المصطلحات الانهزامية.. أما آن تجاوزها؟

المصطلحات الانهزامية.. أما آن تجاوزها؟


عبد العزيز بن عبد الله الحسيني

2/1/1428


حين يحل الضعف والتخلف والانحطاط بالأمم والأفراد؛ يُفرز هزيمة نفسية، تُدمر المعنويات، وتنشر التخاذل، وتشُل المدارك، وتعطّل النهوض والقيام..
إذ ليس هناك أضر على الأمم من أن يتسرب اليأس والوهن إلى أفرادها، والفتور والإحباط إلى دعاتها. فهي داء عضال لم يتسلط على إنسان إلا أحبطه وأقعده، ولا على أمة إلا أصابها بالعجز واليأس.
وأمتنا الإسلامية اليوم، لا تعاني من شيء كمعاناتها من آثار هذه الهزيمة النفسية، التي حلّت بها وأقعدتها، وزادت ضَعفها وهوانها، وأحبطت تطلعاتها، وحطّمت دوافعها، وأثرت سلباً على إنتاجها وعطائها، حيث يشعر كثير من المسلمين بالعجز والإحباط، وفقد الثقة بالنفس، واليأس من مجرد التفكير في إمكانية عودة هذه الأمة إلى ماضيها التليد ومجدها السليب.
وأثر رجع ذلك الصدى في بعض المثقفين والإعلاميين من أبناء جلدتنا، فأكدوا هذه الهزيمة في نفوسهم أولاً، ثم نقلوها إلى مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم العامة في الصحف والمجلات والفضائيات، وعززوها بكتاباتهم وتحليلاتهم الانهزامية القائمة على جلد الذات وتعداد مظاهر التخلف وتضخيمها بأسلوب لا يخلو من التندر والسخرية، وفي المقابل أسبغوا عبارات الثناء المبالغ فيه على الغرب وحضارته وقيمه وقوته وديمقراطيته!!

وهذا فيه جناية عظيمة للأمة الإسلامية بما حباها الله تعالى به من نعم عظيمة، فالأمة وإن كانت متخلفة صناعياً ومنحطة تقنياً، إلا أنها بحمد الله تعالى غير متخلفة وغير منحطة (عقدياً وشرعياً واجتماعياً وأخلاقياً.. )، بل هي بحمد الله بهذه المجالات متقدمة جداً، وكيف لا تكون كذلك وهي أمة مؤمنة موحدة مؤدية لفرائض ربها..، والله تعالى أنزل عليها خير كتبه، وخصّها بأفضل رسله، وشرع لها أحسن شرائعه، وهداها لمعالم دينه الذي ارتضاه لنفسه..، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وحباها بسبب ذلك بصحة نفسية، وترابط أسري، وتكافل اجتماعي، واستقرار وسعادة..، يغبطنا عليه أهل الأرض. أبعد هذا كله تُوصف الأمة بالتخلف والانحطاط بمعناهما العام؟!!.
فمقياس تقدم الأمم ورقيها، ينبغي ألا يقاس بمقدار تقدمها صناعياً وعمرانياً فحسب، فإن عقلاء كل أمة متفقون على أن تلك الأمور المادية وسائل للتقدم، لا أنها هي التقدم بعينه، وإلا أصبحت الوسائل غايات!!.

فالمقياس الحقيقي لتقدم الأمم والدول، إنما هو بما تدعو إليه من التوازن بين الإعداد (المادي) بعمارة الأرض ونحوه، والإعداد (الروحي) بما تقدمه لشعوبها من إشباع روحي واستقرار نفسي، ومُثل عليا وقيم سامية تدعو إلى السعادة والهناء وراحة البال والتكاتف والترابط ومراعاة حقوق الوالدين والزوجة والأبناء والأقارب والجار..، فهذا هو التقدم والتحضر الحقيقي.
بينما الدول الغربية التي تزعم التقدم والتحضر، تفتقد لكل تلك المقومات والأهداف، فهي (مبهرة) في شكلها الخارجي، لكنها (متخلفة بل ومنحطة) من الداخل، تشكو الفراغ الروحي، والخواء النفسي، والاضطراب الفكري، والترابط الاجتماعي، والتفكك الأسري، والتحلل الجنسي..، الذي أدى إلى شقاء أهلها وتعاستهم في مختلف جوانب حياتهم، وما ظنك بواقع تلك المجتمعات المتخلفة - روحياً ونفسياً وأسرياً واجتماعياً..، - التي خالفت فطرتها، وكفرت بخالقها ورازقها، وجحدت نعمه وفضله..، ألا يكون لذلك آثار عميقة وعواقب وخيمة تهز كيانها وتزلزل أركانها من انتشار الأمراض النفسية والعصبية، وكثرة الجنون والانتحار، والجرائم والموبقات..، ولا أدل على ذلك من الأرقام الكبيرة والإحصاءات العديدة التي تتحدث عن واقعهم وتكشف زيف حضارتهم. وإذا لم يقس التخلف والانحطاط بمثل هذه الأمور فبمَ يقاس إذن؟!. وهل للعلم وغزو الفضاء وناطحات السحاب - حينئذ- أي قيمة، إذا كانت الأخلاق والآداب تحت التراب؟!.

http://www.almoslim.net/articles/show_article_email.cfm?id=1951

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:

---

وأثر رجع ذلك الصدى في بعض المثقفين والإعلاميين من أبناء جلدتنا، فأكدوا هذه الهزيمة في نفوسهم أولاً، ثم نقلوها إلى مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم العامة في الصحف والمجلات والفضائيات، وعززوها بكتاباتهم وتحليلاتهم الانهزامية القائمة على جلد الذات وتعداد مظاهر التخلف وتضخيمها بأسلوب لا يخلو من التندر والسخرية، وفي المقابل أسبغوا عبارات الثناء المبالغ فيه على الغرب وحضارته وقيمه وقوته وديمقراطيته!!

---

هذا هو ..! هذا التفكير المنهزم والمتذمر هو السبب في تأخير ظهور الهيثم وابن خلدون من جديد !
وهو السبب في ظهور المزيد من روبي وجواد العلي ولا معذرة من المعجبين !! , لأن هذه الفئة من المثقفين والإعلامين تعدت المرحله من مناقشة السلبيات وعلاجها إلا النظر لها كمسلمات لا مفر منها
ويُصور للقارئ أنه ما زال ينقصنا الكثير والكثير وذالك عن طريق وضع عوامل الضعف من" مشاكل وهموم" في المقدمه على عوامل القوة من "مواهب وافكار وامكانيات" في الخلف فتضعف الهمم ,بالتأكيد هم لم يتعمدوا ذالك وكتبوه كتعبير لغضبهم وترويح عن انفسهم بشئ من السخريه والظحك , ولكن للأسف سرعان ما انتشر هذا الأسلوب في الكتابه لتغطى على الساحه الإعلاميه .



جزاك الله خير أختي اسلاميه
على الموضوع القيم

اقتباس:

---

جزاك الله خير أختي اسلاميه
على الموضوع القيم

---

وياكم اختي الكريمة miss sport
شكرا على مرورك بارك الله فيكم

موضوع قيم، شكراً لك

المصطلحات الانهزاميه اصبحت كتقرير واقع..
و تلونة العبارات الانهزاميه بيننا بشكل يدمي القلب
اصبحت كعزف تتشكل ألحانه مع كل مجلس وقضيه
شتان مابين استنكار الوضع رفض الواقع وبين فقد الثقه بذات والانهزاميه..!

تحياتي لكِ اختي إسلامية لموضوعك الرائع.

السلام عليكم ورحمة الله

أنا من المعجبين بكتابات أختنا اسلامية ولكني ولأول مره أجد نفسي مختلفًا مع مانقلته والذي لم يكن لينقل لو لم تتبنى هي المقالة والرأي-حسب غالب ظني .-

قد تكون نظرة الباحث متفائلة جدًا إلا أنها غير الحقيقة الظاهرة للجميع، وهي أننا شعوب متخلفة مستهلكة مقموعة نفسيًا وحياتيًا وللأسف مهزومة بجميع المجالات سوى تفوقنا الديني.
يقال: أن تُنير شمعة خير من لعنك للظلام، وأقصد بها الكاتب.

وإن كان لابد من مصطلح انهزامي يُزال فلا أجد أفضل من مصطلح " الحرية ، Liberty " لأنه بالنسبة للعرب كذبة يتفاخر بها المثقفون ولن ترى حيز الوجود والتطبيق في ظل حكومات قمعية وراثية.
بارك الله فيكِ

للاسف هذه الامة فاشلة بكل مجال .

شبابنا اليوم اسوء من بعض شباب الغرب الباحث عن المعرفة اما شبابنا فهو غارق في الجهل ويقلدهم في الصفات السيئة اما الحسنة فلا يقلدوهم
.فيتخرج طالب عربي من الثانوية لايعرف 1+5 كم يساوي..بينما يتخرج الطالب الفرنسي من الثانوية وهو حافظ جدول الضرب وعلى استعداد لحل كافة المعادلات الرياضية .

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zero.

موضوع قيم، شكراً لك

---

جزاك الله خيرا على مرورك الكريم

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكية

شتان مابين استنكار الوضع رفض الواقع وبين فقد الثقه بذات والانهزاميه..!

تحياتي لكِ اختي إسلامية لموضوعك الرائع.

---

كلام جميل بارك الله فيك ونفع بك

اقتباس:

---

السلام عليكم ورحمة الله

أنا من المعجبين بكتابات أختنا اسلامية ولكني ولأول مره أجد نفسي مختلفًا مع مانقلته والذي لم يكن لينقل لو لم تتبنى هي المقالة والرأي-حسب غالب ظني .-

---

عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حياك الله اخي الكريم جليس البدر وجزاك الله خيرا ونحن نتشرف بحضورك الكريم
ولا بأس في الاختلاف

اقتباس:

---

قد تكون نظرة الباحث متفائلة جدًا إلا أنها غير الحقيقة الظاهرة للجميع، وهي أننا شعوب متخلفة مستهلكة مقموعة نفسيًا وحياتيًا وللأسف مهزومة بجميع المجالات سوى تفوقنا الديني.
يقال: أن تُنير شمعة خير من لعنك للظلام، وأقصد بها الكاتب.

---

اخي الكريم ولماذا لا نتفائل ... ليس الكل منهزم او متخلف او وووالخ
انظر للمجاهدين في العراق وفلسطين والشيشان وماذا فعلوا الحمدلله الأمة مازالت بخير بفضل الله وعقيدتها

اقتباس:

---

وإن كان لابد من مصطلح انهزامي يُزال فلا أجد أفضل من مصطلح " الحرية ، Liberty " لأنه بالنسبة للعرب كذبة يتفاخر بها المثقفون ولن ترى حيز الوجود والتطبيق في ظل حكومات قمعية وراثية.
بارك الله فيكِ

---

اعتقد انك ربما فهمت الموضوع خطأ
الوضوع يتكلم عن بث روح الانهزاميه
وفيك بارك الله شكرا على مرورك وفقك الله

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RICH BOY

للاسف هذه الامة فاشلة بكل مجال .

شبابنا اليوم اسوء من بعض شباب الغرب الباحث عن المعرفة اما شبابنا فهو غارق في الجهل ويقلدهم في الصفات السيئة اما الحسنة فلا يقلدوهم
.فيتخرج طالب عربي من الثانوية لايعرف 1+5 كم يساوي..بينما يتخرج الطالب الفرنسي من الثانوية وهو حافظ جدول الضرب وعلى استعداد لحل كافة المعادلات الرياضية .

---

نعم هناك فشل ولكن هناك مقاومة للفشل
الحمدلله ان عندنا طلاب يعرفون التوحيد والاسلام وهو نجاتهم في الدنيا والاخره
وعندنا طلاب يقاومون الفشل ويتحدون الصعاب ويعملون على بث روح المقاومة
شكرا على مرورك بارك الله فيك