أخبار سياسية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز: القاعدة من عمل الشيطان

صديق، اعتز بصداقته

الملك عبدالله: القاعدة من عمل الشيطان
العاهل السعودي يتعهد امام المشاهدين الاميركيين بالقضاء على تنظيم القاعدة 'الشرير'.

ميدل ايست اونلاين
واشنطن - تعهد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في اول مقابلة تلفزيونية يجريها بعد توليه عرش البلاد، بالقضاء على تنظيم القاعدة حتى لو استغرقت المعركة ضده عقودا من الزمن، ووصف التنظيم الارهابي بانه "من عمل الشيطان".

وقال العاهل السعودي في مقابلة مع شبكة "ايه.بي.سي" الاميركية الاخبارية من المقرر ان يتم بثها في وقت لاحق من الجمعة ان الرياض تعمل على خفض اسعار النفط التي افاد ارتفاعها السعودية بينما اضر بدول اخرى.

واكد الملك عبد الله الذي تولى الحكم عقب وفاة الملك فهد في مطلع آب/اغسطس الماضي، على ان السعودية تبذل كل ما بوسعها لوقف العمليات الارهابية في اعقاب هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة والتي كان معظم منفذيها من السعوديين.

واضاف العاهل السعودي (82 عاما) ان بلاده ستقاتل "الارهابيين" ومن يساندهم او يوافق على افعالهم لعشرة او عشرين او ثلاثين عاما اذا لزم الامر "الى حين القضاء على الارهاب".

ودان العاهل السعودي تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن المولود في السعودية.

وقال ان "الجنون والشر هما من عمل الشيطان".

وحسب الاحصاءات السعودية فقد قتل 90 مدنيا على الاقل و47 من رجال الامن و121 مسلحا في اعمال العنف التي نفذها مسلحون اسلاميون في السعودية وكذلك في العمليات التي تنفذها السلطات للقضاء على الارهاب.

كما دافع العاهل السعودي عن سياسة السعودية النفطية. وقال ان السعودية تنتج حاليا عشرة ملايين برميل يوميا لتلبية الطلب المتزايد على اسواق النفط والمساعدة في خفض الاسعار.

واضاف انه من غير شك فقد استفادت السعودية ماليا "ولكننا نعتقد ان الضرر الذي لحق بالبلدان الاخرى كان كبيرا، ولا نعتقد ان الاسعار يجب ان تكون عند هذه المستويات".

وفيما يتعلق بالمسائل الاقليمية، اكد العاهل السعودي تصريحات المسؤولين السعوديين وقال ان ايران "دولة صديقة" معربا في الوقت نفسه عن قلقه من دور الجمهورية الاسلامية الشيعية في العراق.

وقال انه يأمل في الا تصبح ايران "عقبة" في وجه السلام والامن في العراق، مؤكدا ان هذا ما يأمل به الشعب العراقي كذلك.

ووصف الملك عبد الله الرئيس الاميركي جورج بوش، الحليف الدولي الرئيسي للسعودية بانه "صديق، اعتز بصداقته" الا انه لم يتوان عن توجيه الانتقادات للسياسة الخارجية الاميركية.

وقال ان السعودية تختلف مع الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب في افغانستان والحرب في العراق.

وقبل ساعات من بدء عملية الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد، دعا العاهل السعودي بغداد الى الاخذ في الاعتبار مخاوف الاقلية السنية في العراق.

وقال ان العراق مؤلف "من العديد من الجماعات والطوائف العرقية والدينية، وما نطلبه هو ان يسود العدل والمساواة بين كافة الجماعات الاثنية في العراق".

ومعظم سكان السعودية هم من السنة تعيش بينهم اقلية من الشيعة وهو ما عزز المخاوف من الدور المحتمل لايران في العراق عقب سقوط نظام صدام حسين.

وقال العاهل السعودي في المقابلة التي نشرت مقتطفات منها على موقع شبكة ايه.بي.سي على الانترنت "نحن نعتقد ان العراق هو بلد واحد يعيش فيه كل العراقيين بسلام وعدل".

الا ان تصريحاته جاءت اقل تشاؤما من تلك التي ادلى بها وزير خارجيته الامير سعود الفيصل الذي حذر من ان كافة العوامل تدفع باتجاه تقسيم العراق.

وقال العاهل السعودي خلال المقابلة التي اجرتها معه المذيعة الشهيرة باربرة والترز، انه الغى البروتوكول الملكي التقليدي الذي يقضي بان يقوم رعاياه بتقبيل يده. وقال "انا اكره مثل هذه الامور لانني اعتقد ان الانسان يجب الا ينحني سوى امام ربه وليس لاي بشري آخر".

وفي الشأن الداخلي اعرب الملك عبد الله عن ايمانه القوي بحقوق النساء ولكنه حذر من انه لن يسمح لهن بقيادة السيارة قريبا.

واضاف "سيأتي اليوم الذي ستتمكن فيه النساء من قيادة السيارة" موضحا "في بعض مناطق المملكة العربية السعودية، في الصحاري او المناطق الزراعية، تجدون نساء يقدن سيارات. ان المسألة تتطلب الصبر. مع الوقت، اعتقد ان هذا الامر سيصبح ممكنا".

وكان الملك عبد الله (82 عاما) قد خلف الملك فهد الذي توفي في اب/اغسطس الماضي ولكنه كان يدير شؤون المملكة قبل وفاة شقيقه.

وقالت محطة التلفزيون الاميركية ان الملك السعودي "عازم على ان يقدم للمشاهدين الاميركيين رؤية جديدة عن بلاده، وبدأ باختيار ان يجري اول مقابلة له على الاطلاق مع امرأة رغم ما يعرف عن بلاده من تفرقه ضد المرأة"