بدأت في كتابة هذا الموضوع و أنا في اللحظات الأخيرة في لعبة Sonic Rush ، اللعبة التي علقت عليها الامال و الطموحات العريضة بأن تكون اللعبة التي تعيد أمجاد القنفذ الأزرق الصغير ، اعتقدت أنني سأجد فيها ما سيعيدني إلى لحظات الطفولة و تلك الأيام الجميلة ، مع ذكريات سونيك الأسطورية حين كان عالم الفيديو جيمز يعيش عصره الذهبي ، لكنني اكتشفت بأنني كنت أحلم -___-
قبل أن يفهمني أحد بشكل خاطىء ، إصدارة Rush ليست لعبة سيئة على الإطلاق ، بل هي لعبة بلاتفورم جيدة جدا و تحتوي على عناصر كفيلة بإبقائك مستمتعا بها لفترة لا بأس بها .. لكن هل هذا فقط ما كنا نحن عشاق سيجا ننتظره ؟!! أحد أهم النقاط التي جعلتني أحترق من الغضب في هذه اللعبة هي موسيقى التكنو ! ما هذا انها مهزلة >< نعم أين تلك الألحان السحرية الجميلة التي عشناها في الأجزاء الأولى لحن مرحلة البركان في الجزء الأول و لحن مرحلة الغابات في الجزء الثاني نعم انها ما زالت عالقة بهذني حتى الان ، فهي ليست مجرد مقاطع موسيقية و حسب بل هي مجموعة من أعظم الألحان التي عرفها تاريخ الفيديو جيمز ! و بسبب ألحان لعبة سونيك بالأساس اشتهرت شركة سيجا لاحقا بأنها تصنع ألحان في غاية الروعة لألعابها لكن يبدو بأن كل هذا قد انتهى الان -___-
التوزيع الموسيقي الغريب و الالات الموسيقية المستخدمة في ألحان سونيك السابقة جعلت لها وقعا خاصا على أذن اللاعب بل إنني أكاد أحيانا أرفع درجة الصوت إلى أقصاها من شدة عشقي لهذه الألحان المجنونة و أشعر بأنني أريد أن أسافر إلى اليابان لتقديم الشكر و الثناء لمن صنع هذه الموسيقى ، لذا تخيل صدمتي عندما اكتشفت بأن كامل ألحان سونيك رش – كما ذكرت سابقا – تكنو مع أصوات غبية تتردد مثل ( بوم بوم – تاتاك تاك ) و الخ من هذا الهراء ، مما أفقد اللعبة جزءا كبيرا من هويتها بالنسبة لي كلعبة سونيك ثنائية الأبعاد أصيلة .. و ليست فقط موسيقى اللعبة بل حتى ألحان القوائم و معارك الزعماء تبدو على النمط الحديث الذي يصلح بأن يستمع إليه شاب سخيف خرج مع صديقته لتناول العشاء في ماكدونالدز و ليس عاشقا حقيقيا لسيجا و سونيك على وجه الخصوص .
بعد هذه المشكلة البسيطة ما رأيك عزيزي القارىء لو قمت بإحباطك أكثر ؟ خيبة الأمل الثانية هي مستوى المراحل ! نعم من حقك أن تستغرب فسونيك قدمت في الماضي مراحل تكاد تنطق و تقول : أنا مراحل إبداعية لن تنساها أيها اللاعب ! أما الان فكل ما تقدمه اللعبة هو كل تلك المراحل المكررة منذ سونيك أدفانس 2 ، مصانع – مرحلة مائية و مرحلة في الليل ، مع بضع قفزات و ما إلى ذلك ، حتى أن المراحل أصبحت خالية بشكل مرعب من تلك الأسرار الرائعة التي كنا نكتشفها في الأجزاء الماضية ، و حتى أسهل عليكم تخيل الأمر يمكنني وصف تصميم مراحل الأجزاء القديمة ( بالتصميم الذكي ) بينما سأصف تصميم المراحل الجديدة بأنه ( غير ذكي ) ، و أنا على ثقة من أن لاعبي البلاتفورم الحقيقيين سيفهمون فورا ما عنيته ها هنا ..
حسنا .. ماذا عن معارك الزعماء ؟ عليك أن تنسى تماما الإبداع السابق بمعارك الزعماء حيث يبدون ها هنا كزعماء تقليديين بلا أفكار مثيرة ، مجرد تفادى ضربة هذا الزعيم أو ذاك و كرر ذلك ثم وجه إليه ضربة ، كرر هذه العملية عدة مرات لتجد نفسك قد انتهيت >< ، سونيك تيم و يوجي ناكا أحقا هذا كل ما استطعتم فعله ؟
الأمر الذي يحزنني و يؤلمني في ألعاب سونيك و ألعاب سيجا بشكل عام ، هو أنها أصبحت ألعاب بلا هوية ! بلا طابع مميز ، بلالمسة كلاسيكية ! لماذا يا سيجا ؟ لماذا ؟ انظري إلى ألعاب ماريو البلاتفورمية ، قديمة أو جديدة لا يهم ، ثنائية الأبعاد أو ثلاثية كذلك لا يهم ، جميعها متقاربة في المستوى و تقدم نفس ( الأتموسفير ) الخلاب الذي صنع شعبية ماريو منذ الصغر ، ليس ذلك فحسب بل إن ألعابه تسير من حسن إلى أحسن في معظم الإصدارات ! فهي على الأقل حافظت على كلاسيكيتها و نكهتها ، بينما سونيك تجردت من كل ما كان يمت لألعاب سونيك السابقة بصلة .
و ليت الأمر اقتصر على ألعاب سونيك ، فمجموعة من أهم و أفضل ألعاب سيجا على الجنسس لم تعاود الظهور مطلقا ! هل يذكر أحدكم الرائعة Street of Rage ؟ بل و ربما كان السؤال أكثر صحة لو كان : هل يستطيع أحدكم أن ينساها ؟ كانت أحد الألعاب التي جعلتنا نتجمهر طويلا أمام التلفاز و نواصل اللعب لساعات طويلة بلا ملل حتى ننهي اللعبة أو حتى يحترق المحول الكهربائي ! و ماذا عن Golden Age ؟ أيضا كانت لعبة عظيمة تملك نكهتها
الخاصة و كنت أحب هذه النكهة كثيرا ! أين هذه الألعاب يا سيجا ؟ هل سأراها بالمستقبل أم أن أحفادي سيكونون أصحاب الحظ السعيد ؟ كلا ، صعوبة التحويل إلى البعد الثلاثي مع الحفاظ على جوّ اللعبة ليس عذرا ! شاهدي رائعة تيكمو نينجا جايدن من يصدق بأنها ذات اللعبة القديمة ؟ نينجا جايدن سببت فوضى عارمة لدى عرضها قبل أن يتم طرحها في الأسواق و لم تخيب امال جماهيرها أبدا ، و هي بالتأكيد واحدة من أفضل ألعاب هذا الجيل بأكمله . و ماذا عن مترويد ؟ تحولت إلى البعد الثلاثي و لكنها حافظت على نفس ( الأتموسفير ) بشكل عجيب حتى أنك لو كنت من لاعبي مترويد القدامى ثم أمسكت ذراع تحكم الكيوب للعب برايم فستقول فورا : يا إلهي انها مترويد ! إمكانيات الأجهزة تطورت و الخبرات البشرية متوافرة ، كذلك الأموال ، إذن ما الذي ينقص الشركة الزرقاء حتى تعود كسابق عهدها ؟ وهل هي فعلا أصبحت شركة ذات ألعاب ركيكة أم أنني فقط من يرى ذلك ؟ هل أنتم مقتنعون بمستوى ألعاب سيجا الجديدة و بالأخص سونيك ؟ هل تشعرون بنفس النكهة القديمة ؟
لقد طفح الكيل يا سيجا ، طفح الكيل >< ، و لكننا سنبقى نحبك ! حفاظا على كل ابتسامة نجحت في رسمها على شفاهنا يوما ما ..
بانتظار ارائكم ، و تعليقاتكم على المسكينة ... سيجا !
وشكرا