومشاكل..وإذا تقبل الأمر والنصيحة حتى لو بعد مئة مرة فهذا يعتبر نجاحاً بالنسبة لك وله لأنك بذالك أنقذت صديقك من الوقوع في حفرة الضلال...وإن لم يتقبل الأمر ما عليك مع أنك نصحته أكثر من مرة ...فالذي يوجب عليك هو قطع حبل الصلة بينك وبينه في الحال ....لأنه لو أستمر في فساده سوف ينتقل الفساد بطريقة تلقائية إليك نتيجة التعامل معه...
فمثلاً أنتا تصادق شخص يشرب المخدرات ...وتجلس معه وهو يشرب..ويتناولها...فأكيد سوف يقول لك جربها..في أول مرة ترفض ثاني وثالث..إلى أن تسقط...فالنفس البشرية ضعيفة...سوف تتذكر حينها أن هذا كله بسبب صديق سوء....
والصديق بيده تغيير سلوك الفرد أما للأفضل أو للأسوء....
فحاول وحاولي أن تجد من يغيرك للأفضل...
فالصديق الحقيقي أغلى من كنوز الدنيا...
ولاتنسوا أن المرء على دين خليله
تحياتي..:D
