مشاركة: الحكم الشرعي في التدخين
الحكم الشرعي في التدخين
" أصبح واضحا جليا أن شرب الدخان، وإن اختلفت أنواعه وطرق استعماله، يلحق بالإنسان ضررا بالغا، إن آجلا أو عاجلا، في نفسه وماله، ويصيبه بأمراض كثيرة متنوعة، وبالتالي يكون تعاطيه ممنوعا بمقتضى هذه النصوص، ومن ثم فلا يجوز للمسلم استعماله بأي وجه من الوجوه، وأيا كان نوعه، حفاظا على الأنفس والأموال، وحرصا على اجتناب الأضرار التي أوضح الطب حدوثها، وإبقاء على كيان الأسر والمجتمعات بإنفاق الأموال فيما يعود بالفائدة على الانسان في جسده، ويعينه على الحياة سليما معافى، يؤدي واجباته نحو الله ونحو أسرته فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف والله سبحانه وتعالى أعلم.
الإمام الأكبر
جاد الحق على جاد الحق
شيخ الأزهر
***
(بعد أن قرأت النشرات الطبية العديدة التي توضح آثار التدخين وأضراره الصحية والاجتماعية أقول إنه حرام قطعا ويجب على المدخنين أن يقلعوا عنه، وعلى غير المدخنين أن يتحاشوه، والله أعلم.
الدكتور عبد الجليل شلبي
عضو مجمع البحوث الإسلامية
"* "
الحكم الشرعي الذي تطمئن إليه النفس أن التدخين حرام (الدخان من الخبائث لمذاقه المر، ورائحته الكريهة، وأضراره البالغة، وعواقبه الوخيمة، ويكون حراما والله سبحانه وتعالى أعلم.
الدكتور حامد جامع
أمين الجامع الأزهر سابقاً
خبير موسوعة الفقه الإسلامي بالكويت
***
الآن وقد حسم أهل الذكر والاختصاص الطبي الأمر، فإن حكم شرب الدخان، بصفة عامة، يدور بين الحرمة والكراهة التحريمية.
وينبني عليه حكم الاتجار فيه، الذي يدور أيضا بين الحرمة والكراهة التحريمية، بالنسبة لمن يريد البدء في هذا الاتجار، لأنه حينئذ يتاجر في حرام ضار، أو في مكروه كراهة تحريمية، تقف على حدود الحرام .
الدكتور زكريا البري
أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية
كلية الحقوق، جامعة القاهرة
وعضو مجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بالأزهر
*****
إن مكافحة أو مقاومة التدخين سواء أكان حراما أو مكروها، أمر يقره الإسلام، لأنه يحب للمسلم أن يكون قويا كاملا في كل نواحيه الصحية والفكرية والروحية والاقتصادية والسلوكية بوجه عام.
الشيخ عطية صقر
عضو لجنة الفتوى ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
**
ان تناول الدخان على أي وجه، يستتبع عاجلا أو آجلا أمراضا شتى، أخطرها أمراض القلب والسرطان في الجهازين التنفسي والبولي كما أن فيه تبذيراً وإنفاقا للمال في غير حقه، فلذلك يكون حراما شرعا وحيث كان أمر الدخان كذلك فيجب الامتناع عن تناوله شرعاً وعقلا والله تعالى أعلم.
الشيخ مصطفى محمد الحديدي الطير
عضو مجمع البحوث الإسلامية
**
وحيث ثبت أن شرب الدخان وتعاطي السموم المخدرة بإجماع العقلاء، والمختصين من الأطباء، ضار بالنفس والعقل والمال، ويؤدي إلى إتلافها، أو الاعتداء عليها بتعطيلها وضعف إنتاجها كما أو كيفا، وجب الحكم بتحريم تناولها وتحديد عقوبة رادعة للجالبين لها والمتاجرين فيها والمتعاطين لها، كثر ما تعاطوه أو قل.
الشيخ عبد اللة المشد
عضو مجمع البحوث الإسلامية
ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر
وإذا تبين لنا ضرر التدخين على حياة الإنسان بمثل هذا القدر فإن مما لا شك فيه أن يكون محرما 0
الدكتور أحمد عمر هاشم
أستاذ ورئيس قسم الحديث
كلية أصول الدين- جامعة الأزهر
ومن كل ما سبق نقول: إن التدخين حرام، وإن واجب المسلمين أن يحاربوا هذه العادة الضارة المهلكة.
الدكتور الحسيني هاشم رحمه الله
وكيل الأزهر السابق
شرب الدخان حرام، وزرعه حرام، والاتجار به حرام، لما فيه من الضرر، وقد روى في الحديث " لا ضرر ولا ضرار " ولأنه من الخبائث، وقد قال الله تعالى في صفة النبي صلي الله عليه وسلم ((ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث وبالله التوفيق.))
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بالمملكة العربية السعودية
الرئيس: عبد العزيز بن باز
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
العضو : عبد الله بن غديان
العضو: عبد اللة بن قعود
الحكم الشرعي في التدخين
لفضيلة الإمام الأكبر
جاد الحق على جاد الحق
شيخ الجامع الأزهر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
فقد اهتم فقهاء المسلمين وكثرت أبحاث العلماء فى فحص حقيقة الدخان. وما يترتب على شربه وتعاطيه وما يتفرع على ذلك من حكم شرعي نتيجة لما يثبت من ضرره أو نفعه، حيث لم يرد في شأنه نص في القران أو السنة. ولم يعرف شرب هذا الدخان إلا في أوائل القرن الحادي عشر الهجري ، بعد أن ظهر فى بلاد الإفرنج، وفى أرض المغرب، وبلاد السودان، ثم شاع فى بلاد الإسلام.
وقد اختلفت كلمة الفقهاء فى بيان منافعه ومضاره منذ ظهوره واستعماله في البلاد الإسلامية ففريق ذهب إلى أنه يحتوي على فوائد كثيرة، منها على سبيل المثال، ما قاله أحدهم: انه يهضم الطعام، ويطفىء السموم، ويقتل الديدان في المعدة، ويسهل خروج البلغم، ويسخن الرأس والجسد، ويخفف الزكام، ويقوي الهمة، ويسهل خروج الفضلة بسرعة .
أما الفريق الآخر فيرى- كما نقله عن الأطباء والحكماء في عصره- أن شرب الدخان يحدث في ابتدائه بعضا من المنافع في البدن، حتى يداوم عليه فيحدث الغشاوة في البصر، والثقل في الأعضاء والإمساك في الهاضمة وقال بعضهم إنه حار يابس معطش مجفف، مضر للقلب والدماغ، ويورث الخفقان، ويغلظ الدم.
ومن هنا تضاربت آراء الفقهاء واختلفت كلمتهم وترددت أحكامهم بين الإباحة، والكراهة ، والمنع والحرمة والأصل في ذلك اختلافهم في الحكم على أصل الأشياء، فمنهم من قال: إن الأصل فيها الحرمة إلا مادل دليل الشرع على إباحته، ومنهم من رأى ان الأصل فيها الاباحة إلا مادل الشرع على حرمته. والفريق الثالث: يرى التفصيل بين المضار والمنافع، فالأصل في المضار الحرمة، والأصل في المنافع الاباحة.
وعلى ذلك: فمن رأى منهم ان شرب الدخان له فوائد في نظره قال بإباحة شربه، بناء عن ما فيه من منافع. أما من ثبت لديه ضرره وعدم نفعه حكم بحرمته، ومنهم من اضطرب في أمره وتردد بين منفعته وضرره فقال بكراهته. ومنهم من رأى ان في شربه إسرافا لأنه يشترى بثمن غالى فيدخل في الاسراف المحرم، مع نتن رائحته وأذيته، خاصة لمن يشربه، فحكم بحرمته.
وهكذا نجد أن كلمة الفقهاء لم تتفق على حكم شرب الدخان، حيث أنه لم يثبت لديهم على وجه القطع واليقين ما يترتب عليه من أضرار محققه أكيدة،كما أنه ليس هناك دليل او نص شرعي يقضى بحرمته أو كراهته.
وقد أوجز هذه الآراء وجمعها أحد العلماء فقال: أنه مباح، كما في " رد المحتار " لابن عابدين الحنفي. وقد أفتى بحله من يعتمد عليه من أئمة المذاهب الأربعة، كما نقله العلامة الأجهورى فى رسالته. وجرى على هذا العلامة عبد الغنى النابلسى الحنفي في رسالته التى ألفها في حله، فقال: انه لم يقم دليل شرعى على حرمته وكراهته، ولم يثبت إسكاره أو تفتيره بعامة الشاربين حتى يكون حرامأ او مكروها تحريما ، فهر يدخل في قاعدة: " الأصل في الأشياء الاباحة ". وفي " الأشباه " عند الكلام على قاعدة " الأصل في الأشياء الاباحة أو التوقف "، ان أثر ذلك يظهر فيما أشكل أمره، ومنه الدخان. وفي " رد المحتار " لابن عابدين: أن في إدخاله تحت هذه القاعدة إشارة الى عدم إسكاره وتفتيره وإضراره كما قيل،
وإلى أن حكمه دائر بين الإباحة والتوقف والمختار الأول لأن الراجح عند جمهرر الحنفية والشافعية، كما في " التحرير "، أن الأصل الاباحة، إلا أنه كما قال العلامة الطحطاوي ((يكره تعاطيه كراهة التحريم لعارض، ككونه في المسجد، للنهي الوارد في الثوم والبصل. وهو ملحق بهما، وكونه حال القراءة، لما فيه من الإخلال بتعظم كتاب الله تعالى... إلى أن قال: " والكراهة لعارض، لأننا في حكم ألاباحة في عامة الاحوال " وقول العمادي بكراهة استعمال الدخان، محمول- كما ذكره أبو السعود- على الكراهة التنزيهية. وقول الغزى الشافعي بحرمته قد ضعفه الشافعية أنفسهم، ومذهبهم أنه مكروه كراهة تنزيه إلا لعارض، والكراهة التنزيهية تجامع الإباحة.
ومن ذك نعلم حكم تعاطيه، وأن الأصل فيه الاباحة إلا لعارض يوجب تحريمه أو كراهته التحريمية، لضرره الشديد بالنفس، أو بالمال، أو بهما، أو تعاطيه في المسجد، أو في أثناء سماع القرآن لما فيه من المنافاة لتعظيم الله تعالى.
لما كان ذلك؟
وكان بعض قدامى الفقهاء يرون- نقلا عن الأطباء والحكماء- ان شرب الدخان يحدث في ابتدائه بعضا من المنافع في البدن، حتى يداوم عليه، فيحدث الغشاوة في البصر، والثقل في الأعضاء، والامساك في الهاضمة، وأن شربه حار يابس مجفف معطش، مضر بالقلب والدماغ، ويورث الحفقان ويغلظ الدم؟
ولما اكد هذا الطب الحديث، حيث اكتشف الأطباء المعاصرون ضرر التدخين وأثره على صحة الإنسان، فقد جاء في تقرير لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية تحت عنوان " التدخين والصحة ": (1)
" إن تدخين السجائر يلعب دورا رئيسيا في حدوث كثير من الأمراض، اكثرها أهمية أمراض قصور الدورة التاجية للقلب، وسرطان الرئة، والالتهابات القصبية (الشعبية) المزمنة،. وانتفاخ الرئتين، وعلاوة على هذه الأمراض التي تعتبر سببا رئيسيا للوفاة، فان تدخين السجائر يتسبب ني العديد من الأمراض التى تؤدي إلى عجز مؤلم وواسع النطاق، ناتج عن أمراض الصدر والقلب،كما أن هناك علاقة ببن انتشار قرحة المعدة والاثنى عشري وبين التدخين،كما أن التدخين له علاقة بسرطان الفم والحنحرة والبلعوم ".
يضاف إلى ذلك ما ورد فى كتاب " التدخين وأثره على الصحة ": (1)
يقول تقرير الكلية الملكية للأطباء للمملكة المتحدة عام 1977، إن كمية النيكوتين الموجودة في سيجارة واحدة كفيلة بقتل إنسان في أوج صحته، لو اعطيت له هذه الكمية من النيكوتين بواسطة إبرة فى الوريد.
كما يؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية: أن الوفيات الناتجة عن التدخين هي اكثر بكثير من جميع الوفيات الناتجة عن الأمراض الوبائية مجتمعة، وأن تدخين السجائر فى العصر الحديث يسبب من الوفيات ما كانت تسببه أشد الأوبئة خطرا في العصور السالفة.
" وقد أثبتت الإحصائيات الدقيقة في أوربا وأمريكا أن كثيرا من المدخنين " يعيشون حياة تعتريها الأمراض والأسقام، ولهذا تتجه الحكومات، وخاصة في البلاد المتقدمة، إلى بذل المجهودات لمحاربة التدخين والتقليل من آثاره الضارة. " وقد نشرت مجلة الطبيب البريطانى بحثا جاء فيه:- إن التدخين يؤدي إلى إضعاف الذاكرة، وذلك لأن المدخنين يعانون من تأثيرات التدخين السيئة علي الذاكرة، وهو يؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين وجلطات القلب والمخ..
" ويقول مدير الحملة المناهضة للتدخين في بريطانيا: إن الدراسات قد أثبتت أن هناك خطرا ملموسا على الصحة، إذا تواجد شخص غير مدخن في وسط يشيع فيه دخان السجائر.. "
تابع