أخبار اقتصادية شهر الصيام يتحول إلى شهر الأكل والشرب

شهر الصيام يتحول إلى شهر الأكل والشرب
البحرين تستهلك 2400 طن دجاج و68 ألف رأس غنم وبقر وأطنان من الحلوى والزيوت والبقول في شهر رمضان فقط !!

تستهلك البحرين خلال شهر رمضان ما يقرب من 65 ألف رأس من الغنم و3 آلاف رأس من البقر و2400 طن من الدجاج .. ناهيك عن أطنان من التمور والبقول والزيوت والدهون والسكر وأصناف الحلوى مثل الجيلي والكيك والكاسترد والكريم كرامل .. وغيرها.

وكعادة المجتمعات العربية تحول شهر الصوم والعبادة إلى شهر استهلاكي من الطراز الأول .. يخرج منه الناس زائدي الوزن ممتلئي البطون .. بخلاف الإرهاق الكبير لميزانيات الأسر البحرينية خلال شهر كريم خصص للصوم.

ورغم أن حكومة البحرين قد دأبت طوال السنوات العشرين الماضية على دعم السلع المعيشية الرئيسية للمواطنين التي تتمثل باللحوم والدواجن والطحين، حيث بلغ إجمالي الدعم الفعلي كما أكدت بيانات وزارة التجارة والصناعة خلال سنة 2005 حوالي 8.99 ملايين دينار، كان نصيب اللحوم منها 6.4 ملايين ديناراً، في حين رصدت الحكومة الموقرة مبلغ وقدره 10 ملايين و963 ألف دينار لدعم المنتجات الثلاثة المذكورة أعلاه في السنة الحالية ..2006 إلا أن معدلات الاستهلاك لا زالت تتزايد..

وما هو أكثر من ذلك وأخطر وجود استهلاك زائد عن الاحتياج لبعض هذه السلع المدعومة مما يكون نتيجته عدم استخدام هذه السلع بالشكل الأمثل و تحول كميات منها إلى صناديق المهملات إما بسبب التخزين غير الصحيح أو الكميات الزائدة عن الحد. وجدير بالذكر انه تتم حالياً مراجعة موضوع الدعم الحكومي الموجه لبعض السلع الغذائية الأساسية حيث عُرض الموضوع على مجلس الوزراء الموقر تمهيداً للوصول إلى سياسة حكومية جديدة لدعم المنتجات الغذائية الرئيسية وتوصيلها إلى مستحقيها.

وعلى الرغم من أنه ليس من مصلحة التجار أن تنخفض نسب الشراء والحركة التجارية إلا أن عدداً كبيراً منهم نصح المستهلكين بالترشيد وحسن الاستهلاك والشراء في الأوقات المناسبة حتى تقل الخسائر الناتجة عن سوء الاستهلاك والتخزين ..

وكذلك حتى لا يحدث نوع من التكالب على الشراء ينتج عنه إغراء بعض التجار بزيادة الأسعار دون مبررات حقيقية. وأكد إبراهيم زينل رئيس مجلس إدارة شركة مواشي البحرين «المورد الرئيسي للحوم في المملكة أن متوسط الاستهلاك من الأغنام الأسترالية في شهر رمضان خلال الأعوام الماضية يقدر بكمية تتراوح بين 60 و65 ألف رأس، ويقدر متوسط الاستهلاك من لحوم الأبقار خلال السنوات الماضية في شهر رمضان وعيد الفطر بكمية تقدر بحوالي 3 آلاف رأس من البقر.

لكنني أناشد المستهلك البحريني عدم التهافت على السلع أو تخزينها بكميات كبيرة حتى لا يبدو أن هناك أزمات في الأسواق، كما أن هذا التهافت غير المبرر يتيح الفرصة لضعاف النفوس من التجار لاستغلال الموقف وزيادة الأسعار على المستهلكين ،مشيراً إلى ضرورة عدم التركيز على ماركة واحدة من الصنف الغذائي لأن كل الماركات على درجة عالية من الجودة ومطابقة للمواصفات الصحية..

كما أكد توافر السلع كافة في الأسواق بكميات كبيرة. ويتفق معه في الرأي إبراهيم الدعيسي رئيس مجموعة الدعيسي للأغذية مشيراً إلى أن البحرين تستهلك كميات مضاعفة من اللحوم والحلوى والزيوت وتصل نسب الاستهلاك لما يزيد عن 200% عن متوسط الاستهلاك العادي..

كما يتم استهلاك حوالي 2400 طن من الدجاج في رمضان بنسبة استهلاك زائد عن المتوسط بحوالي 20%.. ناهيك عن الهريس الذي يتضاعف استهلاكه بنسب تصل إلى 5 أو 6 أضعاف استهلاكه في الشهور العادية. وتستورد البحرين كميات تقدر بحوالي ألف طن سكر في الشهر تصل إلى أكثر من 1500 طن خلال شهر رمضان المبارك.. وهي بالتقريب نفس معدلات الاستهلاك.. مشيراً إلى أن أغلب السكر في السوق البحريني يتم استيراده من الدول الأوروبية بنسبة تصل إلى 95 % من الواردات البحرينية من السكر..

وقال إن أغذية مثل العدس الأحمر والأصفر والماش تعد أساسية لدى فئات من المجتمع البحريني بجانب أصناف البقول الأخرى الأقل طلباً ..

لكن الاستيراد من الأصناف الثلاثة الأساسية خلال شهر رمضان يصل إلى 3 آلاف طن بمتوسط ألف طن للصنف الواحد.. وهو معدل كبير في الاستهلاك.

وأكد الدعيسي رئيس لجنة الأغذية بغرفة تجارة وصناعة البحرين أن العادات الغذائية في المجتمع البحريني خلال شهر رمضان المبارك تتسم بالاستهلاكية الشديدة مثل العديد من البلدان العربية الأخرى..

وهو مايتطلب دوراً أكثر فعالية للجهات المختصة بتوعية المواطنين بأصول الاستهلاك والشراء السليمين. ودعا الدعيسي المستهلك البحريني إلى محاولة تغيير عاداته في الاستهلاك التي تتسم بجانب كبير من الإسراف ..

وهو ما يشجع بعض الطامعين للصيد في الماء العكر واستغلال مثل هذه الأزمات في زيادة الأسعار بمعدلات أكبر.. وقال أن الشراء على قدر الاستهلاك أمر حميد نتمنى من المستهلك البحريني أن يتبعه رغم أنه ضد مصلحتي الخاصة كتاجر ..

لكن مصلحة الوطن والاقتصاد البحريني هي الأهم في مثل هذه الأوقات. وقال أن الشراء الزائد عن الحد والتخزين بأساليب غير سليمة في المنازل قد يضر بسمعة التاجر ذاته لأن ذلك قد يضر بالبضاعة نفسها وجودتها فيظن المستهلك أن التاجر قد غشه ..

ويكون السبب الحقيقي سوء التخزين. أما رجل الأعمال عبد الحكيم الشمري .. فقد أوضح أن المجتمع البحريني ليس بمعزل عن المجتمع الخليجي ، وآثار الطفرة النفطية التي تعيشها المنطقة حالياً بسبب ارتفاع اسعار البترول والتي كان للمواطن الخليجي بشكل عام نصيب منها وزادت لديه النزعة الاستهلاكية الموجودة من الأصل.

وأكد ضرورة وضوح المعايير التي تحكم عمليات التسويق والإعلان التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الشركات العالمية لتعيث فساداً في الأسواق دون رابط أو حازم .. وقال إن تطبيق المعايير الإخلاقية في الإعلان الملتزم الذي لا يخاطب الغرائز أصبح ضرورة للحد من معدلات الاستهلاك المرتفعة بشكل غير مبرر وحالة النهم التي تنتاب البعض دون تقنين ودون تحكم في إرادته ..

ومن هنا تكمن أهمية جمعيات حماية المستهلك ودورها في هذا الأمر. ومن جانبه أكد رجل الأعمال خالد الأمين أن نسب الاستهلاك ترتفع خلال شهر رمضان لمعدلات تصل إلى 100 % عن معدلات الاستهلاك خلال الشهور العادية ، وضرب مثلاً بمجموعة السوبر ماركت التي يديرها بأن الاستهلاك في الشهور العادية في مجمل الفروع الثمانية لسوبر ماركت ( ميدوي ) يصل إلى ألفي طن من مختلف أصناف الأغذية والمأكولات ترتفع إلى 4 آلاف طن خلال شهر رمضان المبارك..

وأرجع السبب إلى أن الناس تزيد من كميات الأكل والشراب لتعويض فترة الصوم، كذلك تزيد الولائم والعزائم وأوجه الانفاق في الخير ومساعدة الفقراء وإخراج زكاة الفطر في نهاية الشهر المبارك..

وحول أبرز أصناف الأغذية التي يتم الطلب عليها في رمضان بشكل متزايد قال خالد الأمين إنها الحلوى بمختلف أصنافها ويزيد الطلب عليها بنسب ترتفع عن 100% من معدلات الاستهلاك العادية مثل الجيلي وخلطات الكيك والكريم كرامل وغيرها..

وكذلك التمور والأرز وحب الهريس والزيوت والملح والسكر وغيرها من الأصناف. وقد بلغ إجمالي قيمة السلع الغذائية التي استوردتها مملكة البحرين خلال العام الماضي 188.5 مليون دينار بحريني وفق البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للمعلومات ..

منها ما يقدر بحوالي 56.7 مليون دينار من المنتجات الحيوانية والحيوانات الحية.. كما تبلغ قيمة الواردات من المنتجات النباتية والخضر والفاكهة حوالي 43.7 مليون دينار.. وبلغت قيمة الزيوت النباتية والحيوانية والدهون المستوردة ما قيمته 5.9 ملايين دينار..

ولا تتجاوز قيمة ما صدرته البحرين من جميع هذه المنتجات جميعاً 20.7 مليون دينار.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.asp?Article=177973&Sn=BUSI