أرقى مراتب النفاق السياسي !!!!

نظرة في مستقبل منطقة الخليج العربي



أن المتابع والمتمعن في الخطاب الشيعي والسياسي في العراق .. وردة الفعل على خطاب وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل .. والمراجع لأهداف الثورة الدينية في إيران وأطماعها التوسعية في منطقة الخليج العربي .. وتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي والأحداث التي تبعت الثورة وحتى يومنا هذا .. يخرج بحصيلة يقيس عليها مستقبل المنطقة في القريب العاجل أو الأجل ..

ومن هنا ومن خلال تتبع بعض التصريحات والكتابات في المنتديات والحوارات التي تجري في غرف الشيعة بالبالتوك وأن كانت عند الكثير لا تمثل مقياس يعتد به .. لكنها بلا شك تصب في أمور منها : ـ

· أن الاحتلال الأمريكي وأن كان صبغ بصبغة دولية غير مجازة من هيئة الأمم المتحدة وخروجا عن الإجماع الدولي يرسخ لتولي الشيعة مقاليد السلطة .. ومن ثم تقسيم العراق لمناطق حسب الطوائف العرقية والدينية .. ومن ثم تقوم هذه المناطق بإشعال الحرب الأهلية التي هي بلا شك على الأبواب ..

· وجود نحو مائه وخمسون ألف جندي أمريكي مدعومين بعشرة ألف خبير ودبلوماسي يواصلون الليل بالنهار لاستكمال بناء أكبر أربعة قواعد عسكرية في العالم .. وأكبر سفارة دبلوماسية أمريكية ..

· فتح الباب للثورة الإيرانية الشيعية الصفوية للتدخل في تلك الصراعات في الوقت الذي أستكمل بناء المفاعلات النووية وبداء عملية تخصيب اليرانيم بشكل أو أخر ووجود أربع غواصات إيرانية في الخليج العربي أكبر قواعد بحرية وترسانة من الصواريخ البلاستية ..

· التحديدات التي يروج لها صناع القرار في البيت الأبيض والمملكة المتحدة لكلا من إيران وسورية .. هي تدخل ضمن الحرب الإعلامية يراد منها تشتيت الأنظار عن الهدف الحقيقي لهذا الاحتلال ..

· الزج بأطراف عربية وعبر الجامعة العربية في الدخول في المعمعة إمعان شق الصف العربي .. ولترسيخ العداء والتشتت بين العرب .. وتمهيدا لحروب بين شعوب المنطقة العربية .. في الوقت الذي فقد المحتل الأمريكي مصداقيته لدى الأصدقاء فما بلك بالأعداء .. وبدأت تتكشف أورقهم في داخل أمريكا أو من قبل شعوب العالم ..

· قامت الاستخبارات الأمريكية والاستخبارات البريطانية بالإفراج عن تقارير وخطط وضعت بعد حرب أكتوبر 1973 م وإن كان تسرب خلال العشرين عاما السابقة بعضها .. ولكن المضمون كان خافيا عن كثير من صناع القرار في الشرق الأوسط ..

· انسحاب إسرائيل من مناطق واسعة من غزة والضفة الغربية في هذا الوقت بالذات .. وكأنما هذا الانسحاب يأتي ضمن تطبيق خارطة الطريق ..

· أقدام إسرائيل على غارات وهجمات استهدفت منظمات فلسطينية قتالية للإجهاز على رموزها ومن ثم احتوائها ضمن الحكومة وتسيس عمل تلك المنظمات ..

· الحملة التي تشن ضد حزب الله في لبنان واتهامات رئيس الوزراء البريطاني لإيران وسورية وحزب الله في الضلوع في تسليح وإمداد العراقيون بأسلحة متطورة ..

· فتح قنوات اتصال سرية وعلنية وعبر كل الوسائل مع مناصرين والتابعين للمرجعيات الدينية الشيعية في قم بإيران ..

· قيام الاحتلال الأمريكي بضرب مناطق السنة ومتابعة العمليات الحربية في مسميات لكل هجمة وغارة .. واختيار أسماء لتلك المعارك تنم عن الهدف الحقيقي لهذه الغارات والتصفيات ..

· غض البصر عن ما يقوم به الجيوش والألوية التابعة للسستاني ومقتضى الصدر .. وتمكينها من سلاح حديث وفتاك سرا .. وتدريب الكوادر على كيفية استعمال تلك الأسلحة .. بينما في مرحلة سابقة عرض وعبر وسائل الإعلام تسليم تلك الأسلحة القديمة .. وانخراط تلك الجيوش في الأعمال المدنية ..

· الاعتماد الكلي على إنخراط أبناء المذهب الشيعي في أجهزة الجيش والحرس الوطني العراقي والشرطة والاستخبارات .. وتوليهم مهمة قيادة العمليات العسكرية ضد أبناء السنة ..

· محاولة إقصاء علماء وشيوخ العشاير وأبناء السنة في المشاركة في صياغة القرار .. وافتعال الذرايع حتى لا يمكنوا من المشاركة الفعلية في صياغة الدستور والانتخاب .. وتوسيع وترسيخ المفهوم الإستعماري ( فرق تسد ) ..

· لو رجعنا لتصريحات سيد البيت الأبيض ومساعديه .. ( أن هذه الحرب امتداد للحروب الصليبية ) وما تبع ذلك من تراجع .. ثم أن هذه الحرب حرب على الإرهاب تجري بعيدا عن تغطية الوسائل الإعلامية .. وأن من لم يشارك في هذه الحرب هو ضد تلك الحرب .. مقولة أبرهة الحبشي ( من ليس معنا فهو ضدنا ) رددها سيد البيت الأبيض ومساعديه ..

· لم يكتفي بالحرب العسكرية التي تعتمد على الأسلحة .. ولكن صاحب هذه الحرب حروب فكرية عقدية نفسية اقتصادية وأيدلوجية .. تم الإعداد لها وتنفيذها قبل وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .. بل قبل وأثناء وبعد غزو الكويت .. وهذه ذريعة انطلقت منها وخلالها تلك الأطماع في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالموارد الطبيعية ..

· الثقافة التاريخية لدى الغربيين .. والموروث الشعبي بخصوص كنوز أشورى في بلاد الرافدين .. وخروج جيش بابل الذي يقضي على اليهود ومن ثم المسيحية ..

· إعلان الرئيس المخلوع للعراق عن تكوين فيالق من ثمانية ملاين مقاتل لتحرير فلسطين في الوقت الذي كانت العراق تئن تحت وطأة الحصار الدولي الاقتصادي .. وما تبع ذلك من عروض لمسيرات لهذا الجيش أمام وسائل الإعلام .. وبشكل ينم عن همجية وحب القتل وأسالت الدماء ..

· التصفية العرقية والمذهبية للمنطقة المسماة الأهواز ( الأحوز ) من العرب السنة .. وأن كانت هذه المنطقة ترزح تحت الاحتلال الإيراني منذ أمد .. لكن ما يحدث الآن فيها من قتل وترحيل وحرق للمزارع والأحراش لهو المؤشر الحقيقي للأيام المقبلة ..

· احتلال إيران لثلاث جزر تابعة للإمارات العربية المتحدة لتكون قواعد دعم وانطلاق للغواصات والبوارج الحربية والسفن ..

· الترسانة الكبيرة للأسلحة الإيرانية سواء الحرس الجمهوري .. أو البحرية الإيرانية المعززة بالسفن الحربية والبوارج والغواصات والقوارب الحربية السريعة .. ومنظومة الصواريخ البلاستية ومصانع تلك الصواريخ والدروع والمجنزرات التي تستعرض في استعراضات متتابعة .. والمناورات التي تؤكدا أن قادة الثورة الإيرانية عازمون على تصدير الثورة لدول المنطقة ..

· بهذه العقلية تماما ذهب كثيرون إلى الانتخابات قبل أشهر واليوم يكررون الفعل نفسه وسيكررونه حتى لا يبقى من العراق شبر واحد لا يعمه الجهل والتبعية للغير واستثمار الدين بأبشع الطرق وتحويل فكرة التحرير المزعومة إلى عبودية ليس للجسد فحسب بل للعقل والروح والنفس والقيمة الإنسانية التي ذَلّت كثيرا وتَذِل أكثر فأكثر باسم الدين .





ومن هنا ومن خلال نقاط لم أستوفيها يدرك المتتبع للأحداث وفي ظل المؤشرات تثبت أننا مقبلون على حروب أهلية عرقية طائفية مذهبية في العراق ..

ومن ثم وقد برز الدور الإيراني بما لا يقبل التشكيك والريب أن الاحتلال الأمريكي قد رسخ لتصدير الثورة الإيرانية للمنطقة .. وفق تفاهمات وتنازلات من الطرفين .. بل تطابق المصالح والأهداف .. فالموارد الطبيعية في منطقة الخليج العربي والعراق تسيل لعاب المحتل .. وتغريه بالدخول في اتفاقيات لتوزيع وأخذ حصة الأسد من تلك الغنيمة .. في وقت بداء الدب الصيني والحكمة الهندية تزيح كل معوقات لتصدرهم العالم خلال العقد أو العقدين المقبلين .. بينما تفقد الولايات المتحدة كل يوم شيء من مقومات القطب الأوحد في العالم .. واقتصادها يفقد شيء فشيء من قوته وسطوته وتحكمه في الموارد الطبيعية .. وخاصة عصب الصناعة وهي الطاقة والموارد الطبيعية الرخيصة ..

كذلك فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها بعدما قادها صناع القرار في الدخول في مغامرات لم يعوا ولم يدركوا على المدى الطويل عواقبها .. مستغلين ضعف وعدم خبرة الرئيس الأمريكي وأعوانه في السياسة .. كذلك سيطرة اللوبي اليهودي وأرباب الصناعة وأصحاب الشركات إلى لا تهتم إلا بجني المال وجمع المليارات على حساب النظرة المستقبلية للشعب الأمريكي .. كذلك الشعب الأمريكي المتخبط والرازح في أغلبة في الملذات بعيدا عن الواقعية .. مصغيا دون تدبر وتأمل لكل ما يقول الرئيس وأعوانه .. وهذا الشعب وأن كان يتابع وسائل الإعلام فإنه في سبات يشبه السبات الذي كان عليه أثناء حرب فيتنام ... !!!!

أم أوربا فهي السند الطبيعي للولايات المتحدة .. وأن كانت تنحوا إلى استكمال وحدتها وتقويت وحدتها ودمج شرقها الفقير بغربها الغني في السوق المشترك .. ولكنها بلا شك لا تستطيع أن تملي على الولايات المتحدة أولويات وأن كانت تحاول .. في الوقت الذي تتابع للدب الصيني المتربص بنظرة الريبة والخشية .. بعدم أنهار الإتحاد السفيتي ..

وأوربا في اعتقادي تقوم سياسيها في الوقت الحاضر بإمساك العصا من الوسط .. لأن أي مجازفة أو خطاء في الوقت الحاضر يكلفهم الكثير .. وخاصة أن المملكة المتحدة هي محور الارتكاز بعد ألمانية وفرنسة .. ولأن المملكة المتحدة تساير الولايات المتحدة وهي معها على طول الخط .. ومؤيدة لكل ما تقرر وتصنع .. بأمل وأحلام بأن تعود لأمجادها السابقة ( الدولة التي لا تغرب عنها الشمس ) فكر استعماري قديم يراد له أن يعود بثوب جديد .. ممزوج بضعف الجنية الإسترليني وضعف الاقتصاد البريطاني وشح وغلاء الأيدي العاملة ..

وأن دهاليز السياسة الثنائية أو الإقليمية والدولية تصاغ وتنفذ بناء على مصالح مشتركة .. ومن هنا جاز القياس على أرض الواقع في العراق والشرق الأوسط لنستنبط ما يراد من منطقتنا منطقة الخليج العربي ..



فهل نحن مدركون لما يراد بناااااااااااااااااااااااااااااا ؟؟ !!!!!!



نادر النادر