وأمرهم شورى بينهم
سيناريو افتراضي بديل لما يجري الآن في لبنان على خلفية المواقف العربية من حزب الله وتحميله مسؤولية مغامرته غير المحسوبة لعدم التشاور مع الأطراف الاخرى.
الساعة 08 والدقيقة 50 من صباح الثلاثاء 11 تموز 2006:
قائد ميداني لحزب الله على الهاتف مع الأمين العام حسن نصرالله: سيدي.. رصدنا هذه اللحظة دورية اسرائيلية بمحاذاة الخط الأزرق وعناصر الاستطلاع لدينا تؤكد امكانية مهاجمتها وأسر بعض الجنود لمبادلتهم مع أسرانا من جهة وتخفيف الضغط على اخواننا الفلسطينيين في غزة من جهة أخرى. سيدي.. أطلب الاذن بتنفيذ العملية خلال 15 دقيقة على أبعد تقدير.
نصرالله: حسن..حسن, سأفعل ولكن دعني أولاً أجري بعض الاتصالات واستمزج آراء الأخوة العرب, فهم الآن متمسكون أكثر من أي وقت مضى بقاعدة الشورى بينهم.
يفتح نصرالله الخط الدولي ويتهاتف مع 23 سلطاناً وملكاً وأميراً وولياً للعهد ورئيساً للجمهورية ورئيساً للدولة ورئيساً للوزراء و...أخ قائد للثورة. جميعهم بلا استثناء بارك العملية من حيث المبدأ وطلب مهلاً للتشاور. منهم من تشاور مع نوابه ومساعديه ومعاونيه ومستشاريه ووزرائه وأركان حربه وجواريه ومحظياته وقارئات الكف والفلبينيات المعتمدات لدى البلاط. بعضهم تشاور مع واشنطن ولندن وباريس وموسكو وطهران واسلام أباد وبوينوس آيرس والمآتا وعاصمة توغو الصيفية و...تل أبيب. من ثم تشاوروا قيما بينهم. أجل...فأمرهم شورى بينهم
الساعة 08 والدقيقة 55 من صباح السبت 11 تموز 2009:
حسن نصرالله يتلقى اتصالات هاتقية من 33 قائداً وزعيماً عربياً وكل بدوره صرخ عير الأسلاك مدوياً: امض على بركة الله والله أكبر...الله أكبر.
بكل فخر وعزيمة وايمان بالنصر آت..آت يغلق الأمين العام لحزب الله الخط الدولي ويفتح الخط المحلي. يتحادث مع العماد لحود والعماد عون والعماد سليمان. يتشاور مع السنيورة وبري والحريري وجنبلاط وجعجع وفرنجية وكرامي وحمادة والقنديل والفاعور والفتفت. استمزج آراء نانسي وراغب ومايا ونجوى والصبوحة والسلطان أبو وديع. أخيراً التمس تبريكات البطرك والمفتي وآيات الله وشيوخ عقل الجبل و...حاخامات الأبيض المتوسط. قادة الأحزاب والكتل النيابية استمهلوا نصرالله للتشاور مع السفراء والقناصل والملحقين وسكرتيراتهم وسائقيهم وطباخيهم في حين ارتأى بعض السياسيين التنسيق مع زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم وآبائهم وأمهاتهم وأخوالهم وخالاتهم. أحدهم فقط أصر من بكين على التشاور مع العميمة. قلة قليلة لا تمثل أحداً من شباط أو آذار أو ذي القعدة ولا حتى سقوط الجمرة الكبرى راجعت الدوائر المختصة في...تل أبيب. لم لا!! و...أمرهم شورى بينهم
تسربت تفاصيل بعض المشاورات الى وسائل الاعلام فاستضافت الفضائيات العربية السياسيين المعارضين والموالين والخبراء والمحللين والمختصين وأصحاب الرأي والفكر والكلمة والموقف و محال البقالة ودور الأزياء. قطعت فضائيات عربية أخرى برامج الغناء والطرب والطبل والزمر والزعيق والمسابقات على الهواء وهز الأرداف والأثداء لتذيع آخر أخبار المشاورات الجارية بين الواوا وعواصم القرار. نعم...فأمرهم شورى بينهم
تمام الساعة 09 من صباح الجمعة 11 تموز 2014:
نصرالله يتلقى تباعاً 1664 مكالمة هاتفية من 1559 سياسياً وطنياً أعربوا جميعاً عن تأييدهم العملية شرط توفر عناصر السرية – المباغتة – الاعتماد على الله أولاً والنفس ثانياً وأخيراً: سر ونحن من ورائك ..هلالويا...هلالويا. وحدها روتانا التزمت دعم المقاتلين لوجستياً!
الساعة 09 و 5 دقائق من صباح الأحد 11 تموز 2021:
على الفور أوعز نصرالله الى قائده الميداني بتنفيذ الهجوم المباغت وهكذا كان فقد تكللت العملية بالنجاح وتم أسر جنديين صهيونيين حاقدين. رضخت اسرائيل فيما بعد للشروط العربية الصارمة وجرت مطلع عام 2073 مبادلة الجنود الصهيونيين الحاقدين الثلاثة بربع مليون أسير عربي, انما بأقل الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والروحية والسياحية والفنية والبنى التحتية العربية. الى ذلك انتهى السيناريو الافتراضي البديل ولأن الملوك عندنا - أيها السادة العرب - للأبد لا تموت, فحتى ذاك التاريخ كانت ***...كللللللللل *** قد ماتت.
السيد عمرو موسى, الأمين العام لجامعة الدول العربية الموقر..تحية وبعد
شكراً لاعلانك الواضح والصريح والحاسم والفوري بعد أكثر من نصف قرن من الصراع بأن عملية السلام ماتت كما ***...كلللللللل *** قد فعلت وشكراً ألف شكر لاعترافك علناً بأن الغرب المتوحش قد ضحك علينا لقرن ونيف, منذ بازل والثورة الكبرى وسايكس-بيكو والتقسيم وحلف بغداد والنكبة والنكسة والمقاطعة والتحرير وكامب ديفيد والاجتياح و17 أيار ومرج الزهور ومدريد وأوسلو ووادي عربا وجنيف و11 أيلول وأفغانستان والعراق وبيروت1 وبيروت2 والقمم العربية الطارئة والدورية والمغامرات المحسوبة وغير المحسوبة, مروراً بدير ياسين وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا1 وجنين وقانا2 وانتهاءاً بكندوليسا رايس.
بعد كل الشكر لك سيدي, ولأنك بدوت غاضباً في مؤتمرك الصحفي, اسمح لي بالاقتراح التالي: تحل بالمزيد من الغضب والشجاعة, استقل من منصبك وادع الى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية من أجل ترشيح وانتخاب أمين عام جديد (يتخلل العملية الديمقراطية طبعاً عشاء فاخر وحفل فني ساهر), عندها سيدي وعندها فقط سترى طائرات مندوبي كل أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسيادة والمعالي والنيافة والكرم والجاه والكروش العامرة تهبط في مطار القاهرة بأقل من 30 دقيقة.
أما لماذا سيدي الأمين العام؟...فلأن أمرهم شورى بينهم
دمتم خير أمة أخرجت للناس ورحم الله الماغوط وأمثاله الى يوم الدين.
بقلم و. أ . منقول من موقع سيريا نيوز الإخباري
