انها ليست دعوة للتمرد بل هي دعوة للحرية
كثير من الناس يخلط بين هذين المعنيين فيعتقد أن تمرده هو نوع من الحرية وأن من مظاهر حريته عدم انقياده لأي شخص وفعل ما يريده هو فقط بغض النظر عن أي اعتبار آخر ناسيا أو متناسيا أنه لا يعيش وحده وأن كل ما يفعله يؤثر على الآخرين قبل أن يؤثر عليه هو.
ان الحرية في أبسط معانيهاهي مقدرتك على أداء أي عمل تريد ما لم يتضمن ذلك إيذاء لك أو لغيرك سواء كان هذا الإيذاء بشكل مباشر أو غير مباشر.
كن ما تريد....
إنها دعوة لك لفهم نفسك وتحديد هدفك والسعي سعياً حثيثاً لتحقيقه مهما كان الثمن ومهما كانت الظروف و العقبات لأنك بسعيك الجاد لتحقيق هدفك ستكون قد خطوت خطوة إيجابية في سبيل إرضاء ربك وتبعاً لذلك إرضاء نفسك.
كن ما تريد....
إنها دعوة لك لتكوين كيانك المستقل بذاته المتحد قلباً وقلبا مع عقلك مكوناً شخصية مستقلة ذاتياً ، مؤثرة أجتماعياً،محبوبة ومقبولة من أكبر عدد ممكن من الناس.
إن كلاً منا حالة خاصة متفردة لا مثيل له في أرجاء الكون قاطبة؛ لذا فمن المفترض أن تكون لكلٍ منهم شخصيته الخاصة المستقلة ووجهة نظره وسياساته التي تحدد طريقة تعامله مع كل ما يتعلق به من أمور واتخاذ قراراته الخاصة بشأنها دون تعصب أعمى ودون انعزال عن باقي أفراد المجتمع.
كن ما تريد....
إنها دعوة لك للصمود والثبات أمام العقبات وأمام المغريات بجميع أنواعها.
دعوة لك للحفاظ على ملامح شخصيتك المستقلة وعدم الذوبان في شخصية غيرك محاولة منك لكسب رضا الناس لأنك بذلك تطلب مستحيلاً.
إنها دعوة لك لتتكيف مع الوضع الراهن أمامك وتتأقلم مع مجتمعك الذي تعيش فيه محاولا- قدر الإمكان - تقديم أقل عدد ممكن من التنازلات.
كن ما تريد....
إنها دعوة لك لتضع بصمتك الخاصة في قلب أي إنسان تتعامل معه لأنه بشخصيتك المستقلة سيرى فيك طرازاً جديداً لم يعهده من قبل وستكون مميزاً في نظره وستترك بذلك إنطباعاً في ذهن كل من يلقاك سواء كان ذلك الإنطباع جيداً أم سيئاً.
إنك وبتقليدك الأعمى لإنسان آخر وعدم وجود شخصية مميزة لك ستكون مجرد محطة عابرة في حياة من تقابل لن يلبث أن ينساها - هذا إن حدث أنه قد انتبه لها -
لذا كن صامداً في وجه العقبات ولا تحزن مما ترى وتحزن كل يوم بل كل لحظة وقل رب اهدني سبيل الرشاد.
كن ما تريد....
فإن تعذر ذلك فلا تكن ما لا تريد حتى لا تكلف نفسك ما لا طاقة لها به من العذاب المادي والمعنوي.
كن ما تريد....
إن هذه الدعوة لك وحدك
فهل قبلتها؟؟
