الجماعة الإسلامية: إعدام صدام استخفاف بالمسلمين

وجهت الجماعة الإسلامية في مصر انتقادات لاذعة للاحتلال الأمريكي الذي أصر على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في صباح يوم عيد الأضحى، معتبرة ذلك استخفافًا بمشاعر ملايين المسلمين في كافة أرجاء المعمورة.
وأصدرت الجماعة بيانًا بعنوان "ليس دفاعًا عن صدام" جاء فيه: لم نحب صدامًا في يوم من الأيام ، ولم نتعاطف معه لما ارتكبه من مجازر، ولما جره على المنطقة العربية من ويلات مازلنا نعاني منها حتى اليوم.. لهذا فكلامنا ليس دفاعًا عن صدام بقدر ما هو دفاع عن الحق التائه خلف ضباب ازدواجية المعايير، وتناقض الأقاويل. وأضاف البيان: إننا لن نحكم على إعدام صدام وفق مبادئنا، ولكننا سنحكم عليه ونتتناوله وفق مبادىء من أعدموه ، ونعنى هنا أمريكا و الغرب ،ولا شأن لنا بالدمى العراقية فهم أقل من ذلك.
وأردف البيان قائلاً: لقد أعدم صدام بتهمة ارتكاب جرائم ضد البشرية، وأدين بقتل مواطنين أبرياء من منطقة الدجيل اثر المحاولة الفاشلة لاغتياله ، وبوفق مبادىء الغرب لا مبادئنا؛ أين الجرم الذي ارتكبه صدام ، ألم يقم بيل كلنتون بقصف العراق أواخر التسعينيات وفى مستهل شهر رمضان على إثر اكتشاف محاولة لاغتيال يوش الأب أثناء زيارة له لدولة الكويت من قبل النظام العراقى ، ألم يقتل أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة لهم لمجرد اكتشاف محاولة فقط لم تتم فلماذا لا يحاكم ؟؟!!!
وأوضح البيان : اليوم يعدم صدام لأنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية ـ وقد يكون قد ارتكبها فعلاً ـ ولكن لا ندرى تحت أي مسمى يوصف ما فعله بوش وبلير ومن عاونهم ضد الشعب الأعزل فى أفغانستان ، والعراق ؟!!! وتحت أي مسمى توصف المجازر شبه اليومية التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر الجميع ولا يتحرك لأحد ساكن !!! اليوم يعدم صدام لأنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية ، والإنسانية تنتهك وتداس كل يوم في جوانتانامو ، وأبى غريب ، والفلوجة والرمادي وبعقوبة وغيرهم من الأماكن التي صارت شاهدة على جرائم وفظائع الحضارة الغربية!!!
وأضاف البيان : ليس كلامنا دفاعًا عن صدام بقدر ما هو فضح للازدواجية التي توزن بها الأمور ، ويتعامل بها الغرب معنا على اعتبار أننا شعوب لا تفهم ، وإذا فهمت فماذا ستفعل ؟؟ فالغرب الذي أعدم صدام اليوم ثأرًا للإنسانية هو نفسه الغرب الذي وفر ملاذًا آمنًا لبينوشيه ديكتاتور شيلى السابق الذي أباد الآلاف من أبناء شعبه بدعم أمريكي.. وبرعاية أمريكية !!! وعندما لفظه شعبه لم يجد مأوى إلا في بريطانيا لدى مارجريت تاتشر !!!! بل إن أمريكا التى اعتبرت اعدام صدام خطوة مهمة على طريق تحقيق الديمقراطية هي هي أمريكا التي رعت كل الديكتاتوريات التي كانت قائمة في أمريكا اللاتينية!!!
اليوم يعدم صدام لأنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية ولا أدرى ماذا تسمى أمريكا الجرائم التي ترتكب كل يوم ضد الشعب العراقي وتحديداً ضد أهل السنة على يد فرق الموت المدعومة من الحكومة العراقية الطائفية ، والتي تمارس القتل ضدهم بدم بارد. دفاعنا اليوم عن مشاعر المسلمين التي لم تحترم ولم تقدر والإصرار على إعدام صدام أول أيام عيد الأضحى دون مراعاة لمكانة هذا اليوم في نفوس المسلمين ، وهو اليوم الذي يتسامح فيه الناس وجرت الأعراف على عدم تنفيذ مثل هذه الأحكام فيه ، حتى في بلاد الغرب جرت الأعراف على عدم تنفيذ أحكام الإعدام في أعياد الميلاد ، ولكنه الاستخفاف بمشاعرنا ، والرغبة في إحداث شرخ فيها في مثل هذا اليوم الذي ينتظره المسلمون كل عام.
واختتم البيان قائلاً: لقد مضى صدام إلى ربه وهو أعدل العادلين ، يحاسبه على ما فعله وهو سبحانه أعلم به منا ، مضى صدام إلى ربه الحكم العدل ، ومازال في قصته العديد ... والعديد من العبر ... والعظات .. ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=63272