إلى كل محزون..
أيها المحزون : اعلم أنك لست الوحيد في البلاء.. فما سلم من الهم أحد.
فاترك الهموم واعلم بأن الحياة قصيرة فلا تقصرها أكثر بالهم والحزن.. واجعل همك هما واحداً لقوله صلى الله عليه وسلم :- من كانت الآخرة همه, جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله, وأتته الدنيا وهي غارمة, ومن كانت الدنيا همه, جعل الله فقره بين عينيه, وفرق عليه شمله, ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال رجل لعبد الله بن عمرو :-ألسنا من فقراء المهاجرين ؟ قال : ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال : نعم, قال : ولك مسكن تسكن إليه ؟ قال : نعم, فال فأنت من الأغنياء . قال : فإن لي خادماً, قال : فأنت من الملوك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها المسلم : إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وهي ذكر الله وطاعته وحبه والأنس به والشوق إليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها المحزون : ألا زلت مصراً على ألا تبتهج بالدنيا ؟ تأمل قوله تعالى: ألم نشرح لك صدرك. شرحناه بالإيمان وأسعدناه بالهدى.. وكيف تحزن وقد هداك الله للإسلام بعد أن ضل عنه كثير من الناس؟
كيف يحزن من كان الله كافيه .. كيف يخاف من كان الله معه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها الفقير الحزين : صبراً جميلا ً فقد سلمت من تبعات المال وخدمة الثروة وعناء الجمع ومشقة حراسة المال وخدمته وطول الحساب عند الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها المريض الحزين : طهور إن شاء الله فقد نقيت من الخطايا والذنوب وضقل قلبك وذهب عجبك وكبرك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها المذنب المحزون : تفك في رحمة الله الرحيم الرحمن فقد غفر لامرأة سقت كلباً وعفا عمن قتل مئة نفس وبسط يده للتائبين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:ويختصر أبو العتاهية السعادة في هذه الأبيات فيقول
رغيف خبز يابس تأكله في عافيه * وكأس ماء بارد تشربه من صافية
وغرفة ضيقة نفسك فيها راضية * ومصحف تدرسه مستنداً لسارية
خير من السكني بأبراج القصور العالية * وبعد قصر شاهق تصلى بنار حامية
******
