السلام عليكم ورحمة الله ..
مشاركتي الاولى في ملتقاكم الطيّب ..:)
.. كنت اجلس في غرفة معيشة مظلمة يتسل الضوء من شرائط ستائرها المعدنيه ..
وعلى الطاولة أمامي سبعُ برقيّات كتبتها ... ثم رميتها في اقرب سلة مهملات :) ..
البرقية الأولى :
شيء ما سقط .....شيئا ما
مــابقي فيه هواء يصلح للحياة ‘‘
كيان سقط وسنمضي وسنقول " كان هنا " و انتهى وصار شيئاً من عدم
.. واصبح تراب .. وارض .. خارج نطاقناً ..
وخارج خارطة الـArabian
خارطة الطريق تلك .. ستلتهم حدود أرضنا بنهم .. ستطردنا ، تشرّدنـا
من الغرب حتى الشرق ومن الشمال حتى الجنوب ،،
البرقية الثانية :
أرواح .. أشجار .. هواء .. وعَلَم ..
وليس ناطحة سحاب !!!
انها تحتضر وتشعر بالبرد " والبرد بداية موتها الذي سيحضره الجميع " في صالات السينما المنزليه
فمن يستيطع العيش برئة واحدة أو كلية واحدة في زمن قل فيه فاعلوا الخير ...!
..تناضل وتخبىء أطفالا في احشائها والطير ..... هاجر بعيداً فلا هواء يصلح للعيش هنا..!
من بعيد اتخذت زاوية - و زاوية فقط - من جسد لبنان لتشهدوا مرارة الألم فكيف بــ دولــة ..
سقوط لبنان الذي لو كان تفجيراً لإحدى ناطحات السحاب في امريكا
لـقلبوا -الطاوله- فوق رؤوسنا
ولانكب العالم كله لاجل بناية و عددا من الارواح التي لا تقارن (بـكيان) بـ (حيـاة)
ارواح واطفال واشجار وهواء و عَـلَم سقطوا في حفرة واحده ..!
واغمض الجميع أعينهم وماتت لبنان فيــال وقاحة المشهد .. ويال المسرحية الهزليه ..
البرقية الثالثه :
لا سمــاء .. كتلك السماء
الجثث اثقلتِ بها ارضكِ وفتحتها قبراً لكل شهيد .... لم تجزعي ..
تلك الســـمـــــــاء ليست سماء صارت مزيجاً من دخان ...
قلتِ : لا لن اتركَ الـــهـــواء لهم والف لا ..
مازلتِ تـمثلين النضال لأجل ما يحتويه قلبك من أرواح صغيره لا تعرف للموت تحت الرماد معنى ولا للحرب والدماء تفسيراً...
تشدي ازرهم توهميهم بالنبض ..
وبرد الموت بدأ يخدركِ حتى لفظتِ أنفاسك الأخيرة
..ذلك البرد ..وتلك الطلقات في قلبك ..
و الأنفاس الأخيره والهواء الملوث..بل الدخان الذي يسبح في السماء
كلها.. كلها .. تـُنبأ بخطر يحدق بنــا .
.ونحن في غرفة الإنتظار تلك ، بين أربعة جدران رمادية كسمائك
ننتظر خبر موتكِ لـنبدأ التعازي ...ونُحرق صوركِ - حتى لا تحلق العار بنا - فنحن عرب :) !
البرقية الرابعة :
( .. تعريف لـ اللاشعور من منظوري فقط...! )
شعور كـ اللاشعور ..
اراها تتجرع ألمها وتناضل تستقبل العدو صباحاً ..
ومساءً تستقبل آخر ليزرع آلة الموت في جسدها
عزائي لك لبنان ان سقطتي والعالم العربي " يعيش مع طيبته بانفصام"
لا ادري إذ هو تعريفاً لـ اللا شعور ..
او كان ذلك شعوراً بالألم يذوي بنا "سويعات " ثم مايلبث أن ينطفىء ..
وكلاهما وجه عُملة واحدة ..........!!
فالشعور الذي يروادك انت ايها القارىء العزيز يروادني ايضا
وهو في الحقيقة شعور كـ اللاشعور .. حرارة مؤقته كـ فنجان الشاي ..
فعلاً اصبحنا نعيش مع طيبتنا بانفصام
كل يوم يزيد ايماني بهذا العباره ..:) !
// في القاع كنّـا نرى جسدكِ لبنان ،
نراه وقد علا وطفى على سطح الموت وصراخكِ : ان تعالوا اغيثوني .. أسعفوني !
ونحن قد غرقنا سلفاً ولم ندرك اننا في القاع نقطن
!
البرقية الخامسة :
رسائل حب !
" صديقتي الإسرائيلية شكراً رسالتكِ وصلت وقد مُت من شدة الفرح "
http://osrty.com/sign/images/articles/4ll.jpg
بكل جراحاتكِ .. بذاك الشرخ في جسدكِ
.. تمدين يدكِ تحاولين جمع ماتبقى من هوائكِ فابسط حقوقكِ حُرمتِ منها ..
تتقدمين خُطوات للأمام ثم تمدّين يدك الآخرى " أخيراً " لتخبئي بها اطفالك لكن لا مفر ...
فالاطفال ماتوا من الفرح بتلك الرسائل التي كتبت بأيدي الأطفال الصهاينه .. أرأيتي لبنان ؟
كم كانوا سعداء وهم في أرضك واروحهم في السماء ..
بل قد ماتوا من شدة الفرح بتلك الرسائل ..
فشكراً للطفلة الصهيونيه على رسالتها التي خطتها على آلات الموت بيدها
تعبيراً عن حبها الشديد ..
البرقية السادسة :
انها رسالة طفل..لا تعي ذكرياته سوى صوراً في التعذيب :
نعمـ ...أضربونا بشراسة وبلا رحمة ! .. هيّا فانتم تعطونا دروساً بالغة في الأهمية
حول كيف نتعامل معكم عندما تدور الأيام - قريباً - وتصير القوة والمجد والعزة لنـا ...
لغة التدمير والقتل والإبادة ..ستترسخ في اذهاننا جيداً وسنفهم الدروس جيداً ..
سنلقنها للاجيال من بعدنا .. وحتى تحين لحظتنـــا .. لنطبقها حرفاً حرفاً ..
.. لن نرحمكم !
البرقية الأخيرة :
بكل ماتحملين من ارواح بريئه بكل عزة
يــــــنــهــار الصمــود
بعد ان استنفذ كل طاقه وذرّه بقاء
يصرعنا الموقف
تهزنا الإهانه
يقهرنا العجز
يدمينــا الأسى
حيث أنت هنا أمام شاشة التلفاز..
لا حول لك ولا قوة ..
حزين على لبنان ..
(تكمل الفنجان الذي بين يديك) :)
فعلاً ..
يبدو عليك الحزن واللامبالاة معاً !
يــــــــــــــال الـــــــطيبة التي اصبحنا نعيشها بأنفصام !
باتت مقززه لابعد درجه ..
فأين الجسد الواحد الذي يتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..
هنيئاً لنـا هذا النصر ...:)
[ اعتذار ]
حروفي الثكلى وتلك البرقيات كانت في حالة فوضى فاعذروني لبعثرتها هنـا ..!
اهديها لكل من " يعيش مع طيبته بانفصام " تكررت العباره مراراً فاعذروني ايضا
لكنّي اصرّ على تكرارها ..فهي حالنـا .. الآن ..
[ عِتــاب]
نعم .. :)
جريئون و اصحاب - مواقف - عند المـهازل ..
عند (العنتريات) و الإختلافات في مايعجبنا ونشتهيه !
عاجزون كأنما شُلت حركتنا عندما المآسي التي تمسنا مباشرة ..
فأيهما انت ياهذا ؟
صحيح نحن تحت كلمة واحده ومآساة واحده ..
وتردد تحت مسامعنا مرارا وتكرار - الوحده العربيه-
فأين تلك الوحده ونحن عاجزون عن الدفاع عن حق مشترك ..؟
الهواء ملك لنا من حقنا ان ننعم بهواء غير ملوث .. !!
البحر ملكنا من حقنا ان نمنعهم من تلويثه ..!!
لكن من يكترث .. من يأخذ حقه .. لا أحد .. لا أحد يأخذ حقه ...
حتى نحن حُرمنا من إيصال صوتنا .. !
.. فل نستمر نتقاسم هذا الضعف وهذا الذل ( لكل واحد منكم حصّتهُ :) )
إلى أن يشاء الله ونصحوا من سباتنا الطويل .. !!
/
ودعائـي الصادق للبنان وفلسطين وكل شعب مسلم يرى الظلم
بأن يريهم الله النصر المبين ...
وان ينتقم لاعدائنا شر انتقام ..
ويشل أيدي العابثين - الأرهابيين-
لا نريد ان نجليهم من الوجود ومن الخارطه - كما يزعمون -
ولكن لـيرحلوا عن ديارنا ..
فلن نصدق تلك الكذبه التي أبدعوا في إختلاقها - أرض الميعاد -
وفي النهايه أحب أن أختم برقياتي بـ تلك التي لـ (ميخائيل نعيمة)
لكل كلمة أذن ، ولعل أذنك ليست لكلماتي ..فلا تتهمني بالغموض !
ر ي‘ Ryye ... ،
Sea Girl .......
