كانت قناة الجزيرة قد عرضت في برنامج الاتجاه المعاكس الذى يعده الدكتور فيصل القاسم موضوعا لايقل أهمية عن المواضيع التى حرصت القناة على طرحها لمشاهديها ، ألا وهو موضوع إثارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل حول ازدياد النفوذ الإيراني في العراق ، وبما أن هذا البرنامج قد كشف للمشاهدين كثيرا من النقاط الغائبة وكما لابأس به من الخفايا فقد جاء الرد السعودي كما كان متوقعا ، فقد صبت جريدة الرياض اليومية في افتتاحيتها الصادرة يوم الأربعاء الموافق 28 سبتمبر 2005 جام غضبها على معد برنامج الاتجاه المعاكس ، وتحت عنوان " عملاء بالتبعية قالت الرياض في فيصل القاسم ما قاله مالك في الخمر ، وفي إشارة إلى لقب " القاسم " وصفته بأنه يعنى تقسيم العرب إلى قبائل وقوميات ومذاهب ، وأنه غارق في طائفيته حتى النخاع وكأن السعودية هى أبعد ما تكون عن المذهبية والطائفية ، أما إذا كان لمرحلة صدام من عملاء كما ذكرت الرياض فإن السعودية هى جزء لايتجزأ من تلك المرحلة وبالتالى فإنه من الإجحاف بما كان أن نحصر مرحلة العمالة تلك في أشخاص ، في الوقت الذى كانت ولازالت فيه دول غارقة في العمالة والخيانة حتى أذنيها ، وإذا ما كان هناك أشخاص عملاء لصدام فكيف يكون حجم الكارثة عندما تكون هناك دولة بكاملها عميلة لأمريكا تقدم لها كل صباح ومساء فروض الولاء والطاعة وتسدد لها صكوك الغفران من بين مال المسلمين ، وقد ذهب في ذلك إلى حد تغيير المناهج الدراسية وتحريف القرآن الكريم ابتغاء مرضات الصليبيين .
ولكي لاتفقد الرياض اتزانها وللتذكير فقط فإنه ليست قطر هي الدولة الوحيدة المحروسة بالمحتل في المنطقة ، فالسعودية سبّاقة في هذا المجال وكلنا نعرف كم طائرة أمريكية وكم جنديا أمريكيا موجودا في قاعدة الأمير سلطان الجوية ، فقد كشفت تفجيرات الخُبر ما كان سرا ومستورا عن الناس ، ولسنا بحاجة لأن نقول إن أول هجوم جوي نفذته الطائرات الأمريكية على العراق كان مصدره القواعد الأمريكية المنتشرة في السعودية ، وبالتالى من كان بيته من زجاج لايرشق الناس بالحجارة .
وإذا كان القاسم بالأمس ساهم بتنمية دور صدام فإن السعودية ساهمت ولازالت تساهم في تدمير العراق ، بل ولعبت دورا رئيسا في هذا المجال وبالتالى فإن سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي جاء بتباكيه على العراق ويداه ملطختان بدماء العراقيين ليحق عليه المثل القائل / يقتل القتيل ويمشى في جنازته / وإن السكين الذى ذُبح بها العراق هى سعودية مئة بالمئة ولا مجال هنا للمزايدة باسم العروبة والإسلام ، خاصة وأن أبواب سوق العمالة مفتوحة على مصراعيها ، وأن النظم التى تعيش عقدة خاصة تكون ظلا لهدف أكبر منها النظام السعودي يشكل نواتها فأين إذا هى الحقيقة التى تنطق بها المملكة وتحت الآخرين على أنه يحذوا حذوها ؟
هل هى حقيقة العمالة والخنوع ، أم هي حقيقة الهرولة والارتماء فى أحضان العدو وتقديم فروض الولاء والطاعة له ؟
متعمد
