السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.arab2cars.com/Images/JeepGro.jpg
بدأت حكاية ماركة الدفع الرباعي الأكثر شهرة في العالم «جيب» في م130 شركة أمريكية متخصصة في صنع السيارات، وفرض عليها شرطا صعبا وهو ضرورة أن يكون النموذج الأول من هذه المركبة جاهزا في 49 يوما فقط. وقد وضع الجيش قائمة بالمواصفات العامة لهذه المركبة وهي:
أن لا يزيد وزنها عن 600 كيلوغرام، أن تكون مجهزة بنظام للدفع الرباعي ومحرك لا يقل عزمه عن 85 رطل-قدم معزز بنظام تبريد عالي الكفاءة، وأن لا يزيد طول قاعدة العجلات عن 200 سنتيمتر، وعرض محوري العجلات عن 120 سنتيمتر، والخلوص الأرضي لا يقل عن 16 سنتيمتر.
ومن بين 130 شركة، لم يستجب للنداء سوى شركتين فقط هما «بانتام» و«ويليز أوفرلاند»، لكن ويليز طلبت إطالة الـ49 يوما بينما قررت بانتام الاستعانة بمساعدات من شركات أخرى.
ويعود الفضل في تصميم المركبة التي حملت فيما بعد إسم «ويليز MB» إلى كارل بروبست، وهو مهندس من مدينة ديترويت عمل سابقا في العديد من شركات إنتاج السيارات،
وقد قبل بروبست التحدي البطولي وعمل متطوعا بدون أجرة، وبدأ بوضع التصورات والرسومات النهائية ابتداء من 17 يوليو 1940 وانتهي منها خلال يومين فقط وسلمها في تاريخ 22 يوليو. وفي 21 سبتمبر، أي قبل انتهاء مدة الـ49 يوما، كان النموذج الأول من مركبة بانتام جاهزا للاختبار، واستلمه الجيش ووضعه في رحلة اختبارات قاسية بلغت مسافتها الإجمالية 5500 كيلومتر معظمها على طرق وعرة باستثناء 150 كيلومتر فقط على الطرق المعبدة. وجاء في التقرير النهائي «أظهرت المركبة قدرات كبيرة، وتلبي كل الشروط المطلوبة لدخول الخدمة العسكرية».
وفي غضون ذلك طلب الجيش الأمريكي من شركتي ويليز أوفرلاند وفورد تقديم نماذج على أساس المباديء والتصاميم التي وضعتها شركة بانتام، حيث قام الجيش بتسليم نسخ من هذه الرسومات والمخططات للشركتين. واستغلت ويليز وفورد الفرصة لإدخال تحسينات على التصميم والتجهيز، فقدمت ويليز النموذج «كواد»، وقدمت فورد النموذج «بيغمي».
وتجاوز نموذج ويليز الوزن المحدد بشكل واضح، وقد أثبتت الشركات الثلاثة «بانتام، ويليز وفورد» أن وزن الـ600 كيلوغرام شرط غير منطقي ولا بد من زيادته إلى 950 كيلوغرام، كما حمل نموذج ويليز محرك هو الأقوى وقد أطلق عليه لقب «شيطان الدفع» وبلغ عزمه 105 رطل-قدم مقابل 83 لبانتام و85 رطل-قدم لفورد.
http://www.arab2cars.com/Images/1940Willy.jpgويليز كواد 1940
وعلى ضوء الوضع الضعيف لشركة بانتام من الناحيتين المالية وال الجيش حرية إعطاء أي شركة يمكنها المساهمة في التصنيع ترخيص لبناء المركبة، فحصلت فورد على ترخيص بذلك، وقامت هي وويليز بإنتاج أكثر من 700 ألف وحدة من المركبة منها 330 ألفا صنعتها شركة ويليز.
وسيتذكر تاريخ السيارات اليوم 23 يوليو 1941، إذ إنه اليوم الذي نجحت فيه شركة ويليز ـ أوفرلاند من مدينة توليدو بولاية أوهايو بتوقيع العقد مع الجيش الأمريكي ويليز MP.
ومنذ ذلك اليوم أصبح «جيب» الاسم الأشهر والأعرق عالميا في مجال الدفع الرباعي.
لقد كانت مركبة جيب تتكيف تماما مع كل المهام المناطة بها، وكانت تظهر دائما استخدامات جديدة دون مشكلة في العثور على القطع اللازمة لهذا. لقد خدمت ويليز MB في جميع جبهات الحرب العالمية الثانية كمنصة رشاش متحركة، وعربة استطلاع، وشاحنة جر، وليموزين في الخطوط الأمامية، وناقلة ذخيرة، ووسيلة لمد الأسلاك وسيارة أجرة. وقامت المركبة بنقل المصابين إلى مراكز الإخلاء الآمنة، وحملت مدافع من عيار 37 مم المضادة للدبابات إلى مواقع تمركزها.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، غادرت القوات الأمريكية أوروبا مخلفة وراءها عددا ضخما مركبات ويليز MB.. فاشتراها الأوروبيون ووظفوها لاستخدامات الزراعة والإنشاء لتثبت مرة أخرى قوتها وجبروتها في إعادة بناء ما دمر. لقد كانت ويليز ـ أوفرلاند متقدمة على العصر الذي كانت فيه، وسرعان ما أدركت الإمكانات الترويحية التي تمنحها هذه المركبة، فبدأت في عام 1944 بالتخطيط لسيارة CJ-1A (والرمز CJ يعني الجيب المدنية).
وظهر الطراز الأول CJ-2A عام 1945 بسعر 1090 دولارا أمريكيا مجهزا بمزايا إضافية مثل المصابيح الأمامية الأكبر حجما، ومساحات الزجاج الأوتوماتيكية مع إضافة بوابة خلفية وعجلة احتياط على الجانب.
وكانت المركبة مخصصة بشكل أكبر لاستخدامات المزارعين في الحقول وأيضا لاسخدامات عمال البناء والإنشاءات. وفي العام 1946 طرحت ويليز ـ أوفرلاند أول ستيشن واجن مصنوعة بالكامل من الفولاذ، وتميزت هذه السيارت ذات الدفع الثنائي بوجود 7 مقاعد، وبلغت سرعتها القصوى 105 كم/س.
وعندما أُضيفت ميزة الدفع الرباعي ومحرك بـ6 أسطوانات في عام 1949 أصبحت هذه السيارة المبتكرة السلف الحقيقي لجيب شيروكي المعاصرة.
إلا أن الدسم الحقيقي وصل عام 1948 مع «جيبستر» وهي مركبة رياضية بـ بابين ومجهزة بمحرك 4 أسطوانات، وفي عام 1949 طرح طراز بمحرك 6 أسطوانات.
وشهد ذلك العام أيضا تطورا إضافيا للطراز CJ أو جيب الشاملة وطرح الطراز المحسن CJ-3A. وفي 30 يونيو 1950، قررت ويليز- أوفرلاند تعزيز ا جديدة كليا بدفع رباعي هي الأولى من نوعها، وقد مثلت شاحنات البيك أب أحدث الإضافات لخط ويليز ـ أوفرلاند.
وبحلول ذلك الوقت أصبح الاسم ويليز ـ أوفرلاند شهيرا على المستوى العالمي ولكن في عام 1953 اشترت كايزر كوربوريشن شركة ويليز ـ أوفرلاند بالكامل ودفعت بها نحو اتجاهات جديدة إلا أن خط الجيب واصل تنفيذ مهمته الفريدة. ففي عام 1954 طرحت CJ-5 المشابهة في بعض مواصفاتها للجيب المدنية الأصلية CJ-2A لكنها تميزت بجسم أكبر في جميع الاتجاهات ومحركات أقوى، وأصبحت سيارة دفع رباعي واسعة الشهرة صمدت حتى عام 1983 على الرغم من التطورات التي صبغتها على مر السنين.
وواصلت كايزر موتورز مسيرتها بسيارتي جيب هما عربة النقل ذات الدفع الخلفي عام 1955، وسلسلة شاحنات FC (التحكم الأمامي) عام 1956 التي تميزت بمقدمة مفلطحة. واستمر إنتاج هذه الشاحنات حتى عام 1964 وساهمت في تغيير وجه صناعة السيارات من ناحيتي التصميم والهندسة في الولايات المتحدة.
كما بدأت مؤثرات كايزر على مستقبل قطاع سيارات الدفع الرباعي المستقبلية تتخذ ملامحها في أواسط الخمسينيات حينما باشرت الشركة في تنفيذ برنامج أبحاث وهندسة مكثف لتوسيع قاعدة استعمال سيارات الدفع الرباعي حيث ظهرت نتائج هذا البرنامج عام 1962.
وكان عقد الستينيات من أبرز العقود التي مرت على جيب، لأنه العقد الذي شهد ولادة فئة سيارات SUV وترجمتها الحرفية «مركبة منافع رياضية»، وهي الفئة التي أصبحت الأكثر رواجا في الوقت الحالي، فحتى ذلك العهد كانت أنواع السيارات هذه يطلق عليها سيارات جيب. وفي عام 1962 قدمت ويليز جيلا جديدا من السيارات على الأرضية الحديثة G، وكانت طرازات العام 1963 من الستيشن واجن «واغنير» والبيك أب «غلادييتر» أول مركبات تصممها جيب من البداية لتكون مركبات مدنية وليس عسكرية.
وقد تميزت بعدة تقنيات متطورة تشمل أول استخدام لمحركات 6 أسطوانات تحمل عمود كامات علوي في «شاحنة خفيفة»، وتوفير أول ناقل حركة أوتوماتيكي، وأول تعليق أمامي مستقل لمركبة دفع رباعي..
ويمكن تصنيف واغنير حسب مسميات اليوم بمركبة منافع رياضية فاخرة. وبعد 6 أشهر من إطلاق تلك المركبات الجديدة، دخل الإسم «ويليز» إلى حيز التاريخ، حيث أصبحت «ويليز موتورز» تعرف باسم «كايزر موتور كوربوريشن». وفي عام 1965 ظهر محرك جديد قوي من 6 أسطوانات بقوة حصانية مضاعفة مقارنة بالمحرك القديم، كما ظهر محرك جديد من V8 بقوة 250 حصانا «إجمالي».
والأهم من ذلك أن التعامل مع الدفع الرباعي أصبح أسهل للسائق حيث اختفت أدوات التحكم المربكة والكثيرة التي كانت تحتل حيزا كبيرا من السيارة.
وفي ديسمبر 1965 ظهرت سوبر واغنير في الأسواق، وفي خريف 1966 أعيد طرح سلسلة جيبستر وسميت جيبستر كوماندو وضمت 3 أنواع هي الستيشن واجن، الكشف، شاحنة بيك أب والرياضية، وكانت أولى سيارات الدفع الرباعي الصغيرة المتوافرة بناقل حركة أوتوماتيكي. وفي عام 1970 جاءت شركة جديدة هي أميريكان موتورز كوربوريشن AMC لتولي قيادة جيب بعد شرائها لشركة كايزر موتورز، وقامت مرة أخرى بالاتجاه نحو توسيع وتطوير منتجات جيب.
كما ابتدعت AMC شعارا جديدا لحقبة السبعينيات هو «اقتحام الطرق الوعرة بسيارات الجيب هي المتعة!» وعمل قسم جيب الجديد في AMC أولا على طرح الطراز المحدود رينيجيد-2 عام 1971، وهو طراز دفع رباعي من CJ-5 يحتوي على العديد من مزايا الأداء الخاصة. وبحلول عام 1972 أصبحت جميع سيارات جيب مجهزة بمحركات من صنع AMC وكانت جميعها متوافرة بمحركات V8 سعة 304 أو 360 بوصة مكعبة.
وقد أصبح يطلق على جيب يونيفرسال الآن الاسم جيب فقط، وحملت الشعار «إذا لم تستطع سيارة جيب إيصالك إلى هناك، فلربما عليك التفكير مرتين قبل الذهاب». وجلبت السبعينيات الكثير من التغييرات لجيب واغنير حيث أصبحت الآن مجهزة بأكبر محرك أساسي في فئة ستيشن واجن، كما جاء طراز 1973 من واغنير مجهزا بميزة فريدة أخرى من جيب هي وظيفة كوادرا ـ تراك، وهو أول نظام أوتوماتيكي للدفع الرباعي الدائم. وانضم طراز شيروكي للمنتجات عام 1974 كطراز رياضي ذي بابين انضم إليه طراز بأربعة أبواب في العام 1977. وكانت شبيهة بـ واغنير وحملت بذور العظمة التي جعلتها أنجح سيارة جيب على الإطلاق. وفي عام 1976 تم طرح CJ-7 مع طراز اختياري بسقف بلاستيكي قابل للفك، وCJ-8 سكرامبلر وهي مركبة بيك أب مفتوحة الكابينة. إلا أن طراز 1978 من واغنير ليمتد كان الأول الذي يمنح سائق الجيب الفخامة الناعمة التي شملت المقاعد الجلدية وتكييف الهواء وجهاز الستيريو، وهذه كانت مبتكرات لسيارة صممت في الأصل للمهمات الصعبة.
http://www.arab2cars.com/Images/Wrangler.jpg
ومع دخول صناعة السيارات الأمريكية في مرحلة كساد شبها بسيارات الصالون. استجابت جيب لهذا الطلب بشيروكي الجديدة عام 1984، وهو الطراز الذي كان بداية عصر سيارات الدفع الرباعي الصغيرة، فقد كانت شيروكي أصغر حجما وأكثر تنوعا في الاستخدامات من منافساتها، وكانت سيارة الدفع الرباعي الصغيرة الوحيدة بـ4 أبواب والمجهزة بنظام كوماند ـ تراك (للتغيير أثناء الحركة) أو سلكت ـ تراك للدفع الرباعي. وشهدت الثمانينيات أيضا تغيرات أخرى على المنتجات، ففي عام 1984 تم إيقاف إنتاج CJ-5 الشهيرة للتركيز على إنتاج الطرازات الأخرى مثل CJ-7 وCJ-8 سكرامبلر.
وفي عام 1985 تم طرح بيك أب جيب كومانشي لتكون جيلا جديدا من شاحنات جيب بيك أب، وفي عام 1986 ودعت جيب CJ-7 الشهيرة ورحبت بجيب رانغلر الجديدة عام 1987 والتي اشتركت مع CJ-7 بالشكل المفتوح للهيكل وقدرات الدفع الرباعي العالية على الطرق الوعرة، وتميزة بالنوعية العالية في القيادة والراحة التي تتمتع بها الشيروكي.
في 5 أغسطس 1987 اشترت كرايسلر كوربوريشن شركة AMC وواصلت مزاوجة تراث الدفع الرباعي لجيب مع مستويات السيارات الأمريكية في التحكم والسلامة والقيادة والراحة، كما أصبح المسرح مهيئا لبداية عصر جديد من تاريخ جيب.
وفي 22 مارس 1990 خرجت الشيروكي رقم مليون من خط التجميع، فخلال 7 سنوات من دخولها الإنتاج أصبحت شيروكي أبرز سيارة من نوعها.
بعد ذلك تمت إحالة غران واغنير وكومانشي إلى التقاعد. وشهد العام 1992 ظهور غران شيروكي التي كانت المعيار الجديد لسيارات الدفع الرباعي الرياضية، وقد حققت نجاحا ساحقا منذ ظهورها العلني الدرامي حيث اندفعت عبر جدار زجاجي مخترقة إياه للتعبير عن قوتها.
وخضعت غران شيروكي لعملية تجديد كاملة عام 1996 كما تم إطلاق رانغلر جديدة تماما في العام التالي 1997 لتكون أيضا المعيار الجديد لفئة الدفع الرباعي مع الاحتفاظ بتراث جيب العريق المتمثل بالعودة إلى استخدام المصابيح الدائرية ومنح السيارة خطوطا أكثر قوة.
وفي 17 نوفمبر 1998 شهدت جيب مرة أخرى تغييرا جديدا مع اندماج كرايسلر كوربوريشن مع ديملر ـ بنز لإنشاء ديملر كرايسلر التي أصبحت منذ ذلك التاريخ حاملة الاسم التجاري لجيب.
وفي عام 1999 أحدثت غران شيروكي ثورة جديدة في عالم سيارات الدفع الرباعي مع تقديم الجيل الثاني والجديد منها الذي تميز بخطوط أكثر عصرية ونعومة وتجهيزات فخامة أعلى.
وبعد 60 عام من ولادتها، مازالت جيب تواصل التزامها بأن تبقى الأفضل من خلال المحافظة على جذورها العريقة في صناعة سيارات الدفع الرباعي. وتجسد جيب شيروكي الجديدة «ليبرتي» التي عرضت في معرض ديترويت ال بما في ذلك مسار روبيكون الشهير.
كما وسعت شيروكي من نطاق المستخدمين حيث بدأت تستقطب الجيل الجديد من مشتري هذا النوع من السيارات الباحثين عن منتج يقدم لهم الراحة التامة على الطرقات.
وبسبب تراث جي ويقول ديفيد جلوريوس نائب الرئيس ومدير عام كرايسلر وجيب ودود في الدفع الرباعي وميزاتها الاستثنائية في التحكم والأداء على الطرق العادية.
أرجو أن ينال الموضوع على إعجابكم:D
أرجو التقييم
