إتخذت شركة إنتل الرائدة في مجال الرقاقات المايكروية قرارا نهائيا بالتخلي عن أحد أقدم علاماتها التجارية وأكثرها قيمة. وقد صرح مصدر مسؤول في شركة إنتل بأن العلامة التجارية "Pentium" التي ظهرت لأول مرة في العام 1993 كإسم تجاري للجيل الخامس من معالجاتها سيبدأ بالإختفاء بهدوء في جيل المعلجات الحالي مثل سلسلة معالجات 600 الأحادية النواة بالإضافة الى عائلتي "D 800" و"D900".
وصرح المصدر بأن شركة إنتل ستسقط الإسم "Pentium" دون أن تقوم بعمل إعلان كبير، بل ستترك هذا الإسم يأفل بهدوء عن طريق الإنتقال الى أسماء معالجات جديدة مثل الإسم "D 920" أو "Intel 672" دون الحاجة الى تقديم الإسم التجاري الجديد. وعلى الرغم من أن الشركة رفضت الإدلاء بأي تعليق على العلامة التجارية المتلاشية، إلا أن الإنتقال سيبدأ في القريب العاجل على ما يبدو.
وعلى الرغم من أن قرار التخلي عن علامة تجارية قوية يعتبر عملا فيه مخاطرة، إلا ان بعض المحللين والمراقبين يشيرون الى ان تقليد تسمية المعالجات بالإسم "Pentium" أصبح تقليدا قديما كما أنه أصبح مربكا ويحتاج الى إنعاش. يقول "Kevin Krewell" وهو أحد المحللين في مجال المعالجات: "في رأيي، كان من الأفضل ان تقدم شركة إنتل إسما جديدا بعد إطلاق العلامة (Pentium II). لقد كان الإسم مربكا في ذلك الوقت فما بالك الآن". ويبدو ان نقلة نوعية في إستراتيجية التسويق في شركة إنتل قد حسمت الأمر بطرد هذه العلامة بعد تفريخ أكثر من دزينة من الأسماء التابعة لهذه العلامة منذ تقديمها لأول مرة في العام 1993.
وطبقا لما يقوله "Krewell"، أصبحت المعالجات أقل أهمية بالنسبة لشركة إنتل، إذا يقول: "لم تعد المعالجات بنفس أهميتها السابقة بالنسبة لشركة إنتل، إذ أن التركيز اليوم ينصب على المنصات مثل منصة (Centrino)". ويتوقع "Krewell" بأن خسارة العلامة "Pentium" سيكون له أثر مالي، لكنه يعتقد بأن هذا الأثر المالي لن يكون ذو تأثير كاف للتسبب بضرر لإنتل.
ويقول "Rob Enderle"، وهو محلل رئيسي في مجموعة "Enderle"، بأن إنتل أخبرت مصنعي أجهزة الكمبيوتر منذ زمن بأن العلامة "Pentium" ستتلاشى، ويقول: "لقد إستاء مصنعي أجهزة الكمبيوتر من هذا القرار، فالعلامة Pentium أبقت خط الإنتاج منظما نوعا ما. إن التعقيد في منتجات إنتل يخلق العديد من المشاكل ترتيب النظام، إنه كابوس!".
وبينما قد تستفيد كبرى شركات صناعة وبيع أنظمة الكمبيوتر مثل شركة "Dell" من هذا القرار، يعتقد "Enderle" بأن صانعي الأنظمة التقليدية سيتم التخلي عنهم، إذ يقول: "كلما زادت الخيارات، زادت المشاكل التي تظهر في أسواق بيع التجزئة".
ويذهب "Enderle" أبعد من ذلك ويقول بأن شركة "AMD" قد تستفيد من قرار التخلي عن "Pentium" وتستقطب إهتمام صانعي الأنظمة. وبينما تراقب "AMD" عن قرب ما يطلبه مصنعي أجهزة الكمبيوتر، لدى شركة إنتل تاريخ في عدم سماع ما يقوله مصنعي أجهزة الكمبيوتر، فالأسلوب الذي تستخدمه في التعامل معهم هو: "لا بأس إذا لم توافق، إذ أننا سنطرح ما نريد على أي حال" طبقا لما يقول "Enderle".
ومع ذلك، يصف "Enderle" قرار إنتل بأنه قرار غريب، إذ يقول: "لم تتسبب هذه العلامة بخسارة أو ضرر يجبر إنتل على التخلي عنها. لا أتذكر بأن هنالك شركة سبق وأن تركت علامة تجارية قوية مثل Pentium. تخيل أن تقرر شركة General Motors التخلي عن بيع الطراز Chevrolet، إنه لأمر غريب".
تاريخ العلامة التجارية "Pentium"
إبتكرت العلامة التجارية "Pentium" في العام 1992 من قبل شركة "Lexicon" للعلامات التجارية، وهي شركة إبتكرت علامات تجارية شهيرة مثل العلامة "PowerBook" لشركة "Apple"، والعلامة "InDesign" لشركة "Adobe". وقد قدمت شركة إنتل هذه العلامة في شهر مارس من العام 1993 مع أول معالج "Pentium" والذي كان من المفترض تسميته بالإسم "i586". وقد شجعت الحقيقة التي تنص على أن الأرقام لا يسمح لها بأن تكون علامة تجارية شركة إنتل على التحول الى إسم مخصص لمعالجاتها.
عمل أول معالج من طراز "Pentium" بسرعة تتراوح من 60 الى 66 ميجاهيرتز، وقد ضم هذا المعالج 3.1 مليون ترانزستور كما إرتكز على تقنية 800 nm. وقد عانى الطراز الأول من معالجات "Pentium" من مشكلة شهيرة هي مشكلة الفاصلة العائمة (Floating Point) والتي كلفت شركة إنتل خسائر تقدر بحوالي 450 مليون دولار.
الجيل الثاني من معالجات "Pentium" كان المعالج "Pentium Pro" الذي تم طرحه في شهر نوفمبر من العام 1995 وكان يرتكز على معمارية "P6". وقد ضمت هذه الرقاقة 5.5 مليون ترانزستور وعملت بسرعة تتراوح من 150 الى 200 ميجاهيرتز. وبعد حوالي السنة، قدمت شركة إنتل معالجها "Pentium MMX"، وهي أول رقاقة مصممة للقيام بأعباء الوسائط المتعددة، وقد عملت هذه الرقاقة بسرعة تتراوح بين 166 الى 200 ميجاهيرتز.
قدم المعالج "Pentium II" لأول مرة في شهر مايو من العام 1997، وقد ضم 7.5 مليون ترانزستور وكانت سرعته الإبتدائية 266 ميجاهيرتز، وفي شهر فبراير من العام 1999 تم تقديم المعالج "Pentium III" الذي عمل بسرعة إبتدائية 450 ميجاهيرتز، وأوصل هذا المعالج إنتل الى ما فوق الجيجاهيرتز في العام 2000. وقد راهنت شركة إنتل على هذا المعالج للفوز في سباق "الجيجاهيرتز" الذي خاضته ضد شركة "AMD". لكنها خسرت، تحت وطأة منافستها، سباق إطلاق أول معالج بسرعة جيجاهيرتز واحد مما تسبب في ضعف مبيعات هذا المعالج. وفي شهر يوليو من العام 2000، إعترفت شركة إنتل بأن معالجها "Pentium III" ذي السرعة 1.13 جيجاهيرتز كان أكثر المعالجات غير الجديرة بالثقة وغير المستقرة التي تنتجها، مما دفعها لسحب المنتج من الأسواق.
تم تقديم المعالج "Pentium 4" والمرتكز على معمارية "NetBurst" في شهر نوفمبر من العام 2000. وقد كان أول تصميم جديد للشركة منذ جيل "P6"، وقد قاد الشركة من تقنية "180 nm" والمسماة "Willamette" الى تقنية "65 nm" المستخدمة اليوم في معالجات "Pentium" ذات النواة المزدوجة. وتضم معالجات "Willamette" 42 مليون ترانزستور ومن المتوقع أن تصل سرعتها الى 3.6 جيجاهيرتز، بينما يتوقع ان تصل سرعة سلسلة معالجات النواة الواحدة "Pentium 600" الى 3.8 جيجاهيرتز.
وتعاني المعالجات الرتكزة على معمارية "NetBurst" من مشاكل الحرارة الزائدة بالإضافة الى أنها شرهة للطاقة، الأمر الذي دفع شركة إنتل الى الإعلان عن نقلة نوعية في إستراتيجية التصميم: فبدلا من تسارع نمو سرعة المعالج، أعلنت إنتل في شهر أغسطس من العام الماضي بأنها ستركز على تعديل تصميم الرقاقة بحيث تصل الى توازن في إستهلاك الطاقة والسرعة. ولن يسمى المعالج المبني على هذا التصميم الجديد والذي يرتكز على نواة "Merom" بالإسم "Pentium"، ويتوقع ان يتم طرحه في شهر سبتمبر من هذا العام.
