برلمانيون أوروبيون يطالبون بمراجعة العلاقات مع ليبيا بسبب قضية الممرضات
ستراسبورغ (فرنسا) ـ من دارين انيس:
قال برلمانيون أوروبيون امس الاربعاء ان علي الاتحاد الاوروبي النظر في مراجعة سياسة الارتباط التي ينتهجها مع ليبيا ما لم تفرج عن خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني يواجهون حكما بالاعدام.
وتشير مسودة قرار من المقرر أن يقترع عليها البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ اليوم الخميس الي أن القضية طويلة الامد تشمل الان مواطنين للاتحاد الاوروبي نظرا لانضمام بلغاريا الي المجموعة في أول كانون الثاني (يناير). وتدعو المسودة الزعيم الليبي معمر القذافي الي التعجيل بالافراج عن الممرضات وتحث الاتحاد الاوروبي علي اتخاذ اجراءات غير محددة لضمان ذلك.
وجاء في مشروع القرار أن الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي وذراعه التنفيذية المفوضية الاوروبية يجب أن تبحث في حالة غياب تسوية ايجابية للقضية مراجعة السياسة العامة للارتباط مع ليبيا في كل الميادين ذات الصلة حسبما يراه الاتحاد مناسبا .
وصرح فيليب ديمتروف النائب البلغاري بالبرلمان الاوروبي لرويترز قبل الاقتراع قائلا هذا يوجه رسالة واضحة الي ليبيا من الاتحاد الاوروبي ومع دعم الدول الاعضاء والمفوضية الاوروبية سيظهر تضامن الاتحاد الاوروبي في هذا الشأن .
ويتزعم ديمتروف الوفد البلغاري في حزب الشعب الاوروبي أكبر مجموعة سياسية بالمجلس. وأصدرت محكمة ليبية الشهر الماضي حكما بالاعدام علي الممرضات البلغاريات الخمس وطبيب فلسطيني وذلك للمرة الثانية في القضية المنظورة منذ ثماني سنوات بتهمة نشر فيروس الايدز عن عمد رغم ما تقول صوفيا وحلفاؤها من وجود أدلة علمية دامغة علي براءتهم
وقال مشروع القرار الاوروبي ان خبراء دوليين بارزين خلصوا الي أن انتشار الفيروس سببه عدوي انتقلت الي المستشفي قبل وصول الممرضات المتهمات الي ليبيا. وقال وزير الخارجية البلغاري ايفيلو كالفين الاسبوع الماضي ان صوفيا تتوقع بقاء الممرضات في السجن لعام آخر علي الاقل خلال نظر استئناف الحكم.
وقال انه اذا لم ينجح الاستئناف فان صوفيا ستحاول زيادة الضعط الدولي لاطلاق سراحهم.
ويضغط حلفاء بلغاريا في بروكسل وواشنطن علي طرابلس للافراج عن الممرضات ويقولون انهم يستخدمون ككبش فداء لابعاد التهمة عن النظام الطبي الليبي. وأشاروا الي أدلة علي أن الممرضات تعرضن للتعذيب ليعترفن، كما اشاروا لدراسات خبراء في الايدز تظهر ان انتشار المرض بدأ علي الارجح في مستشفي بنغازي للاطفال قبل ان تبدأ الممرضات العمل هناك عام 1998 .
وقال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي امس انه سوف يحث الزعيم الليبي في وقت لاحق من هذا الشهر علي اطلاق سراح الممرضات البلغاريات.
وقال برودي انه سوف يثير الموضوع بصورة شخصية مع القذافي في اجتماع للاتحاد الافريقي يعقد في 27 كانون الثاني (يناير) الحالي قائلا أعتبر هذه مشكلتي الشخصية .
وقال سوف نستخدم جميع الادوات التي نعتقد أنها ضرورية لاعادة الممرضات مرة أخري الي بلغاريا .
وأضرت القضية بجهود القذافي لتجديد العلاقات مع الغرب بعد عقود من العزلة الدبلوماسية مع اشتعال الغضب في البلد الغني بالنفط حيث توفي أكثر من 50 طفلا من بين 430 اصيبوا بالفيروس. ويقول محللون انه علي الرغم من اصرار ليبيا علي استقلالية محاكمها فان مصير الممرضات والطبيب في يد القذافي ويخضع للاعتبارات السياسية علي الساحة العالمية لجهود التقارب التي يبذلها. وقالت ليبيا ان تسوية القضية ممكنة من خلال هيئة تنفيذية يطلق عليها مجلس القضاء الاعلي تستطيع حكومة القذافي فيها أن تلغي قرار المحكمة. وطلبت عشرة ملايين يورو (12.95 مليون دولار) كدية عن كل طفل من بلغاريا وهو ما يسمح بموجب الشريعة الاسلامية لاسر الضحايا بالعفو عن الممرضات. (رويترز)
