أخبار سياسية شيعة البحرين يقاطعون افتتاح البرلمان مطالبين برئاسته

تعليق احد الاعلاميين في البحرين
أنور عبدالرحمن

موقف لا مسئول ولا أخلاقي

نقول بلا تردد ان الموقف الذي اتخذته جمعية الوفاق أمس بمقاطعة الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التي ألقى فيها جلالة الملك كلمته السامية، هو موقف لا مسئول ولا أخلاقي ويتناقض مع أبسط التقاليد والأعراف. كل التبريرات التي أعلنتها جمعية الوفاق لتبرير هذا الموقف المستهجن لا يمكن أن تكون مقبولة.
لا يمكن أن يكون مقبولا تبرير هذه المقاطعة بالقول ان للوفاق انتقادات بالنسبة إلى تشكيل الحكومة الجديدة أو تحفظات عليها، وبالقول إن لها مطالب تتعلق بالمناصب في المجلس.

أيا كانت هذه التحفظات، كان لابد من حضور جلسة الافتتاح احتراما لمقام جلالة الملك وقادة الوطن، واحتراما للتقاليد البرلمانية المتعارف عليها، واحتراما على الأقل للعملية الانتخابية التي جرت، والتي أشاد رئيس الوفاق نفسه بنزاهتها. جمعية الوفاق ونوابها يعرفون أن بمقدورهم تحت قبة المجلس أن يثيروا ما يشاءون من قضايا، وأن يوجهوا ما يشاءون من انتقادات. كما يعلمون أن بمقدورهم أن يترشحوا لما يشاءون من مناصب في المجلس، والأمر متروك لإرادة النواب ليختاروا ويقرروا.

اللهم إلا إذا كانوا يريدون أن ينتزعوا رئاسة المجلس والمناصب التي يريدونها مسبقا بالإكراه، وبغض النظر عن إرادة النواب.

وإذا كان ما فعلته الوفاق لا يمكن أن يكون مبررا على هذا النحو، فإنه في الوقت نفسه مؤشر خطير على المستقبل، ويدعو إلى أشد الانزعاج والقلق. ففي الوقت الذي يدعو فيه الجميع إلى الوحدة الوطنية وضرورة العمل على تكريسها وصيانتها، وإلى العمل على التصدي للنزعات الطائفية المتصاعدة، فإن هذا الموقف لا يبشر بخير، ولا يشير إلى أي حرص على الوحدة الوطنية والتصدي للطائفية.

بل بالعكس، هو يكرس الطائفية ويعلي من صوتها، ويشق الصف الوطني، ويعمق الانقسامات. وفي الوقت الذي يأمل فيه الجميع أن يسهم البرلمان الجديد الذي أتى عبر انتخابات حرة شارك فيها الجميع، في حل مشاكل وقضايا الوطن والمواطن، فإن هذا الموقف الذي اتخذته الوفاق لا يشير إلى أي رغبة حقيقية جادة في التعاون مع باقي القوى من أجل حل هذه القضايا والمشاكل.

بل هو يشير على العكس إلى نية مسبقة في التصعيد وافتعال الأزمات والمواجهات بلا مبرر، ولا يمكن في ظل مناخ مثل هذا أن تتم مناقشة أي مشكلة وحلها بشكل موضوعي. كون الوفاق لديها أكبر كتلة من النواب في المجلس، فإن هذا يلقي على عاتقها مسئولية خاصة حفاظا على التجربة الإصلاحية وسعيا إلى دفعها إلى الأمام بشكل مسئول. ولكن إذا كانت الوفاق سوف تتعامل في المجلس بمثل هذا النهج غير المسئول، فإن التجربة برمتها للأسف ستكون معرضة للخطر.

بقي أن نقول انه مع أن البعض قد يتفق أو لا يتفق مع ما فعله السيد خليفة الظهراني بتأجيل الجلسة الإجرائية بسبب مقاطعة الوفاق إلى الثلاثاء القادم، فإننا نخشى أن الوفاق سوف تستغل هذه السابقة، وستلجأ إلى الأسلوب نفسه كلما أرادت إثارة أزمة.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Articles.asp?Article=189879&Sn=BNEW