يسم الله الرحمن الرحيم
http://www.pca.gov.sa/npca.h2.jpg
نسمع دائماٌ بـ "الطفرة الاقتصادية " كمصطلح عالمي لدلالة على ثورة اقتصادية كبرى ، ولكن نحن المواطنين سمعنا اكثر من مرة ذلك المصطلح لكن لم نلمس سوى " طفرة " بالمعنى "العامي " اي ذالك الذي لايمتلك شئ ..
فلماذا تم استبدل معنى ذالك المصطلح في " مخيلة المواطن " ؟!
الاسباب عدة واخطائنا الاقتصادية " السعودية " في التعامل مع تلك "الطفرة " لا تعدى ولا تحصى ..
وأول تلك الاسباب واهمها هو " الانفاق العسكري الغير مدروس اطلاقا"
http://www.odci.gov/employment/images/0b_logo_o.jpg
انظروا اولا الى الانفاق العسكري حسب ما جاء في "الأحصائيات من الموقع الرسمي لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية CIA "
وهو مطلع على غالبية صفقات الاسلحة التي تتم بين الدول ، وتعتبر احصائياته معتمده من قبل الكثير من مراكز البحوث
حيث ذكر ان الصفقات العسكرية " للسعودية " في عام 2002 فقط هو "18 ألف مليون دولار"
وانظروا الى ان ترتيب " السعودية هو " العاشر عالميا في " التسلح "
http://www.yabdoo.com/users/7539/gal...160_p34666.jpg
انظر الى هذه الترتيب من موقع "CIA"
http://www.odci.gov/cia/publications.../2067rank.html
http://www.odci.gov/cia/publications...elds/2067.html
اي ما يعادل اكثر من "ثلث ميزانية الدولة" في ذلك الوقت وكان هناك عجز في الميزانية ايضا ومع ذلك تمت الصفقات ...
أتدرون ماذا يساوي ذلك الانفاق عند مقارنته ببقية دول العالم !!
فهو يعادل ضعف انفاق " اسرائيل " العسكري ، فأنفاق اسرائيل = 9 مليار دولار
(صورة لانفاق اسرائيل )
http://www.yabdoo.com/users/7539/gal...160_p34667.jpg
وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف انفاق " كامل دول الخليج " العسكري
فأنفاق الا مارات + الكويت+ البحرين+ قطر + عمان+ البحرين = أقل من 6 مليار دولار
وهو ما يعادل الانفاق العسكري لدول " أيران(4 مليار ) + والمكسيك( 6 مليار ) + وكندا( 9مليار ) " مجتمعة فانفافقهم مجتمعين = أقل من 19 مليار دولا ر
________________________________
ألا يدعو ذلك كله الى التسائل ؟؟
لماذا كل هذا الانفاق العسكري الغير مبرر ؟؟
70 مليار ريال سعودي سنويا تقريبا غير ( عمولات الصفقات ) التي تتجاوز لوحدها مليارات الدولارت بسبب سوء من يدير تلك الصفقات واتضح ذلك من خلال " صفقة اليمامة " التي تورط فيها مسئولين بريطانيين ومسؤلين سعوديين ايضا ومازلت لها صدى في الصحف البريطانية ..
لماذا تتم تلك الصفقات دون محاسبة ومسائلة ومراقبة من يقوم بتلك الصفقات ؟؟
لماذا احتاج وزير " الدفاع الكويتي " لأكثر من سنة ونصف الى القيام بمحاولات مستمرة " مع مجلس الامة " للتمرير قرار يتيح له تنفيذ صفقة لا تتجاوز ال 10 مليارات دولا ؟؟ وفي الاخر تمت الموافقة بعد تخفيض مكونات تلك الصفقة ؟؟!!
أما عندنا بالسعودية تتم الصفقات وتعتمد بمبالغ باهضة ، وتتم المشورة بين اشخاص لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ، و قد لا يفقه بعضهم " احتياجات الجيش السعودي " لكن بالاخير تتم الموافقة بكل سهوله رغم ان الميزانية تعاني من عجز كبير ...
ويتم اهدار تلك الاموال من دون محاسبة ولا مسائلة اطلاقا سواء من مجلس الشورى او غيره !!
وايضا " كتاب الصحف " لا يجرء احدهم في الحديث عن تلك الصفقات التي كلفت البلد المليارات وانهكت اقتصاده وفي الاخير جيش يصنف في المراتب المتاخرة من ضمن تصنيف الدول النامية !!
لاحظ ان مبلغ 70 مليار ريال يعتبر متوسط الانفاق العسكري السنوي في السعودية ، اي ان ذلك الانفاق يعتبر سنويا منذ اكثر من 18 سنة " من وقت توقيع صفقة اليمامة الاولى " اي انه يتراوح مابين الـ 60 وال 70 مليار
وفي الاخير لا نرى معدات تهابها الدول ولا نرى جيش تستطيع ان تضع عليه الامال !!
اي ان تلك الصفقات اغلبها كان عمولات كلفت الدولة مليارات دون فائدة ، ولو صرفت في المجال التنموي لكن فائدتها أعظم
لكن ماذا نفعل تجاه تلك القرارات الفردية الارتجالية؟
فتخيلوا لو أن ذلك الانفاق العسكري خفضناه الى النصف مثل بقية الدول الاوربية اي ان الانفاق لا يتجاوز 35 مليار ريال سعودي .. ( 8 مليار دولار فقط ) ( نصف ميزانية وزارة الدفاع السعودية الغير معلنة )
سيبقى لدينا 35 مليار سعودي نستطيع توجيها للجانب التنموي الذي يفيد البلد
فلو اننا خلال الـ 10 سنوات الماضية خصصنا كل سنة 35 مليار " نصف ميزانية الدفاع " لنوجهها للقطاع معين
فمثلا "
فلو اننا وجهنا ذلك المبلغ ( 35 مليار ريال ) في السنة الاولى الى بناء بيوت للفقراء واليتامى والمساكين..
سيوفر لنا ذلك المبلغ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية
أي سيكون كافيا بأذن الله لأسكان جميع " الفقراء والمساكين والايتام والارامل " الذين تخدمهم الجمعيات الخيرية
وبالتالي تستطيع الجمعيات الخيرية ان تتوسع في جانب التعليم والتدريب والتوظيف ونشر الوعي المهني لأولئك العوائل
وايضا سيتوجه اولئك بعد تأمين سكنهم الى محاولة التعايش مع المجتمع والعمل فيه وخدمته بدلا من انهم حاليا عالة عليه
وايضا لو وجهنا ذلك المبلغ(35 مليار ) في السنة التي بعدها الى بناء مدارس بدل من المدارس المستأجرة التي تهلك اقتصاد " وزارة المعارف " وايضا التي هي بيئة غير تعليمية، وليست مناسبة للتعليم
فذلك المبلغ يكفي لبناء " 7 ألاف " مدرسة اي لو زدنا مبلغ 10 مليارات فقط من السنة التي بعدها
لقضينا نهائيا على شئ اسمه " مباني مستأجرة للمدارس "
وفرنا على الدولة مئات املايين التي تصرف للأيجار ، وايضا نكون هيئنا الجو التعليمي المناسب..
وايضا لو وجهنا الـ 35 مليار في السنة التي بعدها
للقضاء على " مشكلة الصرف الصحي "
لكان ذلك المبلغ كافيا للقضاء على 90% من مشاكل الصرف الصحي بالمملكة و خاصة بالمدن الكبيرة مثل " جدة " التي عانت كثيرا من ذلك ، لكن الفردية في اتخاذ القرارات ادت الى اهمال شبكة الصرف الصحي بجدة مما ادى الى تأكل ما تبقى من " البنية التحتية " المهترة بالاساس
وايضا لو وجهنا ذلك المبلغ ( 35 مليار ريال ) في السنة التي بعدها الى استكمال أنشاء الطرق الدولية والداخلية
التي اودت بحياة المواطنين مثل طريق ( الشمال الدولي ) وايضا " الجنوب " الذي انتظرنا اكثر من 25 سنة لكي يتم استكمال انشائه في سنة 2008 القادم
فلو وجه ذلك المبلغ سابقا لكان كافيا لانشاء طرق دولية عالية المستوى ، حتى تكون بمستوى مكانة "المملكة " التي هي مقصد الحجاج من كل مكان ، وايضا التي هي نقطة وصل بين دول الخليج ودول الشام .
وايضا لو وجه ذلك المبلغ لبناء محطات كهرباء عمالقة لاستطعنا في اقل من "3 سنوات انهاء مشكلة الانقطاعات المستمرة في كثير من انحاء المملكة"
وايضا لو وجه ذلك المبلغ لبناء مركز تدريب دولية لكي تنتج شبابا يواكب تتطورات الحياة العملية ..
أرايتم لو تم الاهتمام بالتنمية بمثل ما تم به الاهتمام بتلك الصفقات العسكرية التي لم يتم التعامل به بشفافية من قبل الدول مما جعل الشكوك تدور حول " صحة تنفيذ ماتم الاتفاق عليه"
وأرأيتم ايضا انه من حق الجميع ان يتسائل كيف يكون عندكم فقراء وانتم " اكبر منتج للنفط "؟؟
نعم .. ليس شرطا ان نكون كلنا اغنياء لأننا أكبر منتج للنفط ، لكن ليس من المعقول ان يكون لدينا فقراء معدمون وبهذه الكثرة وعددهم يزداد يوما بعد يوم ؟؟
من المفترض ان لا يتم الموافقة اطلاقا على اي صفقة عسكرية حتى لو بـ " مليار " واحد فقط الا بعد موافقة مجلس الشورى على ذلك وايضا تكون لجنة من المجلس للمتابعة تلك الصفقة والتأكد من سلامة بنود العقد الذي سيتم توقيعه ومراقبة ايضا الصفقة وقت التنفيذ للتأكد من تنفيذها على ارض الواقع
هل يستطيع الملك عبدالله - حفظه الله - كبح جماح تلك الاخطاء في التعامل مع ثروة البلاد لكي ننعم بالطفرة الحالية ؟؟
ربمــــــــــــــــــــا
