ديبورتيفو الذي دوَّخ العمالقة :
وكان ريال مدريد فاز ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية الأبطال مرتين خلال الأعوام الأربعة الماضية، بينما وصل فريق ألافيس المغمور إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي للأندية في مايو الماضي علماً أنه كان يلعب في الدرجة الثانية من الدوري الاسباني قبل 11 عاماً·
وقد لعبت العوامل الاقتصادية دوراً كبيراً في نهضة وانبعاث الأندية الاسبانية بعد توصل الاتحاد الاسباني لكرة القدم قبل خمس سنوات إلى صفقة مربحة للبث التليفزيون عبر الكيبل الأرضي والمشاهدة مقابل الدفع· وهذا يعني تدفق المزيد من الأموال نحو خزائن الأندية ودخولها المنافسة بقوة في بورصة اللاعبين الدولية، وإغراء أفضل لاعبي أندية أميركا الجنوبية بشد الرحال إلى اسبانيا بدلاً من ايطاليا بعد أن أصبحت الفوارق المالية بسيطة، بالاضافة الى عامل اللغة وسهولة التأقلم مع المجتمع الاسباني· كما بدأ العديد من نجوم الكرة العالمية في التوجه نحو اسبانيا، ففي العام الماضي نجح نادي فياريال المغمور في كسب توقيع نجم الأرجنتين وبكا جونيورز الشهير مارتن باليرمو بعد مناقشة حادة مع عدد من الأندية الايطالية، وانتقل روبرتو ايالا الذي اختير أفضل مدافع في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية الأبطال في العام الماضي من الكالشيو إلى الليجا ليلعب في صفوف فالنسيا·
وسجل نادي ريال مدريد صفقة القرن وأضخم صفقة انتقال في تاريخ الكرة العالمية بضم نجم المنتخب الفرنسي ويوفنتوس زين الدين زيدان بمبلغ 46 مليون جنيه استرليني ليلعب في فريق الأحلام إلى جانب البرتغالي لويس فيجو، والبرازيلي روبرتو كارلوس، والاسباني راؤول المرشح لنيل لقب أفضل لاعب أوروبي هذا العام·
ويضم برشلونة صاحب الأمجاد والإنجازات الكبيرة على المستويين المحلي والأوروبي كوكبة من نجوم اللعبة في العالم مثل البرازيلي ريفالدو، والهولندي باتريك كلويفرت، والأرجنتيني الشاب الصاعد سافيولا·
ويبلغ عدد اللاعبين الأجانب في الدوري الاسباني 91 لاعباً، ويضم فريق سيلتا فيجو أكبر عدد منهم 16 لاعباً·
وكانت الديموغرافيا أيضاً بين العوامل التي ساعدت في تطور الكرة الاسبانية، فلم تعد الزعامة حكراً على مدينتي مدريد وبرشلونة، وأصبحت المدن الأخرى تنافسها بقوة، وتهدد عرشها بل وتهزمها في عقر دارها، فنادي فالنسيا فاز على برشلونة خمس مرات في العام الماضي، وخسر ريال مدريد أمام عدد من الفرق المغمورة في استاد سانتياجو بيرنابيه·
وعلى المستوى الأوروبي تعتبر الأندية الاسبانية الأفضل في الوقت الراهن، فخلال فترة الثمانينات وأوائل التسعينات كانت الأندية الايطالية هي المهيمنة على الساحة الأوروبية من خلال ناديي يوفنتوس وإيه سي ميلان· وإذا عدنا إلى الوراء قليلاً وجدنا أن ألمانيا كانت القوة العظمى في السبعينات عبر فرق بروسيا مونشينجلادباخ، وهامبورج، وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند، ويبدو أن الدور الآن جاء على اسبانيا لتحمل لواء الزعامة عبر أنديتها القوية·
وفي إجابة له عن سؤال حول ما إذا كانت الأندية الاسبانية الآن أفضل من الانجليزية قال السير اليكس فيرجسون مدير نادي مانشستر يونايتد: نعم، لكن على الرغم من أن المزيد من الأندية الانجليزية فازت بكأس الاتحاد الأوروبي للأندية أكثر من أية دولة أوروبية أخرى، إلا انه منذ انتهاء هيمنة ليفربول وسيادته على الساحة الأوروبية قبل 15 إلى 20 عاماً خلت أصبحت الآن من الصعب تحقيق تلك الإنجازات مرة أخرى·
يقف وراء إنجازات نادي ديبورتيفو لاكرونيا، الذي تأسس عام ،1906 مدربه الاسباني القدير إروريتا البالغ من العمر 53 عاماً، الذي لعب دولياً لاسبانيا، وأشرف عى تدريب سلسلة من الأندية المحلية بعد اعتزاله اللعب قبل أن ينتقل إلى لاكرونيا·
ويتميز إروريتا بالبراجماتية والابتعاد عن الأضواء، وهو أول مدرب اسباني منذ 14 عاماً يشرف على تدريب فريق يحرز بطولة وحذت شعبية الأندية الكبرى حذو لاكرونيا، فاختير ديل بوسكي لتدريب ريال مدريد، وكذلك برشلونة وفالنسيا اللذين استبدلا هيكتور كوبر ولويس فانجال بمدربين مواطنين·
ويتميز فريق لاكرونيا على غرار قطبي الكرة الاسبانية ريال وباركا بأنه يضم في صفوفه كوكبة من نجوم الكرة العالمية، ومعظمهم من أميركا الجنوبية والبرازيل على وجه التحديد حتى أصبح معروفاً في التسعينات بأنه بمثابة منتجع للمتقاعدين من اللاعبين البرازيليين مثل بيبيتو، ومايزال حتى الآن يضم مجموعة منهم مثل دوناتو الذي سيكمل عامه التاسع والثلاثين بنهاية العام، وما ورو سيلفا البالغ من العمر 33 عاماً، وشارك ضمن صفوف المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم ،1994 الذي تم ضمه مؤخراً للمنتخب البرازيلي مجدداً، بالاضافة إلى مايسترو الفريق وضابط إيقاعه دجالينا (30 عاماً)، وايمرسون لاعب ميدلسبره السابق البالغ من العمر 29 عاماً، وكان لاعب الفريق البرازيلي الدولي سيزار سامبايو قد عاد إلى صفوف فريق كورينثيانز البرازيلي في الموسم الماضي·
ويضم الفريق أيضاً حارس المرمى البرتغالي نونو هيرلاندر، ومواطنه هليدير مارينو رودريجز، والمغربي نور الدين نيبت، واليوغوسلافي جوران جورفيتش، والأرجنتيني ألدو بيدرو وتشير، ومواطنه ليونيل سباستيان سكالوني، والهداف الأوروجواني والتر جيراردو باندياني، والمهاجم الهولندي الدولي روي رودو لفوس ماكي·
وكان حارس مرمى الكاميرون الأسبق جاك سويخو البالغ من العمر 37 عاماً قد انتقل من لاكرونيا هذا العام إلى فريق مولينا في انتقال حر بموجب قانون بوسمان بعد خمس سنوات في صفوف ديبورتيفو·
كما انتقل لاعبه المغربي صلاح الدين بصير إلى فريق ليل الفرنسي بعد أن سئم الانتظار على دكة الاحتياطي، ونظام التناوب الذي يتبعه مدربه اروريتا الذي دفع عدداً من اللاعبين إلى الرحيل· وكان الفريق عزز صفوفه هذا الصيف بعدد من اللاعبين الجدد أبرزهم لاعبا خط الوسط الاسبانيان سيرجيو وأمافيسكا، إلى جانب المدافع اليوغوسلافي جوران جوروفيتش·
وأصبح الفريق يضم مجموعة كبيرة من النجوم مما أتاح للمدرب الفرصة للتبديل وإراحة اللاعبين·
وقد خاض الفريق مباراته الأخيرة أمام مانشستر يونايتد وفاز عليه 3/2 ويفتقد أبرز ستة من عناصره الأساسيين!
الفتى الذهبيOWEN بوحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
