بسم الله الرحمن الرحيم
العنصرية العربية
منذ 8 سنوات تقريبا، ذهبت مع عائلتي في اجازة الصيف الى كل من أسبانيا والمغرب. قضينا أسبوعين في أسبانيا و3 في المغرب. وقد قضينا في أسبانيا وقتا ممتعا جدا، وبالرغم من ارتدائي أنا وأمي للحجاب، فلم نتعرض من الأسبان لأي مواقف عنصرية. مع الاعتبار بالطبع، أن ذلك كان قبل أحداث مدريد عام 2004. للأسف كانت صدمتنا ليست في أسبانيا، ولكن كانت في المغرب، مع العلم أن المغرب هي الدولة العربية الوحيدة التي قمنا بزيارتها، فقد زرنا قبل ذلك دولا أوروبية فقط. كانت المغرب مليئة بالأماكن السياحية الخلابة، التي فاقت ما رأيناه في أسبانيا. كان ما أحسسنا به خلال زيارتنا، هو وجود طبقات ثلاث من المغاربة، والتي كان يمكن التمييز بينها بسهولة كبيرة. كانت هناك طبقة كبيرة من الشعب في مستوى الفقر، والطبقة الثانية متوسطة في مستوى المعيشة_والتي كان يبدو لنا والله أعلم أنها صغيرة العدد_، أما الطبقة الثالثة والتي كانت كبيرة، هي طبقة الأغنياء، الذين كانوا غالبا ما يعملون في أوروبا، ثم يعودون لقضاء الاجازة الصيفية_الفترة التي قضيناها في المغرب_في بلادهم. ونظرا لارتيادنا في أغلب الأوقات، للنزل السياحية فقط في المغرب، وليس للشارع المغربي، فقد كان تعاملنا مع الطبقتين الأولى والثانية قليل جدا، وكانت معاملتهم لنا جيدة جدا ومرحبة بنا كثيرا كأشقاء عرب. أما النصيب الأوفر في تعاملاتنا فقد كان مع طبقة الأثرياء القادمين من أوروبا، وقد صدمنا حقا بمعاملتهم لنا. فما أن كانوا يعلمون أننا سياح عرب_حيث كنا نرتدي الحجاب_، كانوا يعاملوننا باحتقار شديد، وكأننا أناس متخلفون. في نفس الوقت الذي كانوا فيه يعاملون السياح الأوروبيين_مع كثرتهم في المغرب_أفضل بكثير. كانوا ينظرون لهم وكأنهم رمز مقدس لقمة الحضارة والتقدم. وكانوا يقلدونهم في كل شيء، حتى أنه كان يصعب علينا أحيانا أن نفرق بين المغربي والأوروبي في الملبس. لم نتوقع أبدا هذه العنصرية العربية ضد العرب، وتمنينا لو كنا قد قضينا اجازتنا كلها في أسبانيا!!! أهكذا يعود أشقاؤنا العرب الينا من أوروبا؟!!
