.
أحبتي الكرام ..
أني لأكتب هذه الكلمات ..
وقلبي مشفق محزون على أهل الإسلام اليوم ..
وقد تكالبت عليهم أممُ الكفر والإلحاد ..
وأقبلت عليهم من كل صوب ..
وغزت عقائدهم وبدعهم بلاد المسلمين ..
ودخلت ضلالاتهم عقر دارهم ..
وهم في غفلة لاهون ..
وفي الباطل خائضون ..
ومن دينهم ساخرون ..
فلا هم عنه أذى الأعداء يذبّون ..
ولا هم له من شرور ألسنتهم تاركون ..
فإلى الله المشتكى .
لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ..
أن المسلمين إذا ما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
والجهاد في سبيل الله ..
فإن الله تعالى سيسلط عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يُراجعوا دينهم .
وإن وعد الله حق ووعد رسوله صدق ..
وها قد تحقق ما وعد به الرسول عليه الصلاة والسلام ..
فإن أعظم ما ذُل به المسلمون اليوم ..
هو أنهم لا يملكون حتى الدفاع عن دينهم ..
والذب عن جناب ربهم تبارك وتعالى ..
فترى المسلم يسمع سب ربه بأذُني رأسه ..
ثم لا يملك إلا أن يقول :
أستغفر الله ..
لا حول ولا قوة إلا بالله .
وتراه يقرأ الكفر والاستهزاء ..
في ما يُنشر في الصحف والمجلات وغيرها ..
وما يعرض عليه في أجهزة الإعلام ..
ولا يستطيع أن يغير من ذلك شيئاً ولا حتى أن يرد ويدافع !! .
ونحن نقول ما قاله الله تعالى :
{ ... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... } .
فإذا لم يترك من يًنسب إلى الإسلام منّا ..
السخرية والاستهزاء بدينه ..
فإننا سنسمعُه من الكفار أعداء الله تعالى على نطاق واسع ..
ولن يرفع الله عنا ذلك الأذى حتى نُراجع ونُصلح أنفسنا ..
ونُطهر صفوفنا .. ونتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً .
وهذا بعض ما يحصل في زماننا من الكفر العلني ..
والاستهزاء الجهري بالله ورسوله ..
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة :
- شيخ يلبس الجبة والعمامة ..
وله لحية عظيمة وملامح وجهه تعكس الشر والغضب ..
وبيده سلاح - رشاش - وأمامه جمع من النساء والأطفال ..
يتساقطون على الأرض من الرصاص ..
وفي أسفل الصورة تعليق ( الإسلام هو الحل ) ! .
تباً ( للديمقراطية ) التي فتحت الباب على مصراعيه للعابثين ..
أن يفسدوا في ملكوت الجبار المنتقم جل وعلا ..
ولو شُتم أحد من ذوي السلطان لقامت الدنيا وما قعدت ! .
وكم من عرضٍ ( تلفزيوني ) سخروا فيه من الصحابة الأجلاء ..
والعلماء الفضلاء ..
فتراهم يعرضون الصحابة بصور مشوهة ..
ونواياهم الخبيثة في ذلك معلومة مكشوفة ..
وهذا التشويه هو جزء من خطة ضرب الإسلام والمسلمين بالغزو الفكري ..
فالصحابي الجليل الذي تكون صورته عظيمة في أذهان الناس ..
يمثل شخصيته من هو فاسق فاجر ..
قد ظهر في مشاهد فاحشة خليعة في عروض أخرى !!
فتنطبع صورة هذا الممثل في الأذهان ..
فإذا ما ذكر اسم الصحابي الجليل فلا يستحضر العقل غيرها ..
ويُظهرون الصحابة حليقي اللحى أو أنها - ديكور - محلوقة إلا الذقن ..
ويلبس من الثياب المنقوشة المزخرفة المذهبة ..
ما يجعله أشبه بالنساء من بالرجال ..
وترى هذا الصحابي الجليل يقع في حب فتاة جميلة ..
من الصحابيات الشريفات الطاهرات ..
تُشغل فكره ليل نهار .. ويتواعد معها عند الماء ..
وكأنها قصص عشق وغرام .
ويظهرون الصحابيات والعابدات يرتدين الحجاب على الطراز العصري الحديث ..
منديلها الوردي يغطي مؤخرة رأسها فقط ..
وظفيرتاها متدليتان على صدرها المجسم من ضيق الثياب ..
كاشفة صدرها ونحرها .. ليبرق فيه العقد المنضد والزينة والحلي تثقلها ..
قد دققت حاجبيها وملأت وجهها بأنواع الأصباغ ومواد التجميل ..
و كلها ميوعة وميولة .. تُخالط الرجال وتصافحهم وتضحك معهم ..
ثم تقف على الحصير لتصلي وتناجي الجليل ..
ثم ترفع يديها وتقول بصوتها المتكسر الرقيق : يا رب يا رب !! .
- مسلسل يبث في شهر رمضان ..
شهر الصيام والقيام ..
يهدف إلى الاستهزاء بالدين وأهل ..
ومنذ ثلاثة عشر سنة وهو مستمر في الاستهزاء والسخرية ..
ولا أحد يستطيع أن يمنعه أو يقف في وجه .
- مسلسل خرج علينا بقوة في شهر رمضان المبارك ..
وبتحدي من مخرجه أن يمنع بثته ..
وهو استهزاء صريح .
[ وللتنبه ] :
أن من يشاهد هذه المسلسلات ولم ينكر عليها ..
ولم يقم من مجلسه الذي هو فيه فإنه يأخذ حكم المستهزئ .
والذي لا يأخذ حكم المستهزئ المكره بالجلوس أو من أراد أن ينكر ..
وأقل أحوال الإنكار ترك المجلس ومغادرة المكان ..
وإذا لم يغادر فحكمه حكم المستهزئ .
فكم من العالم من يشاهد هذه المسلسلات فقط في رمضان ؟! .
- ومن أشنع الكفر وأخسه في الاستهزاء ..
ما سمعناه مراراً من بعض الساخرين ..
إذا ما أنكر أحد عليهم سبهم وشتمهم لربهم جل وعلا ..
قولهم : وما خصك أنت في شتمه لله .. هل أنت ابن عمه !! .
ولا أرى مسلماً يشك في كفر قائل مثل هذه الأقوال المتقدمة .
الحذر من أمور تقع بين عامة الناس :
- قال أحد الفجار من جيران المسجد لبعض الشباب عند خروجهم من المسجد :
( مساكين أهل الجنة .. تكونون في حالة يرثى لها في فصل الشتاء ..
ونحن أهل النار متنعمين بالدفء والحرارة ) .
- صورة أخرى .. رجلٌ يدفع سيارته وسط الشارع ..
والشرطي يقف على الرصيف .. ويشير بيده ويصرخ بهذا :
( ادفع بالتي هي أحسن ) .
- يسأل أحدهم : من يدري أين سيكون مصير الفلسطينين يوم القيامة ؟
في الجنة أم في النار ؟
وعندما يفزع الناس من اجاباتهم وتوقعاتهم يقول ضاحكاً :
( سيبني لهم الله مخيمات بين الجنة والنار ) .
- وذكر أحد الدعاة بعضهم بأن لكل إنسان ملكاً عن يمينه وملكاً عن شماله ..
يكتبان الحسنات والسيئات .. فقال أحدهم ساخراً :
إذا كان الأمر كذلك فملك اليمين عندي جالس من غير عمل ..
يشرب القهوة ويدخن السيجارة ..
والآخر مسكين ليس عنده وقت للراحة يكتب ليل نهار ..
ثم راح يصرخ عن يمينه ويقول :
قم يا هذا لمساعدة صاحبك ! .
فضحك وضحك من حوله .
للحديث بقيه ...
