شركات خليجية تستعين بالإعلانات وعلماء دين ضد "المقاطعة الخاطئة"
الرياض - حنان الزير, دبي - العربية.نت
تكبدت شركات خليجية خسائر كبيرة بسبب إدراج أسمائها عن طريق الخطأ في قوائم المقاطعة للبضائع الدنماركية على خلفية نشر صحيفة دنماركية رسوماً مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم, الأمر الذي دفع هذه الشركات لنشر حملات إعلامية واسعة الانتشار للتأكيد أنها خليجية وأن منتجاتها وطنية 100 %.
وتضررت بشكل خاص شركتان: الأولى هي الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية (سدافكو)، بسبب علاقة قديمة, عند التأسيس, مع إحدى الشركات الدنماركية، قبل أن تتوقف تلك العلاقة في العام 1987 والثانية هي شركة الألبان الكويتية الدنماركية (كي دي دي)، بسبب اللبس الذي سببه الاسم بالإضافة إلى شراكة دنماركية قديمة انتهت منذ عام 1982 .
واستعانت بعض الشركات بهيئات دينية وعلماء لطمأنة المستهلكين بأن منتجات هذه الشركات غير دنماركية, وركزت شركة "سدافكو" في حملاتها الإعلانية على نشر صورة رجل سعودي مسن حاملا "سبحة" وعبوة حليب وكُتب تحته "إن لم يكن هذا الحليب سعودياً 100%، فأنا دنماركي 100%".
وقال مساعد مدير التسويق في "سدافكو" عمرو الضليمي لـ"العربية.نت "إن الشركة لجأت مؤخرا إلى نشر حملات إعلانية وإعلامية لتوضيح أن الشركة سعودية وطنية بنسة 100 %، وإنه تم شراء حصة الدنماركين والتي لا تتجاوز 4 % منذ عام 1987.
وأضاف أن فكرة "الإعلان" تتمحور حول مسن سعودي يتجاوز عمره 80عاما وذلك للتأكيد على أن الحليب سعودي 100 % مثل هذا الرجل المسن الذي لا يمكن أن يكون دنماركياً.
وأوضح أن الشركة تأسست في عام 1976م كمشروع مشترك بين بعض رجال الأعمال السعوديين والكويتيين بنسبة 48% لكل منهما وبنسبة 4% لشركة تيرنكي دياريز الدنماركية (دي تي دي) وبدأ الإنتاج في جدة عام 1977، وفي عام 1987م تخارج الشريك الدنماركي وباع كافة حصصه إلى الشركاء السعوديين والكويتيين وذلك في 3 شركات مستقلة في كل من جدة والمدينة والدمام وانتهت العلاقة وكافة المعاملات مع الشريك الدنماركي.
وأكد أنه في عام 1990 تم دمج هذه الشركات تحت مسمى "الشركة السعودية لمنتجات الألبان والأغذية المحدودة" (سدافكو) ومنذ ذلك التاريخ تقوم "سدافكو" بتصنيع منتجات وطنية سعودية 100% في مجالات الألبان ومشتقاتها والآيس كريم ومعجون الطماطم والأجبان والمياه المعدنية والحمص والأغذية الخفيفة وذلك في إطار نظام حماية وتشجيع الصناعات الوطنية, وتمارس نشاطها وفقاً لأنظمة المملكة العربية السعودية (نظام الشركات ونظام هيئة السوق المالية) وهي حالياً شركة مساهمة عامة سعودية.
وذكر أن قوائم تضم منتجات عدة شركات منها "سدافكو" وزعت في الأسواق والمدارس وعبر الانترنت مما تسبب في إلحاق أضرار وخسائر بمنتجات الشركة تجاوزت 25 % من المبيعات, وأن بعض المحلات التجارية الكبيرة قاطعت منتجات الشركة وأن بعض العاملين فيها تعرضوا للضرب والسب والإهانة وتم قذف مقرها بالحجارة.
من وضع القوائم؟
وقال: "لا نعلم من قام بتصنيفنا ضمن الشركات والمنتجات التي يجب مقاطعتها دون التـأكد من حقيقة الشركة" لكنه رفض توجيه أي اتهام إلى أي شركة منافسة واكتفى بالقول "إن من وضعنا في القائمة أناس طيبون والمنافسة في السوق قائمة على المنافسة الشريفة".
وحول استيراد مواد خام من الدنمارك, أكد أن نسبة هذه المواد لا تتجاوز 2 %, وهي مواد تصنيع وأن الشركة أوقفت هذه الواردات فور نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم, وأن الشركة بحثت عن البدائل ووجدتها في بعض دول شرق آسيا ومنها ماليزيا.
وأشار إلى أن منتجات الشركة واجهت مقاطعة مشابهة لما حدث بالسعودية في دول الخليج وأن الأزمة بدأت في الانفراج بعد التوضيحات التي تم نشرها.
عودة للأعلى
جهات شرعية تدلى برأيها
وعلى صعيد متصل, ذكرت جريدة البيان الثلاثاء 14/2/2006 أن "كي دي دي" واجهت مشاعر المقاطعة المرتكزة على مبادئ دينية، بالسلاح ذاته، وحصلت من جهات شرعية في الكويت ودول خليجية أخرى على ما يشبه "فتاوى" تدعو المستهلكين إلى عدم مقاطعة منتجاتها.
وقال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الكويت الدكتور محمد الطبطبائي في رسالة موجهة إلى الشركة: "بعد اطلاعي على الوثائق المرفقة بشأن عقد تأسيس الشركة ومكونات الإنتاج التي أفادت بها الإدارة العامة للجمارك فقد تبيّن لي عدم وجود مستثمرين دنماركيين أو اشتمال المنتجات على مشتقات تستوردها الشركة من الدنمارك، لذا أدعو الله لكم بالتوفيق".
من جهتها، استهلت "سدافكو" بعض إعلاناتها بآيات تحرّض المؤمنين على التبيّن من صحة الأنباء قبل أن يصيبوا قوماً بجهالة, واستعانت بكلمات الداعية الإسلامي السعودي الشهير سلمان بن فهد العودة وهي: "إن شركة سدافكو المصنعة للأغذية ليست لها علاقة بالمنتجات الدنماركية, وبعبارة للشيخ الدكتور عبد الله المطلق تقول: "لا يجوز مقاطعة حليب السعودية سدافكو لأنه وطني 100%".
وقال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة "كي دي دي" محمد عزت جعفر "نسعى إلى استقدام شهادات أخرى من كل هيئات موثوقة في كل سوق على حدة" وإن رأسمال الشركة كويتي 100%، غير أن اسم الشركة صار مدعاة لبس في الفترة الأخيرة, وإنه توجد دعوات لتغييره في أوساط المستهلكين وأعضاء في مجلس إدارة الشركة، إلا أن دعوات بالمقابل ترفض تغيير الاسم لأنه سيفتح بابا آخرا للأقاويل ويثبت الاتهامات الباطلة وهناك انقسام حاد في هذا الشأن، و"نحن لم نقرر بعد ما إذا كنا سنبقي على الاسم أو سنغيره".
تعليق أعجبني من احدهم : "هذه نتيجة افكاركم و عقولكم يا عرب .. فانتظروا المزيد من الخسائر و الذل بسبب عقولكم المتحجرة .. و سياتي اليوم الذي تتسولون فيه العقود من الدول الاوربية و تعتذرون قبلهم عن كل شيء ."
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/02/15/21167.htm
