مشاركة: شوف يا عباس......
في إطار القصف الجوي المستمر.. اغتيال كادرين من "سرايا القدس" غرب جباليا وقصف طريق صلاح الدين ومركز ثقافي في بني سهيلا
كتب خليل الشيخ:
ارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة في محافظة شمال غزة، مساء أمس، راح ضحيتها كادران من "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأصيب اثنان آخران بجروح متوسطة.
والشهيدان هما: سعيد عبد الفتاح أبو الجديان(45 عاماً) من مشروع بيت لاهيا، أحد قادة سرايا القدس، ومرافقه أكرم قداس (43 عاماً) من مخيم جباليا، وهو والد الشهيد راني الذي استشهد خلال اجتياح جباليا في العام 2004.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بغزة: إن جثماني الشهيدين وصلا أشلاء مقطعة، وكان من الصعب التعرف عليهما، فيما وصفت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان حالة المصابين بأنها متوسطة.
وقال شهود عيان: إن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً على سيارة من نوع ميتسوبيشي صفراء اللون استقلها الشهيدان، كانت تسير على طريق البحر بالقرب من مفترق أبو شرخ غرب بلدة جباليا، ما أدى إلى تناثر أشلاء الشهداء في المكان، وتدمير السيارة بالكامل.
ووصلت إلى المكان سيارات الإسعاف، حيث باشرت طواقم الإسعاف بجمع أشلاء الشهداء من مكان القصف.
ونعت "سرايا القدس" في بيان أصدرته، أمس، وعبر مكبرات الصوت، الشهيد أبو الجديان، قائد وحدة إطلاق القذائف الصاروخية، والشهيد قداس، متوعدة برد قاسي على الجريمة.
وقال خالد البطش أحد قيادي "الجهاد الإسلامي" معقباً على اغتيال اثنين من سرايا القدس: إن الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأخير.
وقال خالد الدحدوح قائد سرايا القدس في محافظات غزة: إن جريمة قتل الشهيدين لن تمر دون رد، مؤكداً أن هذا الرد سيكون في عمق إسرائيل.
وأكد مجدداً في تصريحات صحافية أن إسرائيل وضعت حداً للتهدئة بجرائمها المتلاحقة، وأن سرايا القدس ستقوم بتنفيذ عمليات فدائية ضد الأهداف الإسرائيلية.
من جانبه أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف سيارة كانت تقل نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي.
وانطلقت مسيرات حاشدة في أعقاب استشهاد قداس وأبو الجديان توجهت إلى مكان القصف، تنديداً بالجريمة، فيما توافد مئات المواطنين على منزلي الشهيدين تضامناً مع ذويهما، وشرعوا في إقامة بيتي عزاء.
ومن المتوقع اليوم (الثلاثاء) تشييع جثماني الشهيدين إلى مثواهما الأخير.
يذكر أن قوات الاحتلال كانت قتلت المواطنين حمزة حمدونة ومعتز المسلمي في بلدة بيت لاهيا مساء يوم السبت الماضي، في جريمة مشابهة.
من جهة ثانية، دمرت قوات الاحتلال، جزئياً، طريق صلاح الدين الواصلة بين معبر بيت حانون ومدينة غزة، فجر أمس.
وكانت طائرات مقاتلة، من طراز إف 16، قصفت، بثلاثة صواريخ، الطريق المذكورة، ومناطق زراعية أخرى شرق بلدة بيت حانون، ما أدى إلى إحداث حفر عميقة في الطريق، ومنع تنقل المواطنين وحركة المركبات.
وتسبب القصف، الذي جاء في إطار غارات جوية مكثفة، شنها الطيران الإسرائيلي، فجر أمس، على بلدة بيت حانون، بحدوث دمار كبير في شبكات المياه والصرف الصحي، وإحداث حفرة كبيرة يزيد قطرها على 20 متراً، بعمق ستة أمتار، وسط الطرق، بالإضافة إلى حدوث خراب كبير في شبكتي الكهرباء والهاتف.
ويستخدم أغلب المواطنين، المتجهين إلى منطقة إيريز لغرض العمل والعلاج، الطريق المذكورة، التي تعرضت أكثر من مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أضرار مشابهة.
وكانت قوات الاحتلال دمرت جسر العزبة، الذي يربط بلدة بيت حانون بالمناطق المجاورة لها، قبل نحو أسبوعين فقط، وأدى القصف المتواصل على المناطق الغربية لبلدة بيت حانون، إلى وقوع إضرار جانبية في عدد من المنازل.
من جانبها، باشرت طواقم الصيانة التابعة لبلدية بيت حانون، وشركتي الكهرباء والاتصالات، بإصلاح الإضرار التي وقعت على البنى التحتية، وأعيد فتح الطريق بشكل جزئي أمام المواطنين، إلى حين ترميمها بشكل كامل.
وكانت بلدية بيت حانون ناشدت، في مرات سابقة، الجهات الدولية والمحلية من أجل مساعدتها في إصلاح الأضرار، التي تتعرض لها المرافق العامة في البلدة من قبل قوات الاحتلال.
استهدفت مركزاً تعليمياً:
كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى بلدية بني سهيلا القديم شرق مدينة خان يونس، فجر أمس، ولم يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين.
واستهدف القصف الصاروخي بشكل مباشر مركز شروق للحاسوب وتكنولوجيا المعلومات التابع لجمعية شروق وسط مدينة بني سهيلا، ما أدى إلى تدميره كلياً.
وبحسب مصادر محلية في المنطقة لـ"الأيام" فإن طائرات إسرائيلية من نوع "أباتشي"، أطلقت صاروخ "جو أرض" على مركز الشروق للكمبيوتر الواقع في مبنى البلدية القديم، ما تسبب في إلحاق اضرار كبيرة وفادحة في جميع محتويات المركز، مشيرة إلى أن الصاروخ طال أيضاً محولاً كهربائياً، أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنقطة.
وذكرت المصادر نفسها أن صوت الانفجار هز جميع أنحاء المنطقة الشرقية وتسبب في دب الرعب والخوف في صفوف المواطنين، لا سيما الأطفال والنساء، كما أدى الى تحطم زجاج العشرات من نوافذ المنازل المحيطة بمبنى البلدية، منوهة الى أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني هرعت إلى المكان المقصوف لتقديم المساعدة للمواطنين.
ونددت بلدية بنى سهيلا بشدة بالحادث وقصف مبناها القديم وتعريض حياة السكان المجاورين للمبنى للخطر الكبير، مشيرة إلى أن المبنى يستخدم كمركز للأنشطة الثقافية والشبابية والرياضية، ويضم قاعة محاضرات وصالة رياضية ومركزاً للحاسوب والإنترنت.
وقال عبد القادر الرقب رئيس بلدية بنى سهيلا في حديث لـ"الأيام": إن المبنى تعرض لعدوان إسرائيلي إرهابي ظالم، لافتاً الى أن المبنى المكون من طابقين تعرض لخسائر كبيرة من شدة القصف الصاروخي.
وبين أن البلدية مؤسسة خدماتية مهمتها تلبية احتياجات المواطنين في شتى المجالات واحتضان النشاطات الثقافية والشبابية والرياضية في المنطقة، موضحاً أن الاعتداء يندرج ضمن مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية اليومية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني العزل.
وطالب الرقب المجتمع الدولي والعالم أجمع بالتدخل الفوري لوقف الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية له.
وعبرت جمعية شروق عن استغرابها الكبير لقصف مركز تعليمي تابع لها، منوهة إلى أن المركز يقدم خدمات تعليمية وترفيهية وثقافية وأنشطة شبابية.
وأدانت وزارة الداخلية والأمن الوطني، وبشدة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المواطنين، مبينةً أن سياسة التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا، لن تخدم عملية السلام والاستقرار في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان لها: إن استمرار سياسة التخريب والنسف المبرمجة التي تنتهجها سلطات الاحتلال تجاه الجهود التي تبدلها الأجهزة الأمنية، والتي وصلت إلى 100% في ظل الإمكانيات المحدودة، لن تخدم الأمن والاستقرار على المستويين الداخلي والخارجي، وعلى حكومة الاحتلال تَحمل كافة النتائج المتربة على ذلك.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي واللجنة الرباعية، إلى ضرورة التدخل الفوري لوقف التصعيد العسكري ضد المواطنين وقوات الأمن، مؤكدةً أن هذا التصعيد، لا يمكن أن يُحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
http://www.al-ayyam.com/znews/site/menu/15.gif
