أخبار سياسية مشروع «المصالحة« في العراق لا يقر الحوار مع فصائل المقاومة

مشروع «المصالحة« في العراق لا يقر الحوار مع فصائل المقاومة

بغداد: د. حميد عبدالله

انجزت الحكومة العراقية مسودة مشروع المصالحة الوطنية الذي من المؤمل ان يعلنه رئيس الوزراء العراقي خلال الايام القليلة القادمة!
وتضمن المشروع الذي حصلت (أخبار الخليج) على نسخة منه 22 فقرة لا تتضمن اعترافا بالمقاومة ولا تقر الحوار مع الفصائل المسلحة ولا تضع جدولا زمنيا لانسحاب قوات الاحتلال. ويؤكد المشروع عقد سلسلة من المؤتمرات لرجال الدين ورؤساء العشائر العراقية وللقوى السياسية التي وصفها البيان بالفاعلة والمؤثرة في الساحة العراقية على امل ان تصدر عن هذه المؤتمرات فتاوى تدعم عملية المصالحة وميثاق شرف يضع حدا للتناحر السياسي وتعهد من جميع القوى السياسية بدعم العملية السياسية ومكافحة الفساد الاداري والارهاب! كما أكد المشروع اعتماد خطاب سياسي عقلاني من جانب القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية وان تتخذ هذه القوى المشاركة موقفا واضحا ممن اسماهم المشروع بـ(الصداميين والإرهابيين)، كما تضمن البيان ضرورة وضع حد لانتهاكات حقوق الانسان في العراق والطلب من قوات الاحتلال وضع آليات تمنع انتهاك حقوق المعتقلين وتضمن اشارة واضحة الى هيئة اجتثاث البعث مطالبا باعادة النظر في آلية عملها واخضاعها لمعايير قانونية وقضائية وابعادها عن الاغراض السياسية! ولم يتضمن البيان اية اشارة الى الآلية التي يمكن من خلالها وضع حد لحالات القتل والاختطاف والاغتيالات التي يعاني منها الشارع العراقي، واكتفى باشارات حول اعتبار القضاء هو المرجعية الوحيدة في معاقبة المجرمين والذين ينتهكون القانون، وتأكيد تحسين الخدمات وجعل القوات المسلحة غير خاضعة لنفوذ القوى السياسية واصدار عفو عام عن الموقوفين والمحتجزين الذين لم تثبت ادانتهم! ويرى مراقبون في العاصمة العراقية ان مشروع المصالحة لن تكون له انعكاسات واضحة على الشارع العراقي مادام قد تجاهل الاعتراف بالمقاومة او التحاور معها كما تغاضى عن وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال من العراق، وهي المطالب الاساسية للمقاومة ولجميع القوى الرافضة للاحتلال التي ترى في انسحاب المحتل شرطا اساسيا للحوار المجدي، وبعكس ذلك فان الوضع في العراق سيبقى متفجرا ومرشحا للانهيار في أية لحظة.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.asp?Article=168670&Sn=WORL